الخميس، 20 يونيو 2013

أضواء جديدة على قيام الوحدة السياسية بين الجنوب و الشمال و نشأة الملكية المصرية - الجزء الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم 

أضواء جديدة على قيام الوحدة السياسية بين الجنوب و الشمال و نشأة الملكية المصرية - الجزء الثالث


توقفنا في الجزء الثاني ( السابق ) لهذا
المقال عند طرح هام تمثل في تحرك و إنتقال زعماء أبيدوس منذ بداية عصر نقادة
الثالثة ( منذ حوالي 3300 ق.م ) نحو حلوان ( منف ) و بداية تحويلهم لقرية حلوان من
مجرد قرية زراعية بسيطة إلى مدينة تجارية كبرى ذات أسوار محصنة و هي السياسة التي
سار عليها زعماء الأسرة صفر خلال عصر نقادة الثالثة و ظهرت دلائله الأثرية من خلال
ما يعرف خطأ بإسم صلاية الحصون و الأسلاب و التي ظهرت فيها الرموز الحيوانية
الملكية و هي تمسك فأسا ( كرمز للبناء و ليس الهدم – تناول الدارس هذه الفكرة في
مقال سابق عن صلاية الحصون و الأسلاب ) لكي تشيد مدنا أو أسوار حول مدن مما يكشف
عن التبلور المعماري للمدن المصرية و تحولها من قرى إلى مراكز دينية و سياسية كبرى
آنذاك . من جانب آخر تمثلت أهمية حلوان و ما تم إكتشافه من آثار في مقابر صغار
الموظفين و الحرفيين في حقيقة هامة و هي : إنتقال عدد كبير من عمال و حرفيين الجنوب
و الشمال للسكن و الإقامة في منف منذ بدايات عصر نقادة الثالثة على أقل تقدير ،
فقد سعى زعماء الأسرة صفر ذي المنشأ الجنوبي على إجتذاب خبرات الحرفيين من الجنوب
و الشمال للعمل في تلك المدينة و هو ما يفسر لنا إزدياد نشاط الحركة التجارة بشكل
قوي و مفاجيء منذ بدايات نقادة الثالثة و بعد وجود إنقطاع حضاري ظاهر منذ بداية
عصور ما قبل الأسرات ( 3900 ق.م ) و حتى بدايات نقادة الثالثة . و ضح لنا إنتشار
هؤلاء الحرفيين في حلوان من ذوي المنشأ الجنوبي و الشمالي من خلال ما يلي :
أ – وجود فخار الجنوب ذي الجودة الجيدة و المميز
في مقابر منفصلة عن مقابر أخرى إحتوت على فخار الشمال الرديء الصنع
ب – ذكر أسماء معبودات الجنوب في مقابر محددة
و إنفصالها عن الأسماء الخاصة بالمعبودات الشمالية التي ورد ذكرها في مقابر أخرى 
ج – وجود أدوات حجرية بصناعة جنوبية مميزة في
مقابر محددة صنعت في ورش محلية في حلوان و عدم إختلاط هذه الأدوات بأدوات الشمال
الحجرية التي عثر عليها في مقابر أخرى 
إن أحد أهم الدلائل الت تشير لإنتقال زعماء
الجنوب نحو الشمال هو وجود ملك بإسم التمساح قام بالسيطرة على طرخان و حلوان و هنا
يمكن لنا أن نطرح مجموعة من الحقائق حول هذا الملك الشهير بالتمساح و هي : 
1 – لم يكن هذا الملك مناوئا أو منافسا
لزعماء أو ملوك أبيدوس خلال عصر الأسرة صفر كما إقترح الباحث الألماني ( جونتر
دراير ) و كما إقترح الباحث الإيطالي ( فرانشيسكو رافائيلي ) فلا وجود لأي آثار
تدل على إستخدام العنف ضد التمساح كما لا وجود لأي تصوير فني يرجع للنصف الأخير من
عصر الأسرة صفر يشير إلى ذلك من قريب أو من بعيد . 
2 – وجدت لهذا الملك آثار تؤكد سيطرته على
طرخان و حلوان و منشأة أبو عمر التي تقع في شمال شرق الدلتا من خلال وجود مخربشات
أواني من طرخان و طبعة ختم أسطواني من حلوان من المقبرة رقم 160 ومخربشات أواني من
منشأة أبو عمر مما يشير إلى سيطرة التمساح على هذه المناطق . 
3 – نستشف من طبعة ختم حلوان أن الملك
التمساح أقام إحتفالا دينيا في منف حيث قام بتصوير السرخ الذي يعلوه الصقر حور و
قام بتسجيل إسمه خارج السرخ مما يؤكد إنتساب و إنتماء التمساح للمعبود حور في حكمه
في منف رغم منشأه المرجح من طرخان ( مركز عبادة المتساح آنذاك ) .
4 – ظهر على طبعة ختم حلوان ما يشير إلى
توحيد الجنوب و الشمال من خلال تصوير ( زرافتين تتلاقيان أمام نخلة باسقة ) الأمر
الذي يرجح هنا أن الزرافتين مع النخلة كانت تمثل مفهوم إقامة السلام في الأرضين و
يصبح هذا التمثيل الفني المبكر هو الأصل السابق لطقسة – سما تاوي – توحيد الأرضين
و التي ستظهر لأول مرة في عصر الملك حور عحا مؤسس الأسرة الأولى . 
5 – إن آثار التمساح في طرخان و تطابقها مع
آثار زعماء أبيدوس يرجح كونه إمتدادا شماليا لعائلة أبيدوس الملكية التي إستقرت في
طرخان و لم يكن التمساح هو الملك الوحيد الذي إنتهج هذه السياسة بل وجدت كذلك آثار
لملوك آخرين في منطقة طرخان ترجح إقامتهم فيها مثل ( جحوتي مر ) و ( حات حور ) و (
كا ) و ( نعرمر ) 
هناك تساؤل هام : هل لعبت طرخان دورا هاما في
إضفاء الشرعية السياسية و الدينية على زعماء النصف الأخير من عصر الأسرة صفر ؟ 
و من هنا يمكن لنا أن نطرح هذه النتيجة : إذا
كانت طرخان هي الإمتداد الحضاري لثقافة ( جرزة ) – عند مدخل بني سويف – منذ نهاية
عصر نقادة الثانية ( 3300 ق.م ) فمن المرجح سيطرة زعماء أبيدوس الجنوبيين عليها عن
طريق علاقات النسب و المصاهرة التي تمت في إطار التبادل التجاري الذي لعبه زعماء
الجنوب و الشمال . من جانب آخر حافظ زعماء أبيدوس على صلاتهم مع زعماء مدينة سايس
في الشمال و ربتها ( نيت ) في النصف الأخير من عصر الأسرة صفر من خلال إستقرار
عبادة الإلهة نيت في أبيدوس و نقادة في الجنوب فضلا عن وجود زوجات ملكيات دفن في
أبيدوس من عصر الأسرة الأولى و إنتسبن في أسمائهن للمعبودة نيت ربة سايس ، بل و
تصوير الملك ( حور عحا ) على بطاقته العاجية و هو يتجه لزيارة معبد الإلهة نيت في
سايس لأخذ الشرعية السياسية و البيعة الملكية فيقدم لها العطايا و المنح الملكية
حيث إعتمدت سياسة زعماء الأسرة صفر على تأكيد شرعيتهم في الشمال من خلال زيارة و
عبادة أرباب الشمال و إنشاء معابد جديدة لهم فضلا إقامة أعيادهم و تقديم القرابين
لهم و هو ما سبق و أن تناوله الدارس من خلال مقال سابق عن الملك العقرب و زيارته
لبوتو لإنشاء معابد و إقامة إحتفالات دينية هناك الأمر الذي يؤكد الحقيقة التالية
و هي : 
حرص زعماء أبيدوس في الجنوب على تقوية صلاتهم
بعائلات و أرباب الشمال و أنهم إستمدوا من آلتهم الشرعية الملكية في أقاليمهم و هو
الأمر الذي سيتبلور بشكل واضح في عصور الأسرات الأولى و الثانية و الثالثة من خلال
معطيات و فاعليات العيد الملكي الشهير بالحب سد و زيارة الملك لمقاصير آلهة الجنوب
و الشمال حيث يتجه لها الملك لتجديد شرعيته السياسية و الدينية .
من ناحية أخرى إعتمدت الملكية المصرية
الناشئة على أيدولوجيا دينية سياسية تبرر شرعيتها من خلال تمثيل نفسها في محور فني
معروف بإسم صلايات حيوانات الشمس و التي سنتناولها في الجزء القادم لهذا المقال
بشكل تفصيلي بإذن الله . و لايمكن أن نتصور بروز هذه الأيدولوجيا الملكية بشكل
مفاجيء و غير معروف لسكان وادي النيل و الدلتا بل نجد إرهاصاتها الأولى منذ عصري
نقادة الأولى ( منذ بداية عصور ما قبل الأسرات من 3900 ق.م و حتى 3600 ق.م ) و عصر
نقادة الثانية ( من 3600 ق.م و حتى 3300 ق.م ) حيث قامت الزعامات المحلية منذ هذين
العصرين بتصوير أنفسها بوصفها المحافظة على النظام العام داخل المدينة فصورت كل
زعامة محلية نفسها و هي تقوم بضرب الأعداء ( مقبرة الزعيم في نخن التي ترجع لنهاية
عصر نقادة الثانية و نسيج الجبلين في متحف تورينو ) الذين يهددون الأمن المحلي
للمدينة فضلا عن الإهتمام بتصوير الرخاء الذي عم على جميع سكان المدينة بفضل
الزعيم . إلا أنه و منذ النصف الأخير لعصر الأسرة صفر طرأ تغير فني جديد و بالغ
الأهمية على صلايات تلك الفترة و هو : 
تغير الشكل الفني للعدو المصور ، فقد كان
هناك عادة فنية تصور شكل العدو بوصفه مشابهها في ملامحه مع سكان المدينة سواء في
الوادي أو في الدلتا حتى نهاية عصر نقادة الثانية . أما و عند تناول صلايات بداية
عصر نقادة الثالثة و الأسرة صفر ( مثل : صلاية الأسد و العقبان و صلاية نعرمر و
مقمعة العقرب الصغرى ) ظهر تمثيل فني جديد لشكل عدو بملامح لا تنتمي عرقيا لا
لسكان وادي النيل و لا الدلتا بل هو عدو يقترب بملامحه لسكان بدو الصحراء الغربية
أو بدو الصحراء المتاخمين لمنطقة شمال غرب الدلتا . و لم يظهر هذا المفهوم الفني
التصويري إلا بعد وجود وحدة سياسية شبه مركزية أو بمعنى أدق بعد ظهور زعامة كبرى
يتبعها زعامات محلية صغرى و لذلك السبب يمكن لنا طرح النتيجة التالية التي تتمثل
فيما يلي : 
قامت الملكية الناشئة خلال عصر الأسرة صفر
بخلق أيدولوجيا فنية و دينية تتمثل في الإستغناء عن تصوير شكل العدو المحلي و
التحول ناحية تصوير العدو الغير منتمي عرقيا لسكان الوادي أو الدلتا ( سكان مصر )
و إبراز الملك في صورة المدافع عن الوادي و الدلتا ( و هو ما تبلور بشكل واضح في
صلاية نعرمر ) حيث يسعى الملك لضرب العدو الخارجي الذي يهدد البلاد و لاسيما
الدلتا الغربية المتاخمة للصحراء و تحول الملك إلى مدافع عن النظام العالمي الشمسي
من خلال تصوير نفسه كواحد من حيوانات الشمس التي تدافع عن الشمس و تحمي مسيرتها ضد
الأعداء ( و هو ما سيتناوله الدارس إن شاء الله في الجزء الرابع لهذا المقال ) حيث
بدأ زعماء أبيدوس و حلفائهم و أفرع عائلاتهم الممتدة في الشمال في تصويرهم كقوى
شمسية تقضي على خطر كوني متمثل في أعداء للشمس تسعى لإعاقتها في مسيرتها و من هنا
يظهر الربط الديني بين مفهوم توحيد البلاد الذي سعى نحوه زعماء الجنوب مع أنصارهم
في الشمال و بين إستقرار و إستمرار الدورة الشمسية في الكون و ربط هذا العنصر بذاك
. و لم تكن صلايات حيوانات الشمس المكتشفة في مراكز و ممالك الشمال تحديدا سوى
تعبير عن سلطة زعماء الشمال و المرتبطين بزعماء أبيدوس في الجنوب في التأكيد على
سيطرة ملك و حلفائه من حيوانات الشمس على مصر و القضاء على أعداء يهددون مصر من
الخارج و يهددون حركة و مسيرة الشمس . 
و في ذات الفترة التي ظهر فيها هذا التصوير
الفني خلال بداية عصر نقادة الثالثة ظهر كذلك زعماء ممالك و مراكز الشمال بنفس
الشارات و الرموز التصويرية لملوك أبيدوس في الجنوب فعندما تم تصوير السرخ دون أي
تصوير آخر يرافقه على أواني الفخار ، كان ذلك تعبيرا عن منزل أو واجهة قصر الزعيم
و إنتشرت في معظم مراكز الشمال و لم توجد في الجنوب إلا في أبيدوس فقط الأمر الذي
يؤكد على وجود ملك واحد في الجنوب و حلفاء له في الشمال منحدرين عرقيا من ذات
العائلة الجنوبية أو على أقل تقدير تجمعهم الروابط التجارية و السياسية المشتركة
ثم بدأ هؤلاء الزعماء جميعهم في تصوير أنفسهم ربما في مرحلة لاحقة بشكل السرخ الذي
يعلوه علامتي الصقرين المتقابلين ، فربما كانت عبادة الصقر حور كانت أكثر العبادات
إنتشارا في البلاد و الرأي الأرجح هنا أن الزعيم و حلفائه هو ( تجسيد لحور الجنوب
و حور الشمال ) . 
إن علامة الصقرين المتقابلين فوق السرخ
يشيران لحقائق هامة و هي : 
1 – هو تعبير فني صريح عن علامة متفق عليها
بين زعماء أبيدوس في الجنوب و زعماء ممالك و مراكز الشمال .  
2 – تشير هذه العلامة لأقدم تمثيل فني ملكي
لوحدة سياسية تمت من خلال الصقر حور في الجنوب و الصقر حور في الشمال . 
3 – تعتبر هذه العلامة التصويرية هي السابقة
الأولى للفكرة الأسطورية التي ستتبلور في بداية عصر الأسرة الأولى بأن الملك
الحاكم هو ملك على مملكتين كانتا منقسمتين في باديء الأمر و هما مملكة الجنوب و
مملكة الشمال إلى أن جاء الحاكم و قام بتوحيد المملكتين و سيتم إعتبار توحيد مصر كنتيجة
لوجود مملكتين كانتا منفصلتين فجاء حاكم و قام بتوحيدهما و يغلب على هذه الفكرة
طابع أسطوري أكثر منها فكرة فعلية أو حقيقية وفقا لآثار و معطيات الأسرة صفر . 
4 – ظهر هذا التصوير في نفس الفترة التي بدأ
فيها زعماء الجنوب و الشمال يعبرون عن أنفسهم و هم في صحبة زعيم أكبر يرافقونه في
رحلات الصيد في الدلتا فقد ظهر في صلاية صيد الأسود صفين من الزعماء يظهرون بنفس
شارات الزعيم الأكبر ( شارات ملكية و أسلحة قتالية ) و يتقدم كل صف منهما لواء
المعبود حور و بمعنى أدق حور الجنوب و حور الشمال و يتكمن الزعيم الأكبر من إصطياد
أسد بمفرده بجوار عند مدينة بوتو حيث تم تصوير ثور المعبود ( خنس ) الشهير و بجوار
مقصورة ( البر نو ) و هي مقصورة ( البر نو ) المميزة لبوتو . 
5 – لم يكن هؤلاء الزعماء الذين صوروا على
صفين و يرافقون الزعيم الأكبر و ظهروا بنفس شاراته الملكية و أسلحته القتالية و
يتقدمهم صقر الجنوب و صقر الشمال سوى ( الشمسو حور ) أتباع المعبود حورس في الجنوب
و الشمال و الذين صوروا أنفسهم بنفس العلامة التصويرية الملكية ( الصقران فوق
السرخ ) في مراكز و ممالك الشمال كإمتداد عائلي لزعماء أبيدوس في الجنوب و ممثلين
لسلطتهم الشرعية في الشمال بإعتبار الملك هو صقر الجنوب و صقر الشمال 
6 – يلاحظ أن هذه العلامة التصويرية لم ترتبط
بأسماء ملكية على الإطلاق بل وجدت في مقابر في أبيدوس ترجع زمنيا لعصر أقدم من عصر
النصف الأخير من الأسرة صفر فضلا عن أن هذه الصلايات ترجع هي الأخرى لبداية الأسرة
صفر و لا تنتمي هذه العلامة لأي من ملوك : التمساح أو إري حور أو كا أو العقرب أو
نعرمر أو غيرهم من الملوك مما يعني وجود وحدة سياسية شبه مركزية ذات زعامة كبرى
يتبعها زعامات محلية صغرى قبل النصف الثاني لعصر الأسرة صفر 
و من هنا يتبين و من خلال ما تم إستعراضه حتى
الآن أن الملك الحاكم هو تجسيد للصقر حور ( كأيدولوجيا لفن الملكية الناشئة ) على
الأرض و أيا ما كان منشئه و بصرف النظر عن مكان ٌإقامته و أن الملك هو الصقر في
الجنوب و هو الصقر في الشمال و أن الزعماء الشماليين اللذين إنتسبوا للصقرين هم
أيضا هم غالبا منحدرين من عائلة زعماء أبيدوس أو على أقل تقدير على علاقة تحالف
سياسي و ديني و إقتصادي معهم . و بعد أن إستقرت فكرة إنحدار الملك إلهيا من الصقر
حور خلال عصر الأسرة صفر قام الملك العقرب لأول مرة بتصوير نفسه فنيا على مقمعته
الصغرى و هو متوج بتاج الشمال و يظهر أمامه الصقر حور و هو يحضر له أسير بملامح
أجنبية ثم جاء الملك نعرمر و أكد على ذات المفهوم فنيا كأيدولوجيا إستقرت بعد فترة
زمنية طويلة من الأسرة صفر فتحول المعبود حورس إلى رب الملكية الذي يختص بالحرب و
القتال و الإنتصار على الأعداء الأجانب و هي الفكرة التي إستمرت كذلك كموروث طوال
عصور التاريخ المصري القديم . و ينهي الدارس عند هذا الحد ما تم طرحه في هذا الصدد
و لنا بإذن الله جزء رابع لهذا المقال .

الجزء الاول من المقالة
http://ahmedfaheem.blogspot.com/2013/06/blog-post.html

الجزء الثانى من المقالة
http://ahmedfaheem.blogspot.com/2013/06/blog-post_4471.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق