الأحد، 22 يوليو 2012

دوافع نحت التماثيل الملكية العملاقة في عصر الدولة الحديثة

بسم الله الرحمن الرحيم 

( دوافع نحت التماثيل الملكية العملاقة في عصر الدولة الحديثة ) ............................................................
.................إتجهت  الأيدولوجية الملكية في عصر الدولة الحديثة لوصف ذاتها بسمات البطولة ،  فكان ينظر للملك بوصفه بطلا قادرا على صنع المعجزات و الإتيان بالخوارق ، و  قد إنعكس ذلك المفهوم على فن النحت الملكي في ذلك العصر ، إذ أصبح الملك  يظهر في التماثيل في حجم بطولي . فأصبحت التماثيل الضخمة العملاقة هي  السائدة في تلك الفترة بالنسبة لتماثيل الملوك و بعض الملكات .
 و لاريب  أن الفتوحات العسكرية و لاسيما في النصف الأول من عصر الأسرة الثامنة عشرة  قد أثرت البيت المالك و كان ثرائهم و فخامتهم تحفزهم إلى طلب إقتناء  الأشياء الفاخرة ، بما فيها التماثيل . و لم يكتفوا بإقتناء التماثيل  الضخمة لأنفسهم فقط بل رغبوا فيها أحيانا لأتباعهم أيضا . و كان من هؤلاء  من له النفوذ الكافي لرعاية الفنانين و توجيههم و كان ملوك ذلك العصر  يهبونهم المقابر المتسعة و التماثيل . و لا يخفى على دارس السيرة الذاتية  لمعظم هؤلاء الأفراد أنهم كانوا من أقارب الملوك .
و قد أدت طموحات  ملوك الدولة الحديثة و أتباعهم من رجال البلاط إلى الحرص على تشييد المعابد  العظيمة للمعبودات في المدن الرئيسية ذات الثقل السياسي و الديني و بالأخص  طيبة مقر عبادتهم الجنائزية . فخرجت هذه المعابد في أفضل صورة و احتوت على  المقتنيات الثمينة من كل نوع فكان من ضمنها التماثيل الملكية الضخمة ،  فعلى سبيل المثال إحتوى معبد الملكة حتشبسوت الجنائزي بالدير البحري على  أكثر من مائتى تمثال مختلفة الأحجام و الخامات ، كما شيد بأمر من الملك  أمنحتب الثالث في معبد ( موت ) بطيبة أكثر من خمسمائة تمثال للربة ( سخمت )  وحدها ، فضلا عن التماثيل الملكية العملاقة التى نحتها لنفسه و لعائلته .
و لكن تجدر الإشارة إلى أمر هام : لم تكن هذه التماثيل الملكية الضخمة  العملاقة الفاخرة شيئا جديدا في فن النحت الملكي في عصر الدولة الحديثة ،  إذ عرفتها الملكية في مصر منذ عصر الدولة القديمة فكان أول من أسس لإقامتها  فيما نعلم حتى الآن هو الملك أوسركاف مؤسس الأسرة الخامسة حيث نحت فنانوه  تمثالا من الجرانيت الوردي ، فتبدو من مقاسات رأسه التى تبقت من التمثال أن  إرتفاعه الأصلي كان يتجاوز أربعة أمتار .
و كان الملك رمسيس الثاني  واحدا من ملوك الدولة الحديثة الذين فتنتهم ضخامة التماثيل الملكية لأسلافه  فعمل على الإستفادة من تلك الظاهرة و إتجه هو الآخر لنحت تماثيل ملكية  هائلة الضخامة لنفسه فكان أشهرها على سبيل المثال :
1 – تماثيله أمام واجهة معبد أبي سمبل الكبير و هي من الحجر الرملي و يبلغ إرتفاعها أكثر من 20 متر
2 – تمثاله في معبد الرمسيوم و هو من الجرانيت و يبلغ إرتفاعه الأصلي حوالي 17 متر
3 – تمثاله في ميت رهينة ( منف ) و هو من الحجر الجيري الناعم البديع (  الذي يكاد يحاكي المرمر في شكله ) و يبلغ إرتفاعه الأصلي حوالي 15 متر
4 – تمثاله الجالس أمام معبد الأقصر و هو من الجرانيت الرمادي و يبلغ إرتفاعه حوالي 12 متر .
و هكذا إنفرد رمسيس الثانى بأكبر مجموعة من التماثيل الضخمة و المفرطة في  الضخامة . و قد لفتت هذه الظاهرة أنظار الباحثين و ربطوا بينها و بين ما  عرف عن الملك من فرض عبادة نفسه في معابد إلهية ( أى ليست جنائزية ) ثم  ربطوا بين رمسيس الثانى و أمنحتب الثالث لأنهما إشتركا في الناحيتين أى في  إقامة التماثيل المفرطة في الضخامة و في تأليه أنفسهما . و رأوا فيها دليلا  على ضعف سلطة الملك الروحية على شعبه نتيجة إضمحلال فكرة الملكية المؤلهة  في نفوس المصريين فى عصر الدولة الحديثة ، و من رأيهم أن هؤلاء الملوك  لجأوا إلى التماثيل المفرطة في الضخامة لتضخيم شخصياتهم و إظهار البون  الشاسع بينهم و بين رعاياهم و ليشعروا بالضآلة إلى جانبهم ، ثم لجأوا إلى  تأليه أنفسهم لكي يرفعوا أنفسهم إلى مصاف الآلهة و يكتسبوا ما للآلهة من  سلطان روحي على الناس و بهذه الوسائل يستعيدوا مركزهم الروحي المتدهور و  لكن يتسائل الباحث في ذا الصدد : أليس من الغريب و اللامنطقي أن يتم إتخاذ  أكثر التماثيل الملكية إفراطا في الضخامة كقرينة على إحساس أصحابها بنوع من  الضآلة ؟
لا يمكن التسليم بصحة النتائج السابقة نظرا للإعتبارات التالية :
1 – لو كانت التماثيل المفرطة في الضخامة قد أقيمت لتعويض فكرة الملكية  المؤلهة لإستمرت إقامتها فى عهد الملوك الضعاف الذين حكموا بعد عصر الدولة  الحديثة و ما أكثرهم ! و لاسيما و أن مفهوم الملكية المؤلهة في عصري  الإنتقال الثالث و المتأخر لم يكن على نفس درجة القوة التى تمتع بها فيما  سبق من عصور
2 – تجاهلت هذه الآراء الظروف التاريخية و السياسية التى  صاحبت نشأة هذه التماثيل العملاقة في عصر الدولة الحديثة – و هي التى  سيتناولها الباحث في هذه الدراسة .
3 – ما هو الدليل على تدهور المركز  الروحي لهؤلاء الملوك في عصر الدولة الحديثة ؟ و عن أى ملوك نتحدث ؟ و  لماذا إتجه أصحاب هذا الرأي ناحية التعميم لا التخصيص ؟
4 – هل ملوك الدولة الحديثة كانوا بحاجة لإظهار البون الشاسع بينهم و بين رعاياهم ، فإتجهوا لإقامة تلك التماثيل الضخمة ؟
5 – لم يرتبط وجود هذه التماثيل الملكية العملاقة بمعابد تخليد الذكرى  الملكية وحدها ، بل وجدت كذلك في المعابد الآلهة مما يعنى أنها لم تقتصر  على مكان محدد و مما يرجح أن لها أسبابا أخرى
إن ظاهرة نحت التماثيل  الملكية المفرطة في الضخامة و إصرار بعض الملوك في عصر الدولة الحديثة على  إقامتها كانت تخضع للدوافع التالية :
1 – كانت الملكية – و بسبب وضعها  السياسي – حلقة وصل و واسطة بين البشر و القوى الإلهية العليا المقدسة ، و  التى كانت تتحكم في مظاهر الخير و الرخاء و الخصوبة و الرفاهية ، فتعم و  تنتشر على أنحاء البلاد من خلال السلطة الملكية التى تعتبر المجسد الطبيعي و  الوساطة الناجزة و الفعالة لهذه القوى . فلاريب أن الوظيفة الرئيسية للملك  هى تواصل دوره في الوساطة حتى تستمر هبات و خيرات و نعم المعبودات في  التدفق ، فتستقر و تتثبت أحوال و ظروف البلاد على حالتها الطبيعية . و من  جانب آخر كانت التماثيل الملكية هي الصور و التجسيدات الأرضية للآلهة و  القريبة من العامة حيث كانت تعتبر هي أجساد الآلهة – كما ورد في أكثر من  موضع على العديد من التماثيل الملكية الضخمة – التي يمكنها أن تحل فيها ،  فأصبحت تلك التماثيل هي الوسيلة الفعالة لعمل علاقة دائمة و مباشرة بين  العامة و ملوكهم و الذين كانوا ينظرون إليهم كشفعاء و وسطاء لدى آلهتهم .
2 – و رغم هذه الوضعية المتميزة التى حظت بها الملكية منذ نشأة السلطة  السياسية في مصر ، إلا أن الدعاية الدينية و السياسية المكثفة لمفهوم  الوساطة و الشفاعة الملكية ، لم تظهر بوضوح إلا عند النصف الثاني من عصر  الأسرة الثامنة عشرة ، فلقد قام كهنة أمنحتب الثالث بالترويج و على نطاق  واسع لفكرة أن الملك و زوجته ( تي ) هم في واقع الأمر وسطاء مبجلون و شفعاء  مقدسون و ذوو أهمية كونية قصوى بين عالم المعبودات و عالم البشر ، و هو  نفس المفهوم الذي إرتكز عليه الملك إخناتون – إبن أمنحتب الثالث – مع  إدخاله لبعض التعديلات ، حيث إعتبر نفسه الوسيط الأوحد بين ربه ( آتون ) و  بين عامة الشعب و هي أيضا ذات الفكرة التى تبناها بشكل واضح و قوي ملوك عصر  الرعامسة فيما بعد ( مع إستبعادهم لتعديلات إخناتون ) و لذلك و منذ عصر  الملك أمنحتب الثالث – و هناك من يرى أن هذه الظاهرة قد بدأت منذ عصر تحتمس  الثالث و حتشبسوت – ظهرت تماثيل الملك الضخمة التى تمتعت بدعم رسمي من  الدولة بإعتبار أصحابها وسطاء و شفعاء بين عالم الآلهة و عالم البشر ، ثم  تواصلت إقامتها في عصر الرعامسة حيث عبرت عن الرغبة الملكية في إستقطاب  مظاهر الورع و الممارسات الدينية الشعبية المتزايدة في تلك الفترة نحو  الملك الحاكم ، و حتى يعبر و يمر ذلك الورع من خلال الملكية تجاه المعبودات
3 – ظهرت التماثيل الملكية الضخمة في ذات الفترة التى شهدت تراجع  ظاهرة النذور المقدمة للمعابد خلال عصر الدولة الحديثة - و هو ما لاحظه  القليل من علماء المصريات – مما يعكس أن الدعم الرسمي للدولة قد تحول و  انصرف بإتجاه التماثيل الملكية الضخمة كهدف لممارسات العامة الدينية و  الورع الشعبي كبديل عن نذور المعابد . و ما يؤكد ذلك الدعم الحكومي أنه ليس  فقط كبار رجال الدولة و لكن حتى الملك بذاته قد تم تصويره أحيانا ( كما  ظهر في لوحات هوربيط خلال عصر رمسيس الثاني ) و هو يتعبد لتماثيله الملكية ،  بل و تم تصوير الكهنة من الأمراء على قواعد التماثيل الضخمة ( مثل  تماثيل  الملك رمسيس الثانى في معبدي أبو سمبل و الأقصر) و هو يتعبدون للتماثيل و  يقيمون لها الشعائر
4 – لقيت هذه التماثيل الملكية العملاقة قدرا من  التقدير التبجيل و التقديس و التقدير على الأقل في حياة أصحابها من الملوك –  و ربما بعد وفاتهم – و لكننا نتسائل في هذا الصدد : هل ذلك التبجيل تجاه  تلك التماثيل الضخمة أقرب ما يكون لموقف سياسي ؟ أم أنه لموقف ديني ؟ أم  لكلاهما معا ؟ ... البعض من الدارسين يرى أن تبجيل الملك أمنحتب الأول -  على سبيل المثال - من جانب عمال دير المدينة تم بعد وفاته و كانت بسبب  شعبية ذلك الملك و ما حققه من إنجازات تجاه الشعب المصري بصفة عامة و تجاه  عمال دير المدينة بصفة خاصة و ذلك على النقيض من حالات تقديس تماثيل الملوك  الآخرين خلال حياتهم و ليس بعد وفاتهم ، فهي عبادة إكتسبت شكلا سياسيا  أكثر منه دينيا . و لكن ألا يمكن أن نعتبر حالة تقديس و تبجيل تماثيل الملك  أمنحتب الأول في دير المدينة هى إستمرار و تواصل لعبادته و تقديسه خلال  حياته ؟ ... إن البعض من الباحثين إعتقد أن تقديس ملوك مثل رمسيس الثانى و  أمنحتب الثالث من خلال تماثيلهم الضخمة إقتصر خلال حياتهم و وفقا للمصالح  الشخصية لأتباعهم و هو أمر لا يثبت أمام البراهين الأثرية التى كشفت عن  إستمرار هذه العبادة حتى نهايات عصر الدولة الحديثة ، بل و تعداه إلى عصر  الإنتقال الثالث ( و لاسيما في حالة رمسيس الثانى ) .
5 – كانت تلك  التماثيل المفرطة في الضخامة توضع غالبا عند البوابات و في مداخل أفنية  المعابد لكي تقوم بدور الوسيط و الشفيع الهام و الفعال بين العامة من  المواطنين البسطاء و بين معبوداتهم المتمركزين في قدس أقداسهم و المنعزلين  بعيدا عن العيون
6 – إرتبطت هذه التماثيل الملكية العملاقة بمفهوم (  الكا ) الملكية ، و هي العنصر الخالد و الفعال الذي لا يفنى أبدا و الذي  يحتوي على قدرات الآلهة و الملوك الأسلاف الذين تولوا زمام الأمور في  البلاد قبل أن تؤول الملكية للملك الحالي صاحب التمثال الضخم . و كانت هذه  القدرات الخارقة ( الكا الملكية ) تنتقل من الآلهة و الملوك الأسلاف للملك  الشرعي عند صعوده على عرش مصر و عند إقامة طقوس التتويج له داخل المعابد  الكبرى و لاسيما في عصر الدولة الحديثة ( معابد الكرنك و الأقصر ) ، فكانت  هذه التماثيل الملكية الضخمة تجسد مفهوم الكا الملكية التى إتحد بها عند  التتويج و من ثم فهي تكسبه قدرات الأسلاف فيصبح مؤهلا للتعامل مع الظواهر  الطبيعية التى تتحكم فيها المعبودات و يقوم بنقل خيرات هذه الظواهر لشعب  مصر . إن ما يهمنا في ذلك الأمر أن هذه التماثيل الملكية الضخمة تتحدث عن (  مبدأ الملكية ) أكثر مما تتحدث عن ( شخص الملك ) ، فهي تصور الملكية  المؤلهه الخالدة أكثر مما تصور شخص الملك الحاكم و دليلنا على ذلك نستمده  من بعض تماثيل الملك رمسيس الثاني التى ذكر عند قاعدتها عبارة ( كا نسيت  عنخ ) بمعنى الكا الملكية الحية ، فالتماثيل الملكية الضخمة و لاسيما في  عصر الرعامسة كانت تجسد مفهوم القدرة الملكية الحية و الخالدة و لعل ذلك ما  يفسر لنا لجوء بعض الملوك أحيانا لوضع أسمائهم و ألقابهم الشخصية على  تماثيل الملوك الأسلاف بإعتبارها تماثيل مجسدة و معبرة عن ( مبدأ عام ) و  ليست ( ملكية خاصة )
7 – إرتبطت هذه التماثيل الملكية العملاقة بشكل  عام بالديانة الشمسية في عصر الدولة الحديثة ، فقد ورد عند قاعدتها ما يدل  على الألقاب التى تربط صاحبها بمعبود الشمس ( رع ) مثل لقب ( رع إن حكاوو )  بمعنى شمس الحكام كما ظهر بعضها في سمات دينية شمسية واضحة مثل تمثال  الملك رمسيس الثانى الموضوع أمام واجهة معبد الأقصر ( على يمين الداخل )  حيث قام النحاتون بنحت مسلة ( الرمز الأعلى و الأبرز للديانة الشمسية ) في  ظهر تمثال رمسيس الثانى تجسيدا لمفهوم الملك كصورة مقدسة و حية لمعبود  الشمس ( رع ) على الأرض فضلا عن توجيه قردة البابون الأربعة المنحوتين عند  قادة المسلة الكبرى التى كانت تقع أمام تمثال الملك و هم يهللون و يرقصون و  يقفزون أمام تمثال الملك رمسيس الثاني ( و هو فعل العبادة المعروف لقردة  البابون عند رؤيتهم لقرص الشمس في الصباح الباكر عند شروقه ) مما يعنى أن (  الكا الملكية الحية و المتوارثة ) من الأجداد هي ( كا ) رع بمعنى قدرة إله  الشمس رع التى أورثها لخلفائه على الأرض
8 – إقتسمت التماثيل الملكية  الضخمة قرابين المعبودات داخل معابدها ، حيث نقرأ على قواعد بعض هذه  التماثيل عبارة – مثل التمثال الملكي السابق – إن كل ما يدخل و ما يخرج من  بيت آمون هو لك يا سيد الأرضين – و هو الأمر الذي يؤكد على وجود فعل عبادة  موجه لهذه الكاوات الملكية ( التماثيل الضخمة ) بإعتبارها كاوات تحقق مطالب  و آمال و تطلعات الجماهير المصرية القديمة
9 - إرتبط وجود هذه التماثيل العملاقة بظروف هيمنة مصر السياسية على بعض بلاد الشرق الأدنى القديم مما كان سببا فيى تعديل الصورة الأيدولوجية الملكية خلال الدولة الحديثة و إعتبار الملك صورة ( رع ) الذي خلق البشر بأكملهم و حقق سيطرته على جميع شعوب الأرض و قمع التمرد ضد من لم يخضع له ، فجاءت هذه التماثيل الملكية الضخمة لكي تعبر عن هذه الأيدولوجية الجديدة و من هنا كانت أبعادها و مقاييسها تماثل و تطابق مفهوم السيطرة الكونية الهائلة للملك بوصفه صورة ( رع ) الحية على جميع شعوب الأرض مما جعل الفنانون ينقشون و لأول مرة الشعوب الأجنبية المتمردة في شكل فني جديد خلال عصر الدولة الحديثة حيث ظهروا على قواعد تلك التماثيل و هم مقيدون كأسرى حرب بالسلاسل من أعناقهم و ربط ذلك كله – من خلال النص المنقوش على قاعدة التمثال – بأن الملك هو قاهر البلاد الأجنبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق