الأحد، 2 أكتوبر 2011

تقلد ضباط الجيش للمناصب الكهنوتية و الإدارية فى عصر الرعامسة

بسم الله الرحمن الرحيم

( تقلد ضباط الجيش للمناصب الكهنوتية و الإدارية فى عصر الرعامسة )........................................................................... أصبح توظيف الضباط فى المعابد ، سواء فى المناصب الكهنوتية أو المناصب الإدارية ، تطبيقا شائعا ، ظهرت آثاره الخطيرة فى أواخر الأسرة العشرين . فقد ظهرت عائلات يرتبط فيها العسكريون و الكهنة برباط الدم ، و أصبح ذلك الأمر ظاهرة مميزة للمجتمع المصرى فى عصر الرعامسة . و كانت تقوم بين هذه العائلات المختلفة روابط قوية عن طريق التزاوج بين أعضائها . و بالتالى فقد نشأت طبقة جديدة قوية تتمتع بسيطرة حاكمة . و مما لاشك فيه أن ذلك يعود إلى السياسة التى انتهجها آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة - الملك حور محب - عندما قرر تعيين الصفوة الممتازة من رجال الجيش فى مناصب كهنوتية طبقا لما ورد فى نص مرسوم التتويج المسجل على ظهر تمثاله المعروض حاليا فى متحف تورينو بإيطاليا . و من هنا يمكن القول أن ملوك أواخر الأسرة العشرين ( نهاية عصر الرعامسة ) كانو يواجهون طبقة كهنوتية ذات طبيعة تختلف تماما عن تلك التى كانت موجودة قبل عصر العمارنة فكهنة ( آمون ) قبل عصر العمارنة لم ينحدروا من أصل عسكرى ، أما الطبقة الكهنوتية الناشئة فى عصر الرعامسة فكانت ذات أصول عسكرية واضحة . و فى وقت مبكر جدا من حكم الملك ( رمسيس الثانى ) أصبح ( نب-ونن-إف ) الكاهن الأعلى لآمون فى طيبة بعد قيام الملك بعمل إستشارة لوحى ( آمون ) . و فى واقع الأمر أن ذلك الرجل لم يتم إختياره من بين مجموعة كهنة آمون فى طيبة ، بل و قد لاحظنا أن ( نب-ونن-إف ) كان يتبع إسمه بلقب عسكرى وهو ( قائد الجيش ) . و عندما نصل الى نهاية عصر الأسرة التاسعة عشرة نجد ( روم - روى ) الذى شغل منصب الكاهن الأكبر لآمون ، يحمل اللقب العسكرى ( قائد جيش آمون ) كما كان يحمل لقب ( المشرف على كهنة جميع الآلهة فى مصر العليا و السفلى ) الأمر الذى يعكس أن كبير كهنة آمون أصبح يتمتع بحق السلطة الدينية و العسكرية فى عصر الرعامسة . و لذلك يمكن لنا أن نستشف حقيقتين تاريخيتين : الحقيقة التاريخية الأولى ، هى التوسع فى توظيف الضباط فى المناصب الخالية بالمعابد ككهنة ، بعد أزمة العمارنة ، كما يدل على ذلك نص تتويج ( حور محب ) . و إذا وضعنا مبدأ الوراثة فى الإعتبار ، يمكننا أن نقول بإطمئنان أن ذرياتهم كانوا يتوارثون هذه المناصب . أما الحقيقة التاريخية الثانية فهى إختفاء طبقة كهنة آمون التقليدية فى طيبة ، و التى كانت قائمة قبل فترة العمارنة كنتيجة مباشرة لأحداث ذلك العصر ، و الإنتصار النهائى للطبقة العسكرية فى كفاحها الطويل للوصول للسلطة . و لايفوتنا أن نذكر فى هذا الصدد أمر هام و هو أن ضباط الجيش قبل عصر العمارنة كانت لديهم خلفية ثقافية واضحة ، فقد كانوا على أعلى مستوى من الثقافة و المعرفة و لذلك السبب لم يكن غريبا على الملك ( حور محب ) أن يستعين بهم فى كبرى المناصب الدينية فقد كانوا على دراية تامة بالديانة المصرية القديمة و طقوسها التى تعلموها بفضل تنشئتهم الثقافية المرتفعة منذ الصغر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق