الجمعة، 9 أغسطس 2013

منظران لأقدم حرم ( موقع مقدس ) باليوليتي في جبل ( العديد )


بسم الله الرحمن الرحيم 


منظران لأقدم حرم ( موقع مقدس ) باليوليتي في جبل ( العديد ) - بكسر العين - في منطقة ( حار كركوم ) ..............




 تعتبر منطقة حار كركوم التي تقع على جبل العديد في صحراء النقب هي أقدم تجمع بشري معروف حول موقع مقدس في عصور ما قبل التاريخ مما يؤهله لأن يكون " حرما باليوليثيا " و هو يؤرخ بفترة زمنية تمتد من 45000 ألف ق.م حتى 36000 ألف ق.م .و جدير بالذكر أن هذا الموقع كان يتميز بوجود غطاء نباتي كثيف و رطوبة مرتفعة في تلك الفترة . و هنا ينبغي لنا أن نشير إلى الحقائق المرتبطة بهذا الحرم الباليوليثي و هي : 
1 - تنتمي هذه التشكيلات الحجرية الضخمة للفترة الإنتقالية التي تقع بين نهايات العصر الحجري القديم الأوسط و بدايات العصر الحجري القديم الأعلى في منطقة فلسطين و يرى بعض علماء ما قبل التاريخ أن هذه التشكيلات الحجرية كانت قد وضعت في مكانها من جانب إنسان نياندرتال الفلسطيني و لكن هذا الأمر لم يبلغ بعد مرتبة اليقين ، فهناك إحتمالية تعايش الإنسان العاقل القديم مع نياندرتال في نفس المكان و في ذات الفترة .
2 - عثر في هذا الحرم على تشكيلات حجرية دائرية و حلزونية ضخمة وضعت في أرض منخفضة ( مساحتها حوالي 20 متر في 40 متر ) و كان بعض هذه الصخور الحجرية يزن مئات الكيلو جرامات مما يؤهلها لأن تكون ( megalithic - ميجاليثيك ) أي صخور ضحمة تم قطعها من محاجر و عن عمد و نقلها من أماكن بعيدة و لذلك فهي تعتبر أقدم تشكيلات حجرية ميجاليثية معروفة في عصور ما قبل التاريخ و ربما كانت تشكل " معابد صغرى " ؟ 
3 - وضع هذه التشكيلات الحجرية على جبل ، يؤكد على قداسة المكان و إرتباطه بمفهوم قوى ما ورائية علوية سمائية إتجه نحوها الإنسان في ذلك العصر 
4 - أهم ظاهرة هي : إكتشاف 40 تمثال من الظران على هيئات آدمية و حيوانية داخل هذه التشكيلات الدائرية و الحلزونية و كان من أشهرها ( البومة و الطائر ) و تراوح إرتفاع هذه التماثيل ما بين 60 سم إلى 115 سم 
5 - لا يمكن إعتبار هذه التماثيل هيئة لمعبودات كما ظن بعض الباحثين ففكرة ظهور المعبود لم تكن قد تبلورت في ذلك العصر بل يغلب على الظن أنها أدوات طقسية إستخدمت لأغراض تتعلق بسحر الصيد حيث كانت تستخدم في ذلك الحرم الباليوليثي هدف الإيقاع بحيوانات و طيور الموقع نفسه 
6 - أكبر مفاجئات الموقع : أن وضع و ترتيب التشكيلات الحجرية الضخمة يتطابق مع هيئة إمرأة و لا سيما و أن هذه التشكيلات أعطت هيئات لأجزاء جسد أنثوي فضلا عن إكتشاف نتوئين صخريين بارزين إلى الغرب من هذه التشكيلات مما يرجح أنهما ثديين الأمر الذي يدل على وجود تقديس خاص لقوى ماورائية أنثوية كانت هي الإرهاصات الأولى لمفهوم الإلهة الأم فيما بعد و ما يؤكد ذلك : إكتشاف تماثيل متعددة داخل التشكيلات الحجرية لهيئة المرأة الأم و التي ربما قدست في هذا الموقع نظرا لإرتباطها بنبع ( بئر ) ماء جاف تم إكتشافه بجوار هذه التشكيلات الحجرية حيث إرتبطت المعبودة الأم في ثقافات ما قبل التاريخ بفكرة نبع المياه التي تخرج من بطن الأرض الأمر الذي يعني أن هذا البئر كان سببا لتجمع عابري الصحراء حول ذلك المكان و إقامة حرم ( موقع مقدس ) من التشكيلات الحجرية الضخمة و وضع تماثيل صغيرة لعمل شعائر تهدف لإسترضاء قوى ماورائية أنثوية تحكمت في هذا النبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق