بسم الله الرحمن الرحيم
( ماهية الطقس الدينى )
................................ يرسم المعتقد الدينى صورا ذهنية واضحة و قوية عن ( العالم القدسى ) ، و لكن الأفكار وحدها لا تصنع دينا حتى لو كانت واضحة و قوية التأثير ، بل تشكل فى أفضل الأحوال ( فلسفة ) ، رغم عنايتها الكلية بالمسألة الدينية . إن أى معتقد دينى إذا إفتقد إلى ( نظام طقسى كامل ) ، فهو يظل مجرد ( معتقد مثالى ) و يبقى ( العالم القدسى ) صورة ذهنية باردة تعيش فى عقول أتباع هذه الفسفة لا فى قلوبهم . إننا هنا لا نتحول من ( الفلسفة ) إلى ( الدين ) إلا عندما يدفعنا ( المعتقد الدينى ) إلى ( سلوك ) و ( فعل ) ، فننتقل من ( حالة التأمل ) إلى ( حالة الحركة ) ومن هنا تظهر أهمية ( الطقس الدينى ) .
فالطقس يحرك الإنسان من ( التفكير فى العالم المقدس ) إلى ( إتخاذ موقف عملى إيجابى ) تجاه ذلك العالم ، فيقترب من ( كائن ماورائى متعالى ) لكى يسترضيه أو يسخر قوى ذلك الكائن لمصلحته أو لكى يجعله يكف غضبه عنه . فإذا كان المعتقد الدينى ( حالة ذهنية ) ، فإن الطقس ( حالة فعل ) ، و إذا كان المعتقد مجموعة من الأفكار المتعلقة بعالم المقدسات ، فإن الطقس هو مجموعة من الأفعال المتعلقة بكيفية التعامل مع ذلك العالم . و يمكن القول بأن أى صورة ذهنية لا تخرج من عالم الفكر إلى عالم الفعل هى صورة معرضة للتحجر و التلاشى و الزوال .
و لايقام الطقس الدينى إلا فى ظروف خاصة ، فينعزل الإنسان عن ( العالم الدنيوى االغير مقدس ) و يقتحم عالم آخر يتسم بطبيعة ( شديدة القداسة ) ، و عندئذ يستطيع أن ( يفتح قنوات إتصال مع ذلك المقدس المتعالى ) فيتصور أنه فى معيته و فى حضرته . و لاشك أن الطقس يعبر عن المعتقد الدينى ، فهو يكشف عن ( مغزى المعتقد نفسه ) فيعمل على توضيحه و تفسيره بالنسبة للمؤمن به . و نرى أن الطقس لا يتم إلا فى ( إطار جمعى ) يعبر عن أهداف الجماعة و من هنا لابد أن يتفق جميع أعضائها على كيفية إقامته و لا يجوز أن يخالف فرد ما من الجماعة كيفية إقامة الطقس بالصيغة المتفق عليها ، فالطقس هو ( خبرة دينية جماعية ) فى المقام الأول و الأخير .
إستنادا إلى ماتقدم يمكن القول بأن الطقس و المعتقد يتبادلان الإعتماد على بعضهما البعض ، فرغم أن الطقس يأتى كناتج لمعتقد معين يعمل على خدمته ، إلا أن الطقس نفسه مايلبث حتى يعود إلى التأثير على المعتقد فيزيد من قوته و تماسكه ، بما له من طابع جمعى يعمل على ( تغيير الحالة الذهنية و النفسية للأفراد ) . و هذا الطابع هو الذى يجدد حماس الأفراد و يعطيهم الإحساس بوحدة إيمانهم و قوة معتقداتهم . فالطقس رغم قيامه على مجموعة من الحركات و التراتيل المرتبة و المنظمة مسبقا ، و التى تم القيام بها مرارا و تكرارا ، إلا أنه يبدو جديدا كلما أكدت الجماعة على الأداء المشترك له . و لهذه الأسباب يظهر الطقس لداسى الحضارات و الأديان بإعتباره أكثر عناصر الظاهرة الدينية بروزا ، لأن الدين ليس نظاما من الأفكار بل نظاما من الأفعال و السلوكيات و المؤمن بأى دين ليس إنسانا قد أضاف إلى معارفه مجموعة من الأفكار الجديدة ، بل هو إنسان يسلك و يعمل بتوجيه من هذه الأفكار .
( ماهية الطقس الدينى )
................................ يرسم المعتقد الدينى صورا ذهنية واضحة و قوية عن ( العالم القدسى ) ، و لكن الأفكار وحدها لا تصنع دينا حتى لو كانت واضحة و قوية التأثير ، بل تشكل فى أفضل الأحوال ( فلسفة ) ، رغم عنايتها الكلية بالمسألة الدينية . إن أى معتقد دينى إذا إفتقد إلى ( نظام طقسى كامل ) ، فهو يظل مجرد ( معتقد مثالى ) و يبقى ( العالم القدسى ) صورة ذهنية باردة تعيش فى عقول أتباع هذه الفسفة لا فى قلوبهم . إننا هنا لا نتحول من ( الفلسفة ) إلى ( الدين ) إلا عندما يدفعنا ( المعتقد الدينى ) إلى ( سلوك ) و ( فعل ) ، فننتقل من ( حالة التأمل ) إلى ( حالة الحركة ) ومن هنا تظهر أهمية ( الطقس الدينى ) .
فالطقس يحرك الإنسان من ( التفكير فى العالم المقدس ) إلى ( إتخاذ موقف عملى إيجابى ) تجاه ذلك العالم ، فيقترب من ( كائن ماورائى متعالى ) لكى يسترضيه أو يسخر قوى ذلك الكائن لمصلحته أو لكى يجعله يكف غضبه عنه . فإذا كان المعتقد الدينى ( حالة ذهنية ) ، فإن الطقس ( حالة فعل ) ، و إذا كان المعتقد مجموعة من الأفكار المتعلقة بعالم المقدسات ، فإن الطقس هو مجموعة من الأفعال المتعلقة بكيفية التعامل مع ذلك العالم . و يمكن القول بأن أى صورة ذهنية لا تخرج من عالم الفكر إلى عالم الفعل هى صورة معرضة للتحجر و التلاشى و الزوال .
و لايقام الطقس الدينى إلا فى ظروف خاصة ، فينعزل الإنسان عن ( العالم الدنيوى االغير مقدس ) و يقتحم عالم آخر يتسم بطبيعة ( شديدة القداسة ) ، و عندئذ يستطيع أن ( يفتح قنوات إتصال مع ذلك المقدس المتعالى ) فيتصور أنه فى معيته و فى حضرته . و لاشك أن الطقس يعبر عن المعتقد الدينى ، فهو يكشف عن ( مغزى المعتقد نفسه ) فيعمل على توضيحه و تفسيره بالنسبة للمؤمن به . و نرى أن الطقس لا يتم إلا فى ( إطار جمعى ) يعبر عن أهداف الجماعة و من هنا لابد أن يتفق جميع أعضائها على كيفية إقامته و لا يجوز أن يخالف فرد ما من الجماعة كيفية إقامة الطقس بالصيغة المتفق عليها ، فالطقس هو ( خبرة دينية جماعية ) فى المقام الأول و الأخير .
إستنادا إلى ماتقدم يمكن القول بأن الطقس و المعتقد يتبادلان الإعتماد على بعضهما البعض ، فرغم أن الطقس يأتى كناتج لمعتقد معين يعمل على خدمته ، إلا أن الطقس نفسه مايلبث حتى يعود إلى التأثير على المعتقد فيزيد من قوته و تماسكه ، بما له من طابع جمعى يعمل على ( تغيير الحالة الذهنية و النفسية للأفراد ) . و هذا الطابع هو الذى يجدد حماس الأفراد و يعطيهم الإحساس بوحدة إيمانهم و قوة معتقداتهم . فالطقس رغم قيامه على مجموعة من الحركات و التراتيل المرتبة و المنظمة مسبقا ، و التى تم القيام بها مرارا و تكرارا ، إلا أنه يبدو جديدا كلما أكدت الجماعة على الأداء المشترك له . و لهذه الأسباب يظهر الطقس لداسى الحضارات و الأديان بإعتباره أكثر عناصر الظاهرة الدينية بروزا ، لأن الدين ليس نظاما من الأفكار بل نظاما من الأفعال و السلوكيات و المؤمن بأى دين ليس إنسانا قد أضاف إلى معارفه مجموعة من الأفكار الجديدة ، بل هو إنسان يسلك و يعمل بتوجيه من هذه الأفكار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق