السبت، 27 أبريل 2013

منظر للوجه الأول لصلاية الحصون و الأسلاب


بسم الله الرحمن الرحيم 

منظر للوجه الأول لصلاية الحصون و الأسلاب


 - يظهر هنا في الوجه الأول للصلاية المعروفة بتسمية الحصون و الأسلاب تصوير لثلاث مجموعات حيوانية تم الفصل بينهم من خلال خط أفقي حيث يظهر في المجموعة الأولى ثيران أما المجموعة الثانية فهي صف من الحمير و أخيرا المجموعة الثالثة فهي صف من الكباش أو الأغنام . و يظهر في الجزء السفلي للصلاية مجموعة من أشجار الزيتون فضلا عن العصا المعقوفة الدالة على كلمة تحنو في العصور التاريخية . تنتمي هذه الصلاية لعصر نقادة الثالثة ( الأسرة صفر ) و ربما نقشت في عصر الملك العقرب - الملك قبل الأخير في الأسرة صفر ( أنظر شرح الوجه الثاني للصلاية منشور في جميع الجروبات ) و هنا يتبين لنا مجموعة من الحقائق الهامة و هي : 
1 - برع الفنان المصري القديم في تصوير المجموعات الحيوانية و هي تسير بهدوء على أقدامها كاشفا عن بعض التفاصيل التشريحية و بكل مهارة لجميع أجزاء الجسد
2 - بداية تبلور القواعد الفنية مع ظهور الملكية الناشئة خلال عصر الأسرة صفر من خلال تصوير خط تحديد الأرضية الأفقي و فصل أنواع الحيوانات عن بعضها البعض فضلا عن إهتمامه بتحديد المكان الذي تتحدث عنه أحداث الصلاية ( أشجار الزيتون و علامة التحنو التي تقع على الحدود المتاخمة لشمال غرب الدلتا ) 
3 - لا يظهر من خلال السياق التصويري الفني لهذه الحيوانات أي دليل على وجود معركة عسكرية مثلما تصور بعض الباحثين ( أنظر شرح الوجه الثاني للصلاية منشور في جميع الجروبات ) كما لا يظهر أي برهان على إستخدام العنف فقد عمد الفنان لتصويرها في وضع هاديء جدا أثناء حركتها 
4 - إتجهت جميع الحيوانات خلال حركتها من اليسار إلى اليمين ( فهل هناك دلالة على ذلك الإتجاه ؟ و هل تتجه ناحية مبنى معين ؟ أم هي تسير في حظيرة بعينها ؟ ) ما عدا كبش صغير مصور في الصف الثالث و هو ينظر للخلف في وضع فني شاذ يعكس رغبة الفنان في كسر الرتابة في المنظر أو ربما كان ذلك الكبش الصغير ينظر تجاه أمه !
5 - ظهور علامة التحنو لأول مرة في نقوش عصر نقادة الثالثة بجوار أشجار الزيتون يشير لوجود هذه الحيوانات في نفس المنطقة و يرجح أنها المنطقة المتاخة لحدود شمال غرب الدلتا و التي سيطر عليها أحد زعماء الأسرة صفر ( أنظر شرح الوجه الثاني للصلاية ) 
6 - يرجح بعض الباحثين أن هذه المنطقة كانت تشير لواحة سيوة التي تم السيطرة عليها خلال عصر الأسرة صفر بسبب وجود تصوير أشجار الزيتون الأمر الذي أدى لإقتراح أن أقدم سكان معروفين لواحة سيوة هم سكان التحنو ! و هو الرأي الذي يختلف معه الدارس بكل تقدير و إحترام نظرا للغياب التام ( حتى الآن ) للآثار المصرية في سيوة خلال عصر الأسرة صفر فضلا عن ذلك أشارت النصوص المصرية في العصور التاريخية و في أكثر من حالة أن أرض التحنو تقع عند شمال غرب الدلتا أو عند الحدود المتاخمة لها و التي كانت تمليء أيضا بأشجار الزيتون 
هناك تساؤل هام : بمقارنة ما جاء على الوجه الثاني للصلاية ( سياسة بناء المدن الجديدة ) و تصوير الحيوانات بأنواعها المختلفة في الوجه الأول ، هل يمكن لنا أن نعتبر أن ذلك التصوير الفني يشير لأقدم ( تعداد ماشية ) محتمل في الحضارة المصرية القديمة ؟ و هو التعداد الذي ورد ذكره على حجر بالرمو و كان يتم مرة كل عامين خلال العصر العتيق و النصف الأول من عصر الدولة القديمة و كان الهدف منه إحصاء ثروات مصر البشرية و الحيوانية فضلا عن إظهار بعض الإنجازات المرافقة لذلك التعداد ، فإذا صح ذلك الإفتراض ، ينبغي أن نشير هنا أن تعداد الماشية لا يتم إلا من خلال دولة موحدة سياسيا ، فهل تعداد الماشية من خلال سياق صلاية الحصون و الأسلاب يشير لسلطة ملكية مركزية و دولة موحدة سياسيا منذ عصر الملك العقرب خلال الأسرة صفر ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق