الثلاثاء، 12 فبراير 2013

منظر مقبض سكين متحف المتروبوليتان


بسم الله الرحمن الرحيم 

 منظر مقبض سكين متحف المتروبوليتان 



( منظر مقبض سكين متحف المتروبوليتان ) - يعتبر منظر مقبض سكين المتروبوليتان من أهم المناظر التي نقشت خلال عصر الأسرة صفر و هي الفترة التي كانت تشهد توحيد البلاد سياسيا و لأول مرة و نلاحظ هنا أن المقبض يحتوي على مشهدين تم نقشهما على وجهي المقبض نفسه . و من خلال مشاهدة الوجه الأول للمقبض ( المنظر العلوي ) نلاحظ ما يلي 
1 - مجموعة من المراكب ( عددها أربعة فيما هو تبقى من المشهد ) المبحرة و قد تم تصويرها على مجموعتين فوق بعضهما البعض . 
2 - ظهر في الصف السفلي لهذه المراكب شكل لرجل مميز يرتدي عباءة و له ذقن و من المحتمل أنه تصوير لأحد زعماء الأسرة صفر . 
3 - ظهر في الصف العلوي تصوير لمركب مميزة تحتوي على مجداف فضلا عن أن مؤخرتها إتخذت شكل مقارب للدرج ؟ كما ظهر فيها تصوير لمقصورتين أو كابينتين ، واحدة أكبر من الأخرى ، و ربما كانت إحداهما مخصصة للزعيم و الأخرى لمعبود بعينه . 
4 - و عند منتصف الصف العلوي تقريبا يظهر تصوير لشكل مميز لنبات أو أحراش الدلتا ( لا يظهر الشكل الكامل و المميز لهذه الأحراش و لكن بمقارنة ما تبقى من هذا الشكل مع ما تم تصويره لنفس الشكل على مقبض سكين الملك العقرب و صلاية نعرمر تبين لنا أنه بقايا تصوير لأحراش الدلتا و نبات البردي ) 
5 - و عند منتصف التصوير السفلي يظهر تصوير المقصورة ( أو معبد ) القومية لمصر السفلى و هي التي عرفت بلفظ ( البر نو ) خلال العصور التاريخية و كانت الرمز الأكثر شهرة للتعبير عن مدينة ( بوتو ) في الشمال . 
فهل هذا المنظر بأكمله يدل على زيارة أحد زعماء الأسرة صفر بمركبه لمعبد مدينة بوتو في الشمال ؟ و ما هو الغرض من هذه الزيارة ؟ 
أما على الوجه الثاني للمقبض ( المنظر السفلي ) نلاحظ ما يلي : 
1 - مجموعة من كبار الأفراد تم تصويرهم و هم واقفين و يتجهون ناحية مبنى أو منشأة مميزة تنتهي عند قمتها بالشكل المميز للكورنيش المصري . 
2 - يمسك كل واحد من هؤلاء الأفراد بالصولجان ( حقا ) في اليد اليسرى و صولجان ( الواس ) باليد اليمنى و الذي يكشف عن هويتهم كزعماء محليين لمدن أو مقاطعات خلال عصر الأسرة صفر . فضلا عن تصوير كل منهم باللحية المميزة لهيئة الزعماء . 
3 - ظهر في الصف السفلي تصوير لمجموعة من الأسرى الجالسين و يتقدمهم فرد واقف و يتجه ناحية نفس المنشأة . 
4 - يتضح من شكل المنشأة المصورة على هذا المشهد أنها واجهة كوخ أو قصر لزعيم أو ملك كما يظهر ورائها شخص آخر يعتقد البعض أنه زعيم القصر الذي يتجه إليه كلا من الزعماء المحليين و الأسرى . 
يتبين لنا مما تقدم هذه الحقائق الهامة : 
1 - مقبض سكين المتروبوليتان هو أقدم مشهد قصصي معروف في الحضارة المصرية القديمة و يحكي عن حدث تاريخي فعلي خلال عصر الأسرة صفر . فما هو المقصود بعبارة المشهد القصصي ؟ المقصود بالمنظر القصصي أن يحتوي على السمات التالية : 
أ - أن يدل المشهد على حدث واضح و فريد من نوعه ( فهنا نجد زيارة لمعبد البر نو في بوتو كما نجد زيارة أخرى لقصر الزعيم ) 
ب - أن يدل المشهد على أبطال مشاركين في الحدث بشكل واضح ( فهنا نجد زعيم محلي في الوجه الأول و هو متجه لزيارة معبد بوتو كما نلاحظ وجود الزعماء المحليين المتجهين ناحية القصر في الوجه الثاني للمقبض فضلا عن الأسرى الذين يقودهم فرد آخر ) 
ج - أن يدل المشهد على أماكن واضحة ( فنجد هنا معبد بوتو - و أحراش البردي في الدلتا و واجهة القصر أو الكوخ ) 
2 - إن تمثيل الزعماء المحليين في الوجه الثاني للمقبض و هم متجهين لقصر يدل على أنهم خاضعين لسلطة الزعيم الأكبر و ربما كان ذهابهم له يدل على تأكيد البيعة و الولاء له كزعيم أو ملك مسيطر على المناطق التي ينحدرون منها . 
3 - إن تمثيل الأسرى يدل على إخضاع عسكري لمجموعة من الأفراد الذين رفضوا الخضوع لسلطة الزعيم الأكبر و ربما كان الزعماء المحليين المصورين فوقهم هم من قاموا بإخضاعهم و إحضارهم حتى قصر الزعيم الأكبر 
4 - إن هؤلاء الزعماء المحليين هم من سيظهرون في نهاية عصر الأسرة صفر بلقب ( شمسو حور ) على مقبض الملك العقرب و صلاية نعرمر و يعني هذا اللقب ( أتباع حورس ) و هم عبارة عن زعماء المناطق و المقاطعات المحلية الذين آزروا و ساندوا ملوك الأسرة صفر ( الذين إتخذوا من المعبود الصقري حور ربا لهم فخرجوا تحت رايته لتوحيد البلاد ) خلال عصر هذه الأسرة لتوحيد مصر سياسيا و لأول مرة 
5 - كشف هذا المنظر عن وجود نظام أشبه بالنظام السياسي الفيدرالي الذي يتكون من مجموعة من التحالفات السياسية لمقاطعات و مدن مصر مع بعضها البعض و الخاضعة لزعامة كبرى فنلاحظ أنه يتم الإعتراف بهذه الزعامات المحلية بتصوير كل زعيم بشاراته الملكية إلا أنها تخضع في النهاية لسلطة واحدة و هي سلطة القصر الذي يسكنه الزعيم الأكبر أو الملك الذي لا نعرف هويته بالتحديد . 
6 - ربما كان هذا الزعيم الأكبر هو من تم تصويره على الوجه الأول للمقبض حيث يتجه لزيارة مقصورة البر نو و هي معبد بوتو حتى يكتسب منها شرعية حكم مصر السفلى و هو ما يذكرنا بنفس الملامح التي ظهرت فيما بعد في مرحلة متأخرة من عصر الأسرة صفر على مقبض الملك العقرب الذي تم تصويره بنفس العناصر السابقة لتأكيد شرعيته في أرض الدلتا بزيارته لمعابد بوتو بل و بتأسيس معبد جديد هناك 
7 - هل يمكن لنا أن نستشف من تصوير مقبض سكين بروكلين إرهاصات أولى لوحدة سياسية مصرية تحت زعامة واحدة سبقت عصر الملوك ( التمساح و إري حور و كا و العقرب و نعرمر ) خلال فترة مبكرة من الأسرة صفر ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق