الأربعاء، 25 يوليو 2012

معابد الشمس في عصر الأسرة الخامسة


بسم الله الرحمن الرحيم 

‎( معابد الشمس في عصر الأسرة الخامسة )
 إتجه ملوك الأسرة الخامسة لبناء معابد مكرسة لعبادة رب الشمس ( رع ) و لا  سيما و أنها كانت أقوى العبادات الدينية و السياسية المعروفة في مصر منذ  عصر نقادة الثالثة – الأسرة صفر – على أقل تقدير ( 3200 ق.م – 3000 ق.م ) ،  و لاريب أن بناء هذه المعابد الشمسية و إحتوائها على مناظر تتعلق بتتويج و  إعادة إحياء الملك مرة أخرى كانت من أكبر القرائن على وجود إلتحام و  إندماج مباشر بين مفردات العقيدة الملكية و مظاهر الديانة الشمسية .
عكف علماء المصريات على دراسة هذه المعابد الشمسية ساعين قدر الإمكان  لإستجلاء الأهداف الحقيقية من وراء تشييدها في ذلك العصر بالتحديد فخرجوا  بنتائج عدة كان من أهمها :
1 – شيد أول ملوك الأسرة الخامسة معبده  الشمسي في منطقة أبوصير لأول مرة مما كان سببا بارزا لجميع الملوك اللاحقين  نحو إقامة مقابرهم الملكية في ذات المنطقة بالقرب من أول معبد شمسي تم  إقامته في ذلك المكان كما إستمروا بأنفسهم في توجيه شطرهم ناحية رب الشمس (  رع ) و شيد كل ملك منهم ( ما عدا آخر ثلاث ملوك من هذه الأسرة ) معبدا  شمسيا في منطقة أبو غراب التى تبعد عن أبوصير كيلو متر نحو الشمال .
2 –  تشابه التخطيط المعماري لهذه المعابد الشمسية مع التخطيط المعماري لمعابد  الأهرام الملكية فكانت تحتوي على نفس العناصر المعمارية المعروفة لدى  المجموعة الهرمية من معبد وادي و معبد جنزي و طريق صاعد يربط بينهما مما  كان دافعا قويا للتأكيد على مفهوم الإلتحام الوثيق بين الديانة الشمسية و  العقيدة الملكية في ذات الفترة
3 – تصور عدد كبير من علماء المصريات  أن معابد الشمس التى تم بنائها على الجانب الغربي للنيل أنها كانت تناظر و  تقابل معبد الشمس العظيم في هليوبوليس و أن تصميم معابد أبوصير كان يحاكي و  يطابق معماريا معبد الشمس في عين شمس و ذلك بالرغم من عدم وجود أدلة أثرية  كافية ترجح هذه النظرية ، فنحن لانعرف التصميم الفعلي لمعبد الشمس في عصر  الدولة القديمة حتى هذه اللحظة . فضلا عن عدم الوضع في الإعتبار أن كثيرا  ما كانت مفردات الديانة و العمارة المصرية القديمة تستلهم معطياتها من  الملكية و ليس بالضرورة أنها تستوحي معطياتها دائما من المعبودات المصرية  القديمة ، فالملكية و لاسيما في عصر الدولة القديمة كانت هي المبدأ الأول  الموحي و الملهم لأي مبادرة سياسية أو دينية .
4 – ظن البعض من  الدارسين أن بداية تشييد معابد الشمس في مصر لم تظهر إلا مع عصر الأسرة  الخامسة و هو أمر لايستقيم لدى الباحث للأسباب و الإعتبارات التالية :
أ – ظهرت البذور و الإرهاصات التصويرية الأولى للديانة الشمسية في مصر منذ  عصر نقادة الأولى ( 3900 – 3600 ق.م ) و ذلك على طبق نقادة الشهير الموجود  في المتحف المصري حيث تم تصوير شمس المشرق و شمس المغرب و بينهما التل  الأزلي و مياه مصورة في أعلى و أسفل الطبق مما يرجح وجود تأملات فكرية  دينية شمسية في ذلك العصر و بدايات التعبير عن مفهوم الكون الذي كان عبارة  عن مياة سرمدية أزلية ثم ظهر التل الأزلي للوجود فكانت شمس المشرق و شمس  المغرب التى أتمت الدورة الكونية النهارية على العالم و هو ما يرجح أنها  التأسيس الأول لمذهب الخلق الشمسي الذي سيتبلور فيما بعد في عصر الأسرة  الخامسة
ب – ظهور مراكب المعبودات على فخار نقادة الثانية ( من 3600  ق.م و حتى 3200 ق.م ) و كان من رموز هذه المعبودات قرص الشمس الذي يعلو  كابينة المركب مما يؤكد وجود مقاصير شمسية في مصر منذ عصر نقادة الثانية  على أقل تقدير
ج – ظهر ملوك الأسرة صفر في عصر نقادة الثالثة في سمات  دينية شمسية واضحة و لاسيما في الصلايات التى عبرت رسوما و نقوشها عن وجود  زعامة و ملكية ناشئة تروج لنفسها من خلال تصوير الزعيم في صورة أحد حيوانات  الشمس مثل الثور أو الأسد أو الصقر أو إبن آوى و هو يفتك بأعداء الشمس  الذين هم في ذات الوقت أعداء الملك في صورة حيوانات ضعيفة مثل الظباء و  الغزلان و الوعول . د – تسمى ثانى ملوك الأسرة الثانية بلقب ( رع نب )  بمعنى رع هو الرب ، فهل من المنطقي أن ينتسب الملك للمعبود الشمسي في ذلك  العصر دون أن يكون له معبد أو مقصورة مستقلة ؟
ه – مقصورة تورين  الشمسية التى ترجع لعصر الملك زوسر أكدت على وجود عبادة واضحة لرب الشمس و  التاسوع الشمسي في عصر الأسرة الثالثة و ما يميز هذه المقصورة أن التاسوع  الشمسي ظهر في هيئة آدمية واضحة حيث كان كل معبود منهم يظهر في هيئة ملك  بهيئة بشرية خالصة جالسا على العرش و هو ما يعكس مفهوم أن الملك الحاكم  يظهر كوريث شرعي للتاسوع الشمسي
5 – كان الشكل التخطيطي الأول لمعبد  الشمس في عصر الملك أوسركاف بسيط جدا ، فقد كان عبارة عن سور خارجي على شكل  المربع بزاويا دائرية و يحتوي في داخله على بناء يشبه المصطبة و هو ما  يذكرنا بعقيدة التل الأزلي الأول التى تجلى عليها معبود الشمس في بداية خلق  الكون . ثم تغير الشكل التخطيطي للمعبد في عهد خلفائه و تحول إلى نفس  الشكل التخطيطي و المعماري للمجموعة الهرمية فضلا عن وضع أهم الرموز الدالة  على عبادة الشمس و هي المسلة التى لم تخلو منها معابد الشمس فتم وضعها في  الجزء العلوي لتلك المعابد الشمسية الذي يعادل الجزء العلوي لمعابد الأهرام  الجنزية
لماذا تم تشييد معابد الشمس في عصر الأسرة الخامسة ؟ و ما هي  علاقتها بالمجموعات الهرمية التى شابهتها في تخطيطها ؟ و لماذا شيدت هذه  المعابد على البر الغربي للنيل ؟ ما هي طبيعة و أهداف الشعائر داخل المعابد  الشمسية ؟ و هل ترتبط تلك الطقوس بمعابد الأهرام الملكية ؟ و هل شيدت هذه  المعابد الشمسية لعبادة معبود الشمس فقط ؟
و من خلال ما ورد على حجر  بالرمو الذي يعود لعصر الأسرة الخامسة ، فضلا عن برديات أبوصير المعروفة  التى كانت سجلا يوميا لنشاط الكهنة داخل المعابد الشمسية ، و ما تبقى من  مناظر صورت على جدران معابد الشمس و ما تم تسجيله في مقابر كهنة الشمس في  أبوصير و سقارة ، يمكن لنا أن نستنتج عدد من الحقائق و النتائج الهامة و هي  :
1 – إرتبطت هذه المعابد الشمسية قلبا و قالبا بالعبادة الملكية ،  فتختلط فيها شعائر الشمس التى ترمي لإظهار فضل رب الشمس على الدنيا و تتابع  دورة فصول السنة الثلاثة و شعائر تجديد الملكية و إعادة إحياء الملك  الحاكم مما ينتج عنه في نهاية المطاف توحد  الملك الحاكم بمعبود الشمس رع و  ظهور صورة الإله ( رع حور آختى ) لأول مرة على جدران تلك المعابد و هو  المعبود الذي يجسد إلتحام الملكية بإعتبارها ( حور ) مع رب الشمس ( رع )  عند ظهوره من الأفق الشرقي و حتى الأفق الغربي في هيئة آدمية برأس صقر  تعبيرا عن إكتمال الدورة الكونية الشمسية التى يشارك فيها الملك بوصفه صورة  ( رع ) المقدسة على الأرض و التى تهب نعمها و أفضالها على الكون بأكمله .
2 – كشف حجر بالرمو و مقابر كهنة الشمس في سقارة و برديات أبوصير عن قيام  نفس الشعائر في معابد الشمس و معابد الأهرام الملكية بل و تقديم نفس  القربان لذات الأماكن الأمر فقد كان القربان يتجه أولا من معابد الشمس ثم  يؤول لمعابد الأهرام الملكية الأمر الذي يدل على أن هذه الشعائر تكمل بعضها  البعض في مكانين منفصلين عن بعضهما و هو ما يفسر لنا أيضا التطابق الكبير  في التخطيط المعماري لمعابد الشمس مع معابد الأهرام الملكية ، فتشابه  الطقوس في أماكن مختلفة يفضي بشكل كبير إلى تطابق معماري بين ذات الأماكن
3 -  كشفت هذه الوثائق السابقة عن قيام فعل و طقوس العبادة داخل  معابد الشمس و معابد الأهرام الملكية خلال حياة الملك الحاكم و ليس فقط بعد  وفاته كما كان يعتقد عدد كبير من الباحثين و أن الكهنة المشرفين على  العبادة الملكية في معابد الأهرام هم أنفسهم الكهنة المكلفين بعمل الشعائر  داخل المعابد الشمسية
4 – كشفت مناظر و شعائر معابد الشمس في الجزء  المعروف بمعبد الوادي أن الملك يظهر في معبد الوادي الشمسي كحورس على الأرض  ثم يتجه نحو الطريق الصاعد الذي يؤهله للصعود نحو السماء حتى يصل للجزء  العلوي لمعبد الشمس المعادل للمعابد الجنزية في المجموعات الهرمية فيظهر في  سمات شمسية بارزة و يتحد صراحة بمعبود الشمس رع مما يؤهله للظهور في هيئة  المعبود ( رع حور آختى )
5 – من العناصر الأساسية في معبد الشمس ما  يعرف إصطلاحا بإسم حجرة الكون و هي حجرة صغيرة الحجم مظلمة تقع إلى الجنوب  مباشرة من المسلة المشيدة من الحجر الحجر الجيري و يوجد في الجدار الشمالي  لهذه الحجرى مدخل يؤدي مباشرة إلى داخل قاعدة المسلة التى يوجد بداخلها درج  يمكن الصعود عليه إلى قمة المسلة و مما يسترعي الإنتباه أنه قد تم تسجيل  على جدران تلك الحجرة الصغيرة المظلمة مناظر شتى تعبر عن مظاهر الطبيعة  المختلفة في عالم النبات و الحيوان و لعل أهم ما في ذلك أن تلك المناظر  تسجل نشاط الطبيعة في فصلي الجفاف و الفيضان فقط دون أية إشارة إلى فصل  الإنبات ؟
6 – يبدو هذا الإختيار متعمدا و هو يكتسب هنا أهمية خاصة  لأن كلا الفصلين يرتبطان هنا بمكان مظلم تماما وهو حجرة الكون المسقوفة كما  أنه يؤدي مباشرة إلى رمز الضوء أى المسلة التي ترمز إلى ديانة الشمس و هي  هنا مسلة مبنية و بها سلم داخلي يمكن الإرتقاء عليه إلى قمة المسلة .
7  – من الواضح أن إجتماع تلك العناصر الى جوار بعضها البعض لم يكن مجرد  مصادفة بل كان أمرا مقصودا لذاته ، حيث تعبر حجرة الكون المظلمة عن مرحلة  الموت المرتبط بالإخصاب ( و هما فصلي الجفاف و الفيضان ) و لذلك ظهرت في  ذات الحجرة مناظر تخصيب أنواع من الحيوانات لبعضها البعض ، في حين تعبر  المسلة عن مرحلة الميلاد المرتبط بالشمس و بالإرتقاء لأعلى نحو السماء ( من  خلال الدرج الداخلي للمسلة ) . و من هنا نفهم لماذا أصرت الملكية على  تصوير مناظر و شعائر الحب سد داخل حجرة الكون المظلمة على نطاق واسع .  فالملك يظهر في المرحلة الأولى كملك مكفن و ميت في العالم الآخر ثم يظهر في  المرحلة الثانية و هو قد تخلص من كفنه و إتجه لعمل شعيرة الركض المعروفة  في فناء واسع دليلا على تجدد نشاطه . إن شعائر الحب سد الملكية تلاحمت و  تجاورت مع شعائر الشمس لكي تؤكد على المصير المشترك لكلاهما
8 – حجرة  الكون المظلمة تقع دائما ناحية جنوب مسلة معبد الشمس و بالتالي فإن مرحلتى  الموت ( المرتبط بالإخصاب ) و الولادة و إعادة الإحياء تخضع لدى معبود  الشمس للإتجاه الجغرافي من الجنوب إلى الشمال . و حيث أن المرحلة النهائية  هنا ( الولادة و إعادة الإحياء ) تتجسد في رمز الشمس ( المسلة ) فإنها تعبر  أيضا عن إتجاه الشرق . و من هنا يمكن القول بأن الدور الذي يؤديه رب الشمس  – و الملك – للإنتقال من مرحلة الموت إلى إعادة الإحياء و الولادة يرتبط  بالإتجاه الجغرافي من الجنوب إلى الشمال ( حيث إتجاه فيضان النيل في مصر )  ثم إلى الشرق ( حيث شروق الشمس و صعودها نحو السماء )
9 – لا يخفى على  هذا البحث وجود علاقة قوية بين نصوص الأهرام الملكية التى ظهرت في نهاية  عصر الأسرة الخامسة و العناصر المعمارية المميزة لمعابد الشمس . فنصوص  الأهرام داخل هرم الملك ونيس تعبر حسب موقعها عن ثلاث مراحل متتابعة تتجه  من الغرب إلى الشرق ثم إلى الشمال . حيث تعبر نصوص حجرة الدفن ( في الغرب )  عن عالم الموتى – دات – بينما تعبر نصوص الحجرة الأمامية ( إلى الشرق من  حجرة الدفن ) عن الشروق و الميلاد – آخت – في حين تعبر نصوص الممر الخارجي (  الواقع إلى أقصى شمال الأجزاء الداخلية للهرم ) عن السماء – بت .
و  لعل هذا الإتجاه الجغرافي ( من الجنوب إلى الشمال – إتجاه الفيضان - و من  الغرب إلى الشرق – إتجاه عودة الشمس للشروق ) يتفق مع نفس الإتجاه الجغرافي  في معابد الشمس في الأسرة الخامسة ( من حجرة الكون في الجنوب إلى المسلة  التى تقع في الشمال و هي في ذات الوقت رمز شروق الشمس و إرتقائها لأعلى )  حيث يعبر هذا الإتجاه عن التحول من الموت إلى الحياة و هو التحول الذي  يرتبط بفاعلية الإخصاب .
10 – لعل ذلك الإتفاق في الموضوع و الوظيفة  بين حجرة الكون و المسلة في ترتيبها و مضمونها من ناحية و بين نصوص الأهرام  في ترتيبها و مضمونها من ناحية أخرى يلفت إنتباهنا إلى حقيقة هامة : و هى  أن معابد الشمس من الأسرة الخامسة تنتمي جميعا إلى فترة زمنية محدودة تقع  بين بداية الأسرة الخامسة و سادس ملوك نفس الأسرة حيث تتوقف القرائن عن  بناء أى معابد أخرى للشمس بعد ذلك و يبدو الأمر هنا و كأن إنقطاع معابد  بناء معابد الشمس كان إيذانا ببداية تسجيل نصوص الأهرام و التى بدأ تسجيلها  مع آخر ملوك الأسرة الخامسة ونيس و التى تعبر كما تقدم عن نفس الوظيفة و  المضمون التى كانت تؤديها معابد الشمس ( مع بقاء الملك جد كا رع إسيسي حلقة  مفقودة بين المرحلتين ) و يعنى ذلك أن نصوص الأهرام كانت بديلا طبيعيا عن  بناء معابد الشمس و تؤدي نفس وظائفها و لعل ذلك يمكن أن يقدم إجابة للتساؤل  المحير عن سبب بناء معابد الشمس على غير المألوف على البر الغربي للنيل  حيث الموقع التقليدي للجبانة .
11 – إن معابد الشمس لم تكن بالضرورة  مكرسة لتقديس ملك بعينه في صورته الشمسية ، بل هي معابد تجسد ( المبدأ  العام لمفهوم الملكية الخالدة التى لا تفنى ) و الملكية هنا ترتبط إرتباط  وثيق بالشمس الخالدة حيث أنها لا تتقاسم مصيرها مع رع فقط في العالم الآخر  بل هي تتقاسم مصيرها مع المعبود الشمسي في العالمين : عالم الدنيا و العالم  الآخر و من هنا نفهم الحقيقة التالية : لم تكن عبادة الملك المتوفى هي  الغرض الأول في معابد الشمس أو على الأقل لم تكن هي الهدف الأوحد و لم تكن   أيضا عبادة إله الشمس في صورته الميته لحظة الغروب هي الهدف الأساسي من  تلك المعابد كما ظن العديد من الدارسين . بل كان الغرض من هذه المعابد هو  التأكيد على إحياء و تجديد الملكية كمبدأ عام و خالد لا يفنى في صورتها  الشمسية لذلك كان كل معبد شمسي تقام فيه الطقوس خلال حياة الملك و بعد  وفاته كما أن كل معبد لم يقتصر على عبادة ملك واحد فقط و هو ما يفسر لنا  تلك التعديلات المعمارية التى كان يقوم بها الملوك الملوك اللاحقين على نفس  المعبد فضلا عن وجود كهنة يقيمون الشعائر لأكثر من ملك في معبد شمسي واحد .
12 – كان إتجاه الملوك ناحية الديانة الشمسية بقوة خلال الأسرة الخامسة أدى إلى زيادة الشعائر الشمسية و هو الأمر الذي أدى لوجود حاجة لمنشآت معمارية دينية مستقلة تمثلت في المعابد الشمسية حتى تتمكن من إستيعاب الطقوس و الشعائر التى إستجدت خلال الأسرة الخامسة مما أدى لإنفصال تلك الشعائر الشمسية عن معابد الأهرام الملكية التى أصبحت مكرسة لشعائر ملكية ذات طابع أوزيري و هو الأمر الذي دللت عليه وجود مناظر جنزية أوزيرية في معابد الأهرام الملكية في الوقت الذي شهدت فيه البلاد إزدياد أهمية الديانة الشمسية و هو ما عبرت عنه النتيجة التالية : أصبحت معابد الأهرام الملكية تدل على إتحاد الملك بالمعبود أوزير أما المعابد الشمسية فهي المعابد التى يكتسب فيها الملك المصير الشمسي و لم تختلط الطقوس الأوزيرية إلا بالطقوس الشمسية في نهاية عصر الأسرة الخامسة فى عصر ونيس عندما إنتهت سياسة تشييد المعابد الشمسية فعادت الطقوس الشمسية مثلما حدث من قبل في معابد الأهرام الملكية و هو ذات العصر الذي شهد تسجيل نصوص الأهرام الملكية في نهاية الأسرة الخامسة حيث شهدت الملكية صيغة توفيقية و مصالحة دينية و سياسية بين العقيدة الشمسية و المذهب الأوزيري مما نتج عنه ظهور الملكية في هيئتين و مصيرين : مصير شمسي و مصير أوزيري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق