الاثنين، 10 أكتوبر 2011

حول مفهوم موت المعبود - ست - منذ بداية عصر الدولة القديمة و حتى نهاية عصر الدولة الحديثة

بسم الله الرحمن الرحيم


( حول مفهوم موت المعبود - ست - منذ بداية عصر الدولة القديمة و حتى نهاية عصر الدولة الحديثة )

........................................ هل آمن المصرى القديم بفكرة القضاء على المعبود ( ست ) و تمكن قدر الموت منه ؟ ......... حفظت لنا الأدبيات المصرية القديمة صورة خاصة عن المعبود ( ست ) فاعتبرته منذ نهايات عصر الدولة القديمة ( قاتل ) أخيه ( أوزير ) و من هنا تم إعتباره لدى شريحة كبيرة من المجتمع المصرى القديم رمزا للبأس و الشدة و الجبروت ، كما نظر إليه البعض فى عصر الدولة الحديثة ( طبقا لبردية شيستر بيتى ) على أنه قام بتهديد المعبودات المتعاطفة مع ( حورس ) ضمن مجمع الأرباب بالقتل ، كما ورد فى نصوص الفصل رقم ( 175 ) من كتاب الموتى إشارة مشابهة مفادها أن المعبود ( آتوم ) قد قام بحبس ( ست ) حتى لايثير الفزع بين الأرباب .
و بالرغم من ذلك فلقد تمتع ( ست ) بالحظوة و الرضاء لدى ( رع ) بإعتباره الرب ( الأوحد ؟ ) الذى يستطيع بحربته الضخمة و هو يقف على مقدمة المركب الليلية لرب الشمس أن يقهر عدو الشمس الفوضوى ( أبو فيس ) طبقا لما ظهر فى مصادر الدولة الحديثة و على أية حال فقد كان يوصف دائما بأنه الأقوى بين أرباب التاسوع و على الصعيد الكونى كان هو رب العواصف و الرعد و البرق و كان وجوده ضروريا لمعادلة و توازن قوى و معطيات البيئة المصرية أو بمعنى آخر ، إذا كان ( أوزير ) هو الطبيعة الخيرة لأرض مصر المتمثلة فى و فاء النيل و الفيضان الهادىء الطبيعى و طين الأرض المخصب ، فإن ( ست ) فى نفس المعادلة يمثل الجانب الآخر المقابل من شراسة و غضبة قوى هذه الطبيعة .
و نحاول هنا قدر الإمكان أن نفهم ماورد فى الأساطير المصرية القديمة حول مفهوم عقاب ( ست ) و القضاء عليه حتى الموت . فهل كان الفكر الدينى فى مصر القديمة يؤمن بالموت الفعلى لذلك المعبود ؟ ................ لقد كان هناك إصرار شديد فى العديد من المصادر المصرية القديمة - بدءا من عصر الدولة القديمة و حتى نهاية عصر الدولة الحديثة - على إستبعاد قدر الموت لرقبة المعبود ( ست ) ، و ربما كانت نصوص الأهرام هى الأكثر صراحة فى التعبير عن ذلك الأمر ، حيث ينص إحداها صراحة كأمنية على لسان الملك يرجو بها تفادى قدر الموت قائلا ( لقد هربت من يوم موتى مثلما هرب ست من يوم موته ) و بالرغم من ظهور ( ست ) فى بعض المناظر المعبرة عن شعائر ( الحب سد ) و هو مقطوع الرأس حيث يتم تثبيتها عند موطىء قدم الملك ، إلا أن مثل تلك الحالات تعبر عن ( ممارسات طقسية ) أكثر منها تعبيرا عن ( عقاب فعلى ) و ينطبق نفس الأمر على حالات أخرى مماثلة حيث لم يكن هنا ( ست ) بذاته من يقع عليه العقاب ممثلا فى هيئته التجسيدية المقدسة ، و إنما هى رموزه الحيوانية التى تحل محله ، فنجد على سبيل المثال فى نصوص الأهرام أن حورس يقوم بذبح عدو ( أوزير ) و سفك دمه و مع ذلك فإن من يقع عليه العقاب هو البدائل الشعائرية الطقسية مثل الثيران و الغزلان و الوعول ، فهى تذبح عوضا عنه . فلم يعتقد المصرى القديم بتغيب ( ست ) عن دنيا الأحياء حتى نهاية عصر الدولة الحديثة ، فلقد كان هناك إحتياج شديد لفعالياته و قدراته كما رأينا بالتحديد فى مصادر الدولة الحديثة و لعلنا نتذكر جميعا أن الرعامسة قد تشبهوا صراحة بذلك المعبود فى ميدان القتال فمن له قدرة القضاء على ثعبان الفوضى( أبو فيس ) الذى يعرقل مركب الشمس يصبح فاعلا فى القضاء على أعداء مصر فى ميدان القتال و لذلك فإن جميع النصوص التى أشارت إلى عقاب و موت ( ست ) تخرج عن ( فعلية التنفيذ ) إلى ( شكلية و رمزية الطقوس و الشعائر ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق