الأحد، 22 يناير 2012

الديانة الشمسية منذ عصور ما قبل التاريخ و حتى بداية عصر الدولة القديمة

بسم الله الرحمن الرحيم

( الديانة الشمسية منذ عصور ما قبل التاريخ و حتى بداية عصر الدولة القديمة )


لا ريب أن للديانة الشمسية تاريخ حافل فى الحضارة المصرية القديمة ، حيث توالت حلقاتها الأولى منذ بداية فجر التاريخ المصري القديم و حتى نهاياته . و تكمن فكرة هذه الدراسة فى الكشف عن الجذور التاريخية للديانة الشمسية منذ فترة ترحال الإنسان المصري القديم فى العصور الحجرية القديمة و العصر الحجرى الحديث و دوافع تقديس الشمس و إرتباطها بالملكية المصرية الناشئة خلال عصر الأسرة ( صفر ) و إزدياد الروابط بينهما حتى بدايات الدولة القديمة و أود فى هذا الصدد أن أهدى هذا المقال للأستاذ المحترم ( طه أمين ) الذى تشرفت بمعرفته منذ وقت قريب
يرى المرحوم دكتور عبد العزيز صالح أن المصري القديم وجه شطره نحو الشمس منذ أن كان فى ترحال فى العصور الحجرية القديمة فى الصحراوين الشرقية و الغربية ( انظر مقال قصة الدين فى مصر القديمة ) و قبل أن يستقر فى وادى النيل ، و يغلب على الظن أن قداستها نشأت لدى جماعات الترحال بسبب الرهبة منها و تقديرا لجبروتها . و يتفق الدارس مع تلك النتيجة و يضيف عليها أن أقدم الإشارات المحتملة لوجود تقديس شمسي مرجح يرجع إلى العصر الحجري القديم الأوسط فى مصر و بالتحديد فى وادي النيل ، حيث عثر على أقدم دفنة معروفة حتى الآن فى مصر وادى النيل فى منطقة الترامسة بجوار معبد دندرة ، و هى هيكل عظمى لطفل يتراوح عمره من ثمان إلى عشر سنوات و كان مدفونا فى حفرة يبلغ عمقها متر واحد و الأمر الغريب فى هذا الإكتشاف ينطوى على وضع الطفل داخل الحفرة ، فقد كان جالسا و يتجه برأس مائلة ناحية الشرق ! و هو وضع يدل صراحة على أن الدفنة بأكملها لم تكن إعتباطية ، فهل يدل ذلك الوضع على إرهاصات أولى لتقديس الشمس فى تلك الفترة ( 55000 قبل الميلاد ) ؟ يرجح أن المصري القديم تمنى منذ ترحاله فى فجر وجوده على الأرض المصرية أن يلتحق بالشمس الغاربة عندما يواري جسده التراب و أن يولد من جديد مثلما تولد الشمس فى الصباح الباكر فأراد أن تندمج روحه معها و هى الفكرة التى تبلورت لديه إلى حد كبير فى بدايات العصر الحجرى الحديث فى وادى النيل و الدلتا عندما عرف مفهوم الإستقرار النهائى و الدائم على الأراضى المصرية . و من هنا نجد دفنات أولى قرى العصر الحجري الحديث فى ( مرمدة بنى سلامة – 5500 إلى 4100 قبل الميلاد – 51 كم شمال غرب القاهرة ) وقد كان وجه الميت يتجه ناحية الشرق أو الشمال الشرقى مما يحتمل وجود بعض المفاهيم الشمسية الجنزية البسيطة التى تربط مصير المتوفى و عودته للحياة مع إستقبال شروق الشمس ، و لاريب أن المصري القديم فى تلك الفترة و بعد أن مارس حرفة الزراعة فى بدايات إستقراره على حواف الدلتا و وادى النيل أدرك أثر الشمس فى حياة الزرع و خروج النباتات من باطن الأرض و تفتح أوراقها بفضل ملامسة الأشعة الشمسية لها مما كان له أكبر أثر و نتيجة فى إيمانه بقوة و إمكانية عودة الروح للمتوفى فى عالمه الآخر و أن الموت ما هو إلا مرحلة إنتقالية نحو عالم ماورائى تستقر فيه روحه للأبد ، و من المرجح أن أهل الفكر فى العصر الحجري الحديث قد لاحظوا أيضا أن الشمس تتحكم فى شئون الكائنات جميعا ، فهى تجبر نجوم الليل على الإختفاء كلما أشرقت و تجبر جماعات البشر و الحيوانات و الطيور على الإنطواء كلما غابت فكانت تلك هى دوافع تقديسها فى تلك الفترة .
إن أولى الإشارات الدينية المؤكدة لتقديس الشمس ترجع إلى بداية عصور ما قبل الأسرات و بالتحديد حضارة نقادة الأولى ( 3900 – 3600 قبل الميلاد ) حيث كشف بترى عن طبق بيضاوى الشكل من الفخار فى قرية نجاده فى قنا ( و هو معروض حاليا فى المتحف المصري فى الدور الثانى بجوار قاعة مومياوات الحيوانات ) ، يظهر فيه تصوير لشمس المشرق و شمس المغرب فى بساطة و واقعية و يتوسط الطبق منظر لمثلثين كبيرين مرسومين بخطوط طولية و عرضية متقاطعة و منتظمة و على أطراف الطبق نجد تصوير للمياه و الأمواج التى تحيط بالمثلثين و يلاحظ على هذا الطبق عدد من الحقائق الهامة و هى :
1 – إن المياه التى تحيط بشكل المثلثين هى تجسيد للمياه الأزلية الأولى التى ستلعب دورا هاما فى أساطير الخلق فى العصور التاريخية و ربما كانت أيضا تجسيدا لمياه الفيضان التى تغطى أرض مصر بأكملها و لا تعارض هنا بين الفكرتين ، فمياه الفيضان هى التطبيق العملى لمياه الخليقة الأولى
2 – إن شكل المثلثين هما تعبير عن تل الخليقة الأول الذى سيتجلى عليه الإله الخالق فى بدء الزمان ( انظر مقال دكتور أحمد سعيد – نشأة الأديان مابين الترحال و الإستقرار ) و هى من المفاهيم الدينية التى ستتضح بقوة فى العصور التاريخية و يرى البعض الآخر من دارسي ما قبل التاريخ ( لوك واترين و باولو جارثيا ) أن المثلثين الملتصقين ببعضهما على الطبق هما تصوير فنى هندسي أول لشكل جبل الأفق المكون من تلين تشرق و تغرب من خلالهما الشمس و لذلك كان تصوير شمس المشرق و المغرب فى ذلك الإطار أمرا مفهوما و مقصودا لذاته
3 – عدم وجود أى هيئة حيوانية أو إنسانية فى المنظر ربما يدل على إيمان المصري القديم فى تلك الفترة بقوى ما ورائية تتحكم فى الظاهر الكونية الطبيعية دون حاجة لتجسيدها فى هيئة بعينها و بمعنى آخر أننا هنا لا نجد معبود واضح المعالم يسيطر على تلك الظواهر و لا سيما و أنه فى ذلك العصر لم يكن قد توصل إلى مفهوم الدين بالمعنى الوضعى ، فديانة أى معبود تحتاج إلى مجموعة من العناصر كى تكتمل و هى
أ – معبود بإسم معروف
ب – رمز للمعبود أو عنصر تكمن فيه قوته
ج- رجال دين أو كهنة يمثلون الصلة بين المتعبدين و المعبود
د – مؤمنون بالمعبود أو مريدون له
ه – مكان للعبادة يتمثل فى وجود معبد أو مقصورة
و – شعائر و طقوس تقام فى فترات منتظمة و توجه للمعبود
ز – تقدمة قرابين
و نظرا لعدم وجود آثار ترجع لعصر نقادة الأولى تؤكد وجود العناصر السابقة بأكملها ، فيرجح الدارس أن الإرهاصات و المعتقدات الشمسية الأولى فى تلك الفترة كانت عبارة عن فلسفة لاهوتية شمسية مبكرة لم ترقى بعد لأن تتحول إلى عقيدة أو ديانة شمسية مكتملة الأركان و العناصر و ربما تبنى هذه الأفكار اللاهوتية الشمسية الأولى أهل النخبة و الصفوة الفكرية فى بداية عصور ما قبل الأسرات ( أنظر مقال نشأة الديانة ما بين الترحال و الإستقرار خلال العصور الحجرية فى بعض بلاد الشرق الأدنى لدكتور أحمد سعيد )
4 – تصوير الفنان المصري القديم للحظتين زمانيتين على طبق نقادة تعبران عن مشرق و مغرب الشمس يؤكد على أمرين :
أ – قدرة الفنان على ربط لحظتين زمانيتين مختلفتين فى مشهد واحد
ب – وجود إرتباط بين شكل العالم البيضاوى الذى يعيش فيه الإنسان المصري القديم و مجرى الشمس منذ الشروق و حتى الغروب مما جعل الفنان يختار هيئة بيضاوية مقصودة لذاتها لتنفيذ ذلك المنظر
دون أن ينصرف إلى الأذهان أن المصري القديم إكتشف كروية الأرض كما زعم بعض الأفراد الغير متخصصين
و خلال عصر نقادة الثانية ( 3600 – 3200 قبل الميلاد ) ، نرى أن المعتقدات الدينية كانت فى سبيلها إلى الإستقرار و التبلور و إرتبط ذلك بأن بعض القرى سارت فى طريقها نحو التحول إلى المدن التى ستصبح فى بدايات الأسرة الأولى عواصم للأقاليم ، فظهر فى عصر نقادة الثانية و رموز و شارات دينية مقدسة لمعبودات بعينها و لعل أهم الإشارات التى صورت على أوانى فخار نقادة الثانية كانت ألوية كبائن المراكب التى برهنت على ظهور مقاصير المعبودات فى تلك الفترة ، و التى إتفق معظم العلماء على أنها إشارات لمعبودات القبائل التى إنتشرت فى وادى النيل و إستقرت فى المدن التى نشأت تحت حماية آلهتها و آلهة محلية جديدة إختارتها لنفسها ، ثم تآلفت تلك المدن مع بعضها و تكونت المقاطعات و الأقاليم و أصبح لكل منها معبود إرتبط إرتبط برمز الإقليم ، ثم إتحدت فى النهاية تلك الأقاليم تحت راية معبود واحد مع إستمرار ديانة المعبودات المحلية . أما أشهر الرموز التى جاءت على ألوية المراكب فهى قرص الشمس رمز المعبود ( رع ) مما يدل على وجود مقاصير شمسية فى مصر متفرقة ما بين الشمال و الجنوب و أن الشعائر و الطقوس كانت تؤدى بشكل منتظم لذلك المعبود من خلال وسطاء ( كهنة ) و يمكن القول أنه من خلال الحفائر التى قامت فى السنوات الأخيرة فى عين شمس ثبت لدينا أن مركز عبادة الشمس الرئيسى قد إستقر فى عين شمس خلال عصر نقادة الثانية مع وجود مراكز ثانوية شمسية أخرى فى مدن الشمال و الجنوب
و بدخول مصر فى مرحلة حضارة نقادة الثالثة ( من 3200 الى 3000 قبل الميلاد ) التى توافرت آثارها و تنوعت فى معظم أنحاء مصر من جنوبها و حتى الدلتا و وصلت إلى شمال سيناء و جنوب فلسطين ، و تخللت تلك المرحلة ما يطلق عليه الآن الأسرة ( صفر )، تأسست عدة مدن سياسية و دينية إرتبطت بمجموعة من المعبودات كان لها أدوارها البارزة طوال التاريخ المصري القديم ، فانتشرت شواهد العبادة الشمسية و لا سيما و أنها ظهرت بوضوح على صلايات تلك الفترة التى عرفت بإسم ( صلايات حيوانات الشمس ) المعبرة عن تغلغل ديانة الشمس فى البيت الحاكم و عقول البشر ، حيث عبر ملوك أو زعماء الأسرة ( صفر ) عن إنتصاراتهم و زحفهم نحو الشمال فصوروا أنفسهم فى هيئات حيوانية شمسية قوية ( مثل الأسد و الثور ) التى تقوم برفع و حماية الشمس و الدفاع عنها فتهاجم أعدائها الذين صوروا فى هيئة حيوانات أضعف ( مثل الغزال و الوعل و الأيل ) . و قد تم تجسيد تلك الفكرة على سطوح الصلايات و مقابض السكاكين و المقامع فى إطار الملكية الناشئة التى عبرت عن نفسها فى سياق حيوانات الشمس التى تنتصر على أعداء الشمس ، فأصبح الزعيم يمثل فى هيئة الأسد أو الثور الذى يبطش بأعدائه و يحافظ على النظام الكونى الشمسي و هنا يمكن التأكيد على أمر هام : أن الديانة الشمسية خلال عصر نقادة الثالثة – الأسرة صفر لم يقتصر دورها على وظيفتها الكونية و الجنزية كما تم شرحه سابقا ، بل أصبحت ترتبط برباط وثيق بالملكية المصرية و لذلك ستلعب هذه العقيدة دورا هاما فى الأيدولوجية الملكية طوال التاريخ المصري القديم
و مما لا شك فيه أن أهم معبود فى عصر الأسرة صفر هو المعبود الصقري ( حورس ) إله هيراكونبوليس ( نخن ) و هى المدينة التى خرج منها معظم ملوك و زعماء الأسرة صفر لتوحيد البلاد رافعين معهم شأن معبودهم حتى جعلوه فى مرتبة الإله الرسمي للدولة فى نهايات عصر الأسرة صفر و بدايات عصر الأسرة الأولى و أصبح الملك ممثلا لحورس السماء على الأرض منذ تلك الفترة و حتى نهاية التاريخ المصري القديم و ينبغى لنا هنا أن نؤكد على حقيقة هامة و هى : أن العبادة الصقرية إرتبطت بالعبادة الشمسية خلال عصر الأسرة الأولى فأصبح الملك ممثلا لمعبود الشمس فى هيئة الصقر و لا سيما بعد أن أصبح الصقر أولى الهيئات المعبرة عن الملك الحاكم و معبود الشمس ( رع ) ، و هو ما تم تصويره بشكل واضح على المشط العاجى للملك ( جت ) ثالث ملوك الأسرة الأولى فظهرت لأول مرة مركب الشمس التى يعلوها الصقر و يقوم بحملها جناح كبير الهيئة ثم يظهر فى الجزء السفلى للمنظر السرخ الملكى للملك (جت ) و يعلو السرخ الصقر المعبر عن الملك الحاكم و لذلك فهنا نجد أمامنا ربط دينى و سياسي قوى بين الصقر المعبر عن الملكية و الصقر المعبر عن معبود الشمس ( انظر الخطوط العامة لعصور ما قبل التاريخ لدكتور على رضوان )
و خلال بدايات الأسرة الثالثة يمكن القول أن الصلة بين الملكية و الديانة الشمسية زادت عن ذى قبل فظهر منذ عصر الملك ( زوسر ) لقب ( رع نوب ) بمعنى رع الذهبى و هو اللقب الذى يربط الملك مباشرة بمعبود الشمس أو بمعنى آخر أن جسد الملك هو جسد رع أى من مادة الذهب التى لا تفنى فيخلد إلى الأبد و ينبغى أن نشير هنا إلى مقال ( أرنولد ) عن الديانة الشمسية ، حيث يرى أنه لا وجود لعبادة شمسية طوال عصر الأسرة الثالثة و بالتحديد فى مجموعة زوسر و لكن لا يتفق الدارس مع تلك النتيجة للأسباب التالية :
1 – مقصورة تورين الشمسية التى ظهر فيها أعضاء التاسوع الشمسي لأول مرة و هى ترجع لعصر الملك ( زوسر )
2 – ظهور لقب ( رع نوب ) على تمثال الملك ( زوسر ) الذى كان فى بيت السرداب الواقع شمال شرق الهرم المدرج مما يعنى وجود طقوس شمسية محتملة فى مجموعة ( زوسر )
3 – إكتشاف إناء من الألباستر ( معروض فى المتحف المصري بجوار صلاية نعرمر ) فى أسفل الهرم المدرج للملك ( زوسر ) يرى البعض أنه برجع لعصر الأسرة الأولى مصور عليه جوسق ملكى و يتم الصعود نحوه من خلال مجموعة سلالم و يقوم برفع المنصة بأكملها المعبود ( حح ) الذى يجسد اللانهائية الزمانية أو ما يعرف إصطلاحا ( ملايين السنين ) و ينبغى هنا ان نشير الى شكل الجوسق و السلالم المؤدية اليه تتشابه مع العلامة التصويرية المعبرة عن التل الأزلى مما يعنى أن تتويج الملك على منصة المجموعة الجنزية لزوسر يشابهه بمعبود الشمس الذى ظهر لأول مرة على التل الأزلى ، فمعنى التتويج هنا يرتبط بالديانة الشمسية و هو ما أكد عليه عالم المصريات القدير ( فستندورف ) الذى أثبت ذلك من خلال بعض الفقرات من متون الأهرام
4 – إن محور المقبرة الجنوبية فى مجموعة زوسر يتجه من الشرق الى الغرب مما يعد مظهر مؤكد من مظاهر الديانة الشمسية فربما الملك هنا يتحد بمسار الكوكب الشمسي ؟
يتبين لنا مما سبق أن الديانة الشمسية أخذت تتطور منذ العصر العتيق و حتى بدايات الدولة القديمة ، بل أن البعض من علماء المصريات يرى أن لقب ( رع نوب ) الذى ظهر فى عصر الملك ( زوسر ) قد تبلور فى تلك الهيئة بفضل إرهاصات أولى ترجع لعصر الأسرة الأولى و بالتحديد فى عصر الملك ( دن ) رابع ملوك الأسرة الأولى حيث ظهر على آثاره و لأول مرة لقب ( رن نوب ) بمعنى الإسم الذهبى مما يحتمل وجود إسم ذهبى للملك يشابهه بالإسم الذهبى لرع و من خلال هذا اللقب تبلورلقب ( رع نوب ) مع بدايات الأسرة الثالثة

الأحد، 15 يناير 2012

الرمزية الدينية لمنشأة الاخ منو في الكرنك


بسم الله الرحمن الرحيم

الرمزية الدينية لمنشأة الاخ منو في الكرنك

http://www.mediafire.com/?52350xejtm2nxvu

http://www.mediafire.com/?w6acaua335uaoub

معبد هابو


بسم الله الرحمن الرحيم

معبد هابو


http://www.mediafire.com/?ggrfakhpq9ferew

http://www.mediafire.com/?c1rbosgscyr1538

الثلاثاء، 10 يناير 2012

الفترة الإنتقالية ما بين نهاية الأسرة الرابعة و بداية الأسرة الخامسة – رؤية جديدة

بسم الله الرحمن الرحيم

( الفترة الإنتقالية ما بين نهاية الأسرة الرابعة و بداية الأسرة الخامسة – رؤية جديدة )

كيف إنتهى عصر الأسرة الرابعة ؟ و لماذا إعتبر مانيتون الملك ( أوسركاف ) هو أول ملوك الأسرة الخامسة ؟ هل هناك علاقة ما تربط بين الأسرتين الرابعة و الخامسة ؟ فى بادىء الأمر أود أن أهدى هذا المقال للأستاذة القديرة و الأخت العزيزة ( نورا إبراهيم ناصيف ) لشغفها و إهتمامها الواضح لمعرفة كل ما ا ستجد فى علم المصريات . لقد أشارت بردية وستكار إلى أن ملوك الأسرة الخامسة لم ينحدروا من منشأ ملكى الأصل و أنهم نسجوا أسطورة الولادة الإلهية الشمسية لكى يبرروا شرعيتهم السياسية حيث تدعى تلك الأسطورة أن أبيهم هو ( رع ) الذى قدر أمر إختيارهم لكى يحكموا البلاد بعد إنقطاع نسل الملك ( خوفو) ثانى ملوك الأسرة الرابعة . و لكن التساؤل المشروع الذى يطرح نفسه : ما مدى المصداقية التاريخية لبردية وستكار فى ذلك الصدد ؟
تناول الدارس فى مقال سابق تلك القضية و تبين له الحقائق التالية :
1 – لم تسجل هذه البردية فى عصر الدولة القديمة ، فأسلوبها اللغوى يشير إلى أن زمن كتابتها يعود لعصر الدولة الوسطى ، إلا أن أقدم نسخة معروفة لها ترجع إلى نهاية عصر الإنتقال الثانى ( الأسرة السابعة عشرة ) مما يعنى أنه قد تم إعادة نسخها من وثيقة أقدم زمنيا و فى كل الأحوال ينبغى توخى الحذر فى قبول ما ورد بها من وقائع نظرا لأن زمن تسجيلها لأول مرة لم يعاصر على الإطلاق عصر الدولة القديمة
2 - لم تظهر أى ملكة طوال عصر الأسرة الرابعة أو الخامسة بإسم ( رود جدت ) على الآثار المصرية و هى الملكة التى ورد ذكرها فى البردية بكونها أم للملوك الثلاث الأوائل للأسرة الخامسة ، فالملكة المعروفة لدينا من خلال وثائق تلك الفترة هى ( خنت كاوس ) المدفونة فى جبانة الجيزة بجوار هرم الملك ( منكاوورع ) و لا يمكن أن تكون ( خنت كاوس ) هى ذاتها ( رود جدت ) التى ذكرت فى وستكار ، ف ( خنت كاوس ) كانت بنت ملك و زوجة ملك وأم لملكين حكما مصر بينما كانت ( رود جدت ) زوجة كبير كهنة الشمس آنذاك و هى لا تنحدر من أصل ملكي مثلما تشير البردية
3 – كشفت حفائر دكتور ( طارق العوضى ) فى أبو صير - و هو ما سنذكره فى الصفحات اللاحقة بشكل تفصيلى - عن أمر هام و هو : أن ملوك الأسرة الخامسة كانوا منحدرين الأصل من ملوك الأسرة الرابعة و أن الملك ( شبسسكاف ) – آخر ملوك الأسرة الرابعة – كان أخا للملك ( أوسر كاف ) – أول ملوك الأسرة الخامسة – مما يعنى وجود تواصل تاريخى وعدم إنقطاع بين الأسرتين ، الأمر الذي يدحض تماما مضمون أسطورة وستكار
4 – كبار كهنة الشمس طوال عصر الأسرة الرابعة كانوا هم أبناء الملوك و هو ما أكدته ألقاب الأمراء الملكيين المسجلة على آثارهم و ذلك يخالف ما ورد ذكره فى بردية وستكار التى تشير إلى كبير كهنة الشمس بوصفه شخص من منشأ غير ملكي
5 – جميع أسماء السحرة ( و حتى إسم الساحر جدى ) الذين أشارت لهم البردية لم تكن سوى أسماء شائعة فى عصر الدولة الوسطى و الحديثة و لم تظهر أبدا مثل هذه الأسماء خلال عصر الدولة القديمة
6 – يظهر الملك ( خوفو ) فى القصة محاطا بأبنائه حيث يقص كل إبن منهم على أبيه حكاية وقعت فى عصر أحد الملوك الأسلاف ، الأمر الذى يعنى أن خوفو كان متقدما فى السن و قبل أن يشيد مقبرته الهرمية مما جعل القلق يستولى عليه ، فكان ذلك هو الدافع وراء بحثه عن تصميم مقبرة المعبود ( جحوتى ) لكى يجعل مقبرته تتماثل فى تصميمها المعماري مع مقبرة ( جحوتى ) و هو أمر يتناقض مع دارج و معروف من وثائق و آثار عصر الدولة القديمة التى تكشف بوضوح عن أن الملك يبدأ فى تشييد هرمه فى العام الأول من حكمه و لا ينتظر كل ذلك الوقت الذى أشارت له البردية
7 – كل ما ورد فى القصة من قيم و مفاهيم حضارية دينية وسياسية هى من نبت عصر الدولة الوسطى التى أكدت نصوصها على أن إله الشمس يختار الملك و هو فى بطن أمه كإبن له من بين ملايين الناس و أنه ليس من الضرورى أن يكون ذلك الملك المختار من رع منحدر من عائلة ملكية مما يعكس أن هذه القصة لا تشير من قريب أو بعيد لأحداث تاريخية وقعت فى عصر الدولة القديمة
و لكن ذلك لا يمنع من وجود مضمون دينى لبردية وستكار و هو مفهوم الولادة الإلهية الذى تناولته الأسطورة حيث تربط ولادة الملوك الثلاث الأوائل للأسرة الخامسة لأب من كهنة الشمس و لكن بفضل تدخل مباشر من رع يتقمص روح و جسد ذلك الأب الكاهن فيصبحون عندئذ أبناء ( رع ) و هو أمر يتفق مع واقع القصة وإزدهار ديانة الشمس فى عصر الأسرة الخامسة ، فقد كشفت الدراسات الحديثة أن مناظر الولادة الإلهية ربما ظهرت على جدران المعابد الجنزية لملوك الأسرة الخامسة فى أبوصير و ذلك بناءا على وجود عناصر مشتركة فى قصة الولادة الإلهية لوستكار و بعض مناظر المعابد الجنزية لملوك الأسرة الخامسة و مناظر الولادة الإلهية فى معابد الدولة الحديثة و هو ما أشار إليه دكتور محمد حسون فى رسالته عن وظائف و موظفوا القصر الملكى و ربما كان ذلك هو الدافع الرئيسي لإختيارهم فى الأسطورة كأبناء لرع ثم الإدعاء بأنهم لم يكونوا من منشأ ملكى ، و هنا ينبغى أن نشير إلى مقالات لعدد كبير من علماء المصريات مثل ( هلك ) و ( هورنونج ) و ( فرانشيسكو ) ظهرت فى الحقل العلمى لكى تنوه إلى أدلة أثرية و كتابية جديدة توضح نتيجة هامة فيما يتعلق بقصة الولادة الإلهية للملوك و هى : وجود إرتباط دينى قوى و وثيق بين الولادة الإلهية و العقيدة الملكية بوجه عام و بصرف النظر عن فكرة المنشأ الغير ملكى للحاكم بغرض إضفاء شرعية سياسية ، فمولد الملك من أصل إلهى هى فكرة تبناها جميع الملوك الذين حكموا مصر منذ نهايات عصر الأسرة صفر و حتى العصرين البطلمى و الرومانى و لكن إختلفت طرق التعبير عنها على الآثار المصرية ، كما إختلفت تفاصيلها و أحداثها على الآثار المصرية
و ينبغى لنا أن نتناول الوضع التاريخى للشخصيات الهامة التى ظهرت فى نهاية الأسرة الرابعة مثل الأميرة ( خنت كاوس ) ، و التى تعتبر حلقة وصل فعلية بين الأسرتين الرابعة و الخامسة و من هنا نشير إلى أن ( خنت كاوس ) كانت زوجة للملك ( منكاورع ) و لم تكن زوجة للملك ( شبسسكاف ) كما كان يعتقد العديد من الدارسين فى السابق و يظهر أن الملك منكاورع قد فقد أحد أبناءه و الذى كان من المفترض أن يكون الوريث الشرعى ( خو إن رع ) ، فجاءت الزوجة الملكية الثانوية ( خنت كاوس ) و أرادت أن تولى زمام الأمور لإبنها الأمير ( شبسسكاف ) و الذى كانت تعوزه فعليا هذه الشرعية نظرا لأن أمه ( خنت كاوس ) لم تكن زوجة رئيسية حاملة للدم الملكى للسببين التاليين :
1 – لم تأخذ خنت كاوس فى قبرها و لا على تماثيلها لقب ( الزوجة الملكية العظمى ) أو لقب ( زوجة الإله ) ، و هى الألقاب التى كانت توهب للزوجة الرئيسية الحاملة للدم الملكى
2 – لم تظهر ( خنت كاوس ) فى التماثيل الثلاثية الشهيرة للملك منكاورع على الإطلاق و إنما ظهرت معه زوجته ( خع مرر نبتى الثانية ) التى يرجح أنها كانت الزوجة الرئيسية له
و من الأمور التى حيرت علماء المصريات فترة طويلة من الزمن هو اللقب الذى ظهر فى مقبرة ( خنت كاوس ) و إختلف العلماء فى تفسيره و هو ( أم ملكى مصر العليا و السفلى ) فى رأى البعض أو ( ملك مصر العليا و السفلى و أم ملك مصر العليا و السفلى ) فى رأى البعض الآخر ، إلا أن هذه الدراسة تميل و لأسباب مبدئية علمية للأخذ بالتفسير الأول و هو ( أم ملكى مصر العليا و السفلى ) ، حيث كشفت حفائر ( طارق العوضى ) فى أبو صير أن ( خنت كاوس ) كانت أما أيضا للملك ( أوسر كاف ) أول ملوك الأسرة الخامسة كما سنذكر ذلك الأمر لاحقا ، بما يعنى أنها كانت أما لآخر ملوك الأسرة الرابعة و أول ملوك الأسرة الخامسة و أنها حافظت على العرش لولدها الثانى ( أوسر كاف ) بعد موت الولد الأول ( شبسسكاف ) حيث حكم فترة قصيرة من الزمن و لم يترك وريث له على العرش أما عن الشخصية التاريخية الثانية التى عاصرت نهايات الأسرة الرابعة و هو الملك ( شبسسكاف ) فنقول عنه ما يلي :
1 – تصور البعض أنه إبتعد عن الديانة الشمسية لأنه إنصرف عن إختيار هيئة الهرم كشكل لمقبرته الملكية و أنه قد شيد مقبرة على هيئة تابوت ضخم أو مصطبة كبيرة و أنه قد إتخذ لنفسه إسما غاب عنه المنطوق اللفظى لمعبود الشمس ( رع ) و أنه قد إختار أن يدفن فى جنوب سقارة و ليس فى جبانة الجيزة لكى يبتعد عن الشكل الهرمى و نفوذ كهنة الشمس
2 – يشير المرحوم الدكتور عبد العزيز صالح إلى تساؤل هام : هل إختار ( شبسسكاف ) ذلك الإسم عندما إعتلى العرش و استعاض به عن إسم قديم لا نعرفه أم إختاره له أبواه منذ مولده ؟ فلو صح إختيار الإسم فى عهد أبويه و هذا هو الأرجح لترتب على ذلك أنه لم يناصر أو يعادى كهنة الشمس بالضرورة و إنما ترد تبعية إختيار ذلك الإسم إلى عصر أبيه ( منكاورع ) و لم يقل أحد أن ( منكاورع ) قد تناول الديانة الشمسية بشيء من العداء
3 – إن المقبرة التى شيدها ( شبسسكاف ) على هيئة المصطبة الضخمة هى تجسيد للتل الأزلى الذى نادى به المذهب الشمسي الذى برز إلى الوجود فى بدء الخليقة ( انظر مقال : تل رع أم تل آتوم – لدتور عبد العزيز صالح ) و هو المعنى الذى ورد كثيرا فى متون الأهرام و فى أكثر من فقرة كما أن المقبرة ذاتها تظهر فى سياق العناصر المعمارية للمجموعة الهرمية ذات المدلول الدينى الشمسي حيث يوجد بجوارها معبد وادى و جنزى و طريق صاعد مما يعنى أن الطقوس التى كانت تؤدى فى تلك المنشآت هى شعائر تربط الملك الحاكم بالديانة الشمسية
4 – إن سبب عودة ( شبسسكاف ) إلى جنوب سقارة أو شمال دهشور لم يكن بالضرورة قرار يهدف إلى التعبير عن سياسة دينية تعادى الديانة الشمسية ، فلم يتبقى من محاجر الجيزة أحجارا جيرية ذات جودة عالية تكفى لبناء مقبرة ضخمة فى تلك الجبانة ، فلم يتبقى فى الجيزة مكان مناسب لبناء مقابر ملكية أخرى بنفس جودة الحجر الجيرى الذى شيد به ملوك الجيزة مقابرهم
5 – ثبت لنا أن ( شبسسكاف ) قد إستخدم نفس المحجر الذى قطع منه الملك ( سنفرو ) الحجارة الكافية لبناء هرميه فى دهشور ، حيث يقع هذا المحجر 1 كم جنوب غرب مصطبة ( شبسس كاف ) و كان ذلك المحجر ذو جودة عالية مقارنة بما تبقى من محاجر الجيزة و محاجر سقارة
يتبين لنا مما تقدم أن إنتقال العرش بشكل سلمى بين الأسرتين الرابعة و الخامسة هو أمر ترجحه شواهد أخرى ترجع لنفس العصر و هى :
1 – تشير النصوص فى العديد من مقابر كبار رجال الدولة إلى أنه لم يكن هناك صدام سياسي درامى قد حدث بين الأسرتين فقد سجل أحد أبناء الملك ( خع إف رع ) و هو يدعى ( سخم كا رع ) أن كلا من الملوك ( خع إف رع ) و ( من كاوو رع ) و ( شبسسكاف ) و ( أوسر كاف ) أول ملوك الأسرة الخامسة و ( ساحورع ) ثانى ملوك الأسرة الخامسة قد منحوه التقدير و الإحترام
2 – نعلم كذلك أن كبير كهنة منف ( بتاح شبسس ) قد تربى فى قصر الملك ( منكاورع ) و تزوج من بنت الملك ( شبسس كاف ) و هى الأميرة ( خع ماعت ) و يغلب على الظن أنها لم تكن حاملة للدم الملكى ، و أصبح كبير كهنة منف فى عصر الملك ( أوسر كاف ) مما يعنى أنه كان ترقى الى هذا المنصب فى الفترة التى تفصل ما بين الأسرتين مما يدل على هدوء و إستقرار الأمور السياسية فى البيت المالك
3 – أصدر الملك ( أوسر كاف ) مرسومين ملكيين لحماية و ترميم المعبد الجنزى للملك ( منكاورع )
يعترف الباحث بأمر هام : أن تولى أى ملك للحكم أو تولى مؤسس الأسرة الملكية لزمام الأمور فى البلاد هو أمر درجت و إعتادت النصوص على إظهاره أنه قد مر بهدوء و سلام فى معظم الأحيان ، فلا تشير النصوص الرسمية غالبا ( سواء فى مقابر كبار رجال الدولة أو المقابر الملكية أو حتى نصوص المعابد ) إلى وجود صراع أو تنافس سياسي بين ملك سابق و آخر لاحق و أن الإنتقال من عصر إلى آخر كان سلميا و ذلك يرجع لسبب أن الملكية فى مصر القديمة درجت على تغطية نفسها بستار من السرية التامة و القداسة المطلقة فكانت تعتاد على إظهار نفسها فى إطار واجهة مثالية لا يعتريها أى نقص أو عيب ، فإن وجد صراع أو تنافس فى البيت المالك فلا تشير إليه النصوص الرسمية ، و لكننا لا نعتمد فى هذه الحالة على ما ورد فى النصوص و إنما نتجه إلى القرائن الأثرية ( إن وجدت ) التى تشير أحيانا إلى وجود آثار عنف أو كشط لأسماء ملكية أو لأسماء كبار رجال الدولة عند الإنتقال من عصر إلى آخر ، فإن وجدت تلك الشواهد فالأمر هنا يختلف و تصبح النقلة هنا بين العصرين غير سلمية ، و لذلك و نظرا لعدم وجود شواهد عنف على الإطلاق فى الآثار التى تنتمى لنهاية الأسرة الرابعة و بداية الأسرة الخامسة ، فإن الإنتقال بين العصرين كان هادئا و سلميا
فإذا صح ما توصلت إليه هذه الدراسة من نتائج ، فما هى الدوافع التى جعلت ( مانيتون ) ينهى الأسرة الرابعة و يبدأ أسرة جديدة ؟
إنتهج ملوك الأسرة الخامسة خط سياسي و دينى جديد لم يظهر فى عصر الأسرة الرابعة يتمثل فيما يلى :
1 – بناء معابد شمسية كبرى لإله الشمس ( رع ) بتخطيط معمارى مميز و مشابه إلى حد كبير للمجموعة الهرمية و إزدياد الإعتراف بفضل ذلك المعبود من قبل ملوك تلك الأسرة
2 – إفتتاح جبانة ملكية جديدة فى منطقة أبوصير
3 - الظهور الرسمي للعقيدة الأوزيرية و إزدهارها بشكل واضح فى عصر الأسرة الخامسة و لا سيما فى الفترة التى تقع بين عصري ( نفر إير كارع ) ثالث ملوك الأسرة الخامسة و ( نى أوسر رع ) سادس ملوك الأسرة الخامسة ، حيث وجد فى مقابر كبار رجال الدولة إشارات ظهرت للمرة الأولى تؤكد تقديم قرابين للمعبود ( أوزير ) و هو ما لم يكن موجودا فى مقابر الأفراد التى تنتمى لعصر الأسرة الرابعة و بديهى أن الأمراء و الأفراد لن يعتنقوا عقيدة دينية بشكل رسمى دون الإعتراف الملكى لها أولا
4 – ظهر و لأول مرة فيما نعلم حتى الآن أقدم دليل على وجود تمثال للملك ( نفر إير كا رع ) فى الهيئة الأوزيرية الصريحة داخل معبده الجنزى مما يرجح وجود حالات أخرى يحتمل وجودها فى المعابد الجنزية لملوك الأسرة الخامسة و لكنها فقدت عبر الزمن ، و على جانب آخر لا وجود حتى الآن لأى بقايا محتملة لتماثيل ملكية أوزيرية فى المعابد الجنزية لملوك الأسرة الرابعة
5 – ظهور سياسة إصدار مراسيم ملكية طوال عصر الأسرة الخامسة تتعلق بإعفاء بعض معابد الأرباب من التكاليف و الضرائب المفروضة عليهم و هى سياسة لا نجد لها أى إرهاصات أو سوابق قبل تلك الأسرة
6 – شهدت الأسرة الخامسة إتساع و ثراء مادى و أدبى لأهل الطبقة العليا و سمح ملوكها لأتباعهم أن يتولوا مناصب دينية و سياسية هامة بعد أن كانت قاصرة على أبناء الملوك طوال عصر الأسرة الرابعة
و لا يفوتنى فى هذا الصدد أن أوجه التحية للأثاري المحترم دكتور طارق العوضى الذى يرجع إليه الفضل فى إكتشاف كتلتين حجريتين كانتا فى الطريق الصاعد للمجموعة الهرمية للملك ( ساحورع ) ثانى ملوك الأسرة الخامسة فى أبو صير حيث ظهر عليها مناظر هامة صورت أم الملك ( ساحورع ) و هى الأميرة ( نفر حتبس ) و التى كانت تحمل الدم الملكى ، فصورت بكل ألقابها الدالة على صفتها كزوجة رئيسية للملك ( أوسر كاف ) مؤسس الأسرة الخامسة و التى ربما إمتد بها العمر أكثر من إبنها ( ساحورع ) أو أنها ماتت قبله بفترة قصيرة ، و ظهرت فى المناظر بجوار زوجة ( ساحورع ) كما كشف أيضا عن كتلة حجرية أخرى توضح أن ( خنت كاوس ) كانت أما ملكية للملك ( أوسر كاف ) و استدل من هنا على أمر هام : بما أن خنت كاوس كانت زوجة لمنكاورع و بما أن منكاوورع هو إبن لشبسسكاف و بما أنها أخذت لقب أم ملكى مصر العلياو السفلى فذلك يعنى أنها كانت هى من أدارت دفة الأمور السياسية فى البلاد بعد وفاة زوجها منكاورع و بعد وفاة الوريث الشرعى له ( خو إن رع ) فجعلت من نفسها وصية على حكم ابنها الأول شبسسكاف و ربما زوجته من إحدى أميرات البيت المالك و التى تنحدر من خط أمومى يحمل الدم الملكى حتى يحوز على الشرعية السياسية فلما مات ( شبسسكاف ) حافظت على العرش لولدها الثانى ( أوسر كاف ) فزوجته من أميرة ملكية تحمل فى عروقها الدم الملكى و هى ( نفر حتبس ) و بذلك حافظت على العرش داخل الأسرة الملكية مما يعنى وجود تواصل عائلى تاريخى بين الأسرتين الرابعة و الخامسة

الجمعة، 6 يناير 2012

محاضرة عن معبد هابو

بسم الله الرحمن الرحيم

محاضرة عن معبد هابو

سوف يتم القاء محاضرة يوم 11 الموافق الاربعاء باذن الله

عن معبد هابو فى نقابة المرشدين السياحيين





محاضرة عن معبد هابو

بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة عن معبد هابو



يوم 11 يناير الموافق الاربعاء باذن الله
سوف يتم القاء محاضرة عن معبد هابو للاستاذ احمد فهيم
فى نقابة المرشدين االسياحيين