بسم الله الرحمن الرحيم
( الجزء الثانى لمقال - حور إم آخت فى الجيزة منذ عصر الدولة القديمة و حتى نهاية عصر الدولة الحديثة )
............................. إنتهى الجزء الأول لهذا المقال عند حقيقة هامة : و هى أن صخرة الجيزة طوال عصر الدولة القديمة لم تكن موضع عبادة ، و مع تعثر مصر خلال عصر الإنتقال الأول تعرضت الجبانة لنهب و إعتداء صريح الأمر الذى ساعد على نشأة صورة شعبية سلبية تجاه جبانة الجيزة و ملوكها الذين دفنوا و خاصة ( خوفو ) و ( خع إف رع ) ، حيث تجلت هذه الصورة السلبية بوضوح فى أدبيات عصر الدولة الو سطى و عصر الإنتقال الثانى فيما يعرف بقصة ( خوفو و السحرة ) - بردية و ستكار - مما حدى بملوك الدولة الوسطى أن يتجاهلوا تماما تلك الجبانة فلم يعملوا على ترميم أى منشأة دينية فيها ( راجع مقال جبانة الجيزة منذ نهاية عصر الدولة القديمة و حتى نهاية عصر الإنتقال الثانى ) ، فكان من الطبيعى أن لاتلقى صخرة الجيزة أى إهتمام بإعتبارها جزء من سياق جبانة ملكية عديمة الأهمية حتى نهاية عصر الإنتقال الثانى . إلا أن الأمور تغيرت نسبيا خلال عصر الدولة الحديثة تجاه تمثال أبى الهول فأصبح و لأول مرة محل عبادة من جانب بعض ملوك الأسرة الثامنورة ة عشرة الأمر الذى أفضى بشيوع هذه العبادة عصر تلو الآخر فصارت سمة مميزة فى الجيزة فى تلك الحقبة . و من هنا إكتسب تمثال أبو الهول لقب ( حور إم آخت ) لأول مرة و بالتحديد فى عصر الملك ( أمنحتب الأول ) بمعنى : ( حورس فى الأفق ) و البعض يرى أن تلك الخطوة تمت بتأثير كهنة الشمس فى هليوبوليس فى بدايات عصر الدولة الحديثة الذين أرادوا أن يضفوا على التمثال صبغة دينية شمسية لاتربطه من قريب أو بعيد بأى صلة ملكية سابقة و من خلال هذا السياق العقائدى الجديد كان لابد من تناسي أو تجاهل ماكان يمثله التمثال فى عصر الدولة القديمة حيث لم تعد الرؤية القديمة مناسبة أيدولوجيا لكهنة هليوبوليس فى بدايات عصر الدولة الحديثة و لاسيما و أن الأدبيات الشعبية كما رأينا لم تحمل صورة إيجابية تجاه ملوك الجيزة مما نتج عنه عدم وجود اى إشارة لإسم المؤسس لهذا التمثال خلال عصر الدولة الحديثة . و عندما نذكر لقب ( حور إم آخت ) ، فمن الواضح اننا أمام معبود شمسى ، فحورس الذى ورد ذكره كلقب لأبى الهول هو أحد المعبودات الشمسية الشهيرة التى ظهرت فى نصوص الأهرام ( و لكن مع توخى الحذر فى عدم ربط حورس الشمسى المذكور فى نصوص الأهرام بتمثال ابى الهول خلال عصر الدولة القديمة ) و لم يكن هذا المعبود سوى الصقر حورس الذى يدفع قرص الشمس فى الأفق ، فهو القوة الحقيقية المختبأة وراء كوكب الشمس و لذلك أصبح هناك ربط و لأول مرة بين شكل حورس الشمسى و صورة الأسد الملكى داخل جبانة الجيزة فى بدايات عصر الدولة الحديثة و بناءا على ذلك كان لزاما على ملوك تلك الفترة ان يتقربوا لهذه العبادة الشمسية المبتكرة دون الإهتمام بأى أثر ملكى آخر داخل جبانة الجيزة ، فكانوا يقومون بين الحين و الآخر بإزالة الرمال من الصخرة و إقامة اللوحات الملكية المتعددة امام الصخرة التى تؤكد الورع الملكى تجاه ذلك المعبود . و مما لاشك فيه أن اللوحات الملكية التى صور فيها هذا المعبود كشفت عن شكل فنى ل ( حور إم آخت ) لا يتوافق مع شكله الواقعى الموجود فى الجبانة ، فلم يظهر ابو الهول فى تلك اللوحات بارز من الصخر كما هو كائن ، و لكن ظهر على قاعدة كبيرة مزخرفة بالسرخ ( واجهة القصر الملكى ) و مزودة بباب أو سلم يسمح بالصعود أعلاه ..................... و لايتعلق الأمر هنا بترجمة الواقع كما هو و كما نراه ، و لكن بالأحرى تأويله بما يتوافق مع التقاليد الدينية الجديدة و هى : أبو الهول لكونه تمثال الإله ( حور إم آخت ) فلابد أن يستقر على قاعدة او بمعنى أدق يستقر على واجهة القصر الملكى تماما مثل المعبود ( حور القديم ) راعى و مؤسس الملكية الأولى الذى كان يقف دائما على السرخ . و بسبب ظهور ذلك المنظر ظن عدد كبير من الأثريين بوجود قاعدة مبنية تحت أبى الهول فذهبوا يبحثون عنها بإقامة حفائر منتظمة فى الموقع غير مدركين الفارق بين الصورة الدينية كما تظهر فنيا و الشكل الواقعى كما هو فعليا - انتهى الجزء الثانى و يليه الجزء الثالث قريبا إن شاء الله
( الجزء الثانى لمقال - حور إم آخت فى الجيزة منذ عصر الدولة القديمة و حتى نهاية عصر الدولة الحديثة )
............................. إنتهى الجزء الأول لهذا المقال عند حقيقة هامة : و هى أن صخرة الجيزة طوال عصر الدولة القديمة لم تكن موضع عبادة ، و مع تعثر مصر خلال عصر الإنتقال الأول تعرضت الجبانة لنهب و إعتداء صريح الأمر الذى ساعد على نشأة صورة شعبية سلبية تجاه جبانة الجيزة و ملوكها الذين دفنوا و خاصة ( خوفو ) و ( خع إف رع ) ، حيث تجلت هذه الصورة السلبية بوضوح فى أدبيات عصر الدولة الو سطى و عصر الإنتقال الثانى فيما يعرف بقصة ( خوفو و السحرة ) - بردية و ستكار - مما حدى بملوك الدولة الوسطى أن يتجاهلوا تماما تلك الجبانة فلم يعملوا على ترميم أى منشأة دينية فيها ( راجع مقال جبانة الجيزة منذ نهاية عصر الدولة القديمة و حتى نهاية عصر الإنتقال الثانى ) ، فكان من الطبيعى أن لاتلقى صخرة الجيزة أى إهتمام بإعتبارها جزء من سياق جبانة ملكية عديمة الأهمية حتى نهاية عصر الإنتقال الثانى . إلا أن الأمور تغيرت نسبيا خلال عصر الدولة الحديثة تجاه تمثال أبى الهول فأصبح و لأول مرة محل عبادة من جانب بعض ملوك الأسرة الثامنورة ة عشرة الأمر الذى أفضى بشيوع هذه العبادة عصر تلو الآخر فصارت سمة مميزة فى الجيزة فى تلك الحقبة . و من هنا إكتسب تمثال أبو الهول لقب ( حور إم آخت ) لأول مرة و بالتحديد فى عصر الملك ( أمنحتب الأول ) بمعنى : ( حورس فى الأفق ) و البعض يرى أن تلك الخطوة تمت بتأثير كهنة الشمس فى هليوبوليس فى بدايات عصر الدولة الحديثة الذين أرادوا أن يضفوا على التمثال صبغة دينية شمسية لاتربطه من قريب أو بعيد بأى صلة ملكية سابقة و من خلال هذا السياق العقائدى الجديد كان لابد من تناسي أو تجاهل ماكان يمثله التمثال فى عصر الدولة القديمة حيث لم تعد الرؤية القديمة مناسبة أيدولوجيا لكهنة هليوبوليس فى بدايات عصر الدولة الحديثة و لاسيما و أن الأدبيات الشعبية كما رأينا لم تحمل صورة إيجابية تجاه ملوك الجيزة مما نتج عنه عدم وجود اى إشارة لإسم المؤسس لهذا التمثال خلال عصر الدولة الحديثة . و عندما نذكر لقب ( حور إم آخت ) ، فمن الواضح اننا أمام معبود شمسى ، فحورس الذى ورد ذكره كلقب لأبى الهول هو أحد المعبودات الشمسية الشهيرة التى ظهرت فى نصوص الأهرام ( و لكن مع توخى الحذر فى عدم ربط حورس الشمسى المذكور فى نصوص الأهرام بتمثال ابى الهول خلال عصر الدولة القديمة ) و لم يكن هذا المعبود سوى الصقر حورس الذى يدفع قرص الشمس فى الأفق ، فهو القوة الحقيقية المختبأة وراء كوكب الشمس و لذلك أصبح هناك ربط و لأول مرة بين شكل حورس الشمسى و صورة الأسد الملكى داخل جبانة الجيزة فى بدايات عصر الدولة الحديثة و بناءا على ذلك كان لزاما على ملوك تلك الفترة ان يتقربوا لهذه العبادة الشمسية المبتكرة دون الإهتمام بأى أثر ملكى آخر داخل جبانة الجيزة ، فكانوا يقومون بين الحين و الآخر بإزالة الرمال من الصخرة و إقامة اللوحات الملكية المتعددة امام الصخرة التى تؤكد الورع الملكى تجاه ذلك المعبود . و مما لاشك فيه أن اللوحات الملكية التى صور فيها هذا المعبود كشفت عن شكل فنى ل ( حور إم آخت ) لا يتوافق مع شكله الواقعى الموجود فى الجبانة ، فلم يظهر ابو الهول فى تلك اللوحات بارز من الصخر كما هو كائن ، و لكن ظهر على قاعدة كبيرة مزخرفة بالسرخ ( واجهة القصر الملكى ) و مزودة بباب أو سلم يسمح بالصعود أعلاه ..................... و لايتعلق الأمر هنا بترجمة الواقع كما هو و كما نراه ، و لكن بالأحرى تأويله بما يتوافق مع التقاليد الدينية الجديدة و هى : أبو الهول لكونه تمثال الإله ( حور إم آخت ) فلابد أن يستقر على قاعدة او بمعنى أدق يستقر على واجهة القصر الملكى تماما مثل المعبود ( حور القديم ) راعى و مؤسس الملكية الأولى الذى كان يقف دائما على السرخ . و بسبب ظهور ذلك المنظر ظن عدد كبير من الأثريين بوجود قاعدة مبنية تحت أبى الهول فذهبوا يبحثون عنها بإقامة حفائر منتظمة فى الموقع غير مدركين الفارق بين الصورة الدينية كما تظهر فنيا و الشكل الواقعى كما هو فعليا - انتهى الجزء الثانى و يليه الجزء الثالث قريبا إن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق