بسم الله الرحمن الرحيم
( ملامح الحكم الدينى فى أواخر عصر الدولة الحديثة ).......................................................................................................................منذ بداية الأسرة عشرين ، بدا واضحا أن عادة العرافة أو إستيحاء الإله و طلب مشورته قد دخلت عليها تغييرات عميقة ، فقد أصبح الفلاحون و العمال و سكان القرى المجاورة فى جبانة طيبة ، و خاصة مستوطنة دير المدينة ، يتقدمون إلى الآلهة الرئيسية فى المناطق المجاورة ، بما فيهم المعبود ( آمون ) ، لطلب مشورتهم و نصائحهم و قرارتهم الشرعية فيما يعرض لهم من هموم و متاعب . و هكذا ارتبط الإله إرتباطا و ثيقا بحياة الناس العاديين . و من الثابت أن معابد آمون المحلية فى قرى جبانة طيبة ، كان الناس يلتجئون إليها للحصول على نبوءات الإله. و مما لاشك فيه أن إنتشار عرافة آمون على هذا المستوى بين الشعب العامل و الفلاحين ، بعد أن كانت مقتصرة فقط على الملوك داخل المعبد قبل عصر الرعامسة ، كان معاصرا لزيادة قوة و نفوذ كهنة آمون فى النصف الثانى لعصر الدولة الحديثة . و كانت ثروات و مؤسسات ( معابد آمون ) منذ الأسرة عشرين ، كانت تتألف أساسا من الأراضى الزراعية و القرى و ترسانات السفن و إمتلاك العبيد ، مما يدل على مدى القوة التى بلغها كبار كهنة آمون فى ذلك الوقت ، و نرى من جانبنا أن ذلك النفوذ الدينى و السياسى لهؤلاء الكهنة كان أشد وطئا على السلطة الملكية منذ النصف الثانى لعصر الأسرة التاسعة عشرة ، حيث نرى فى نهاية تلك الأسرة الكاهن الأعلى لآمون ( روم - روى ) مصورا على جدران الكرنك فى نفس حجم صورة الملك ، و الأهم من ذلك ، ان الضرائب صارت تجبى بواسطة السلطات التنفيذية لمعبد آمون مباشرة ، ودون أى رقابة فعلية من جانب السلطة الملكية على جباية تلك الضرائب مثلما كان يحدث قبل النصف الثانى لعصر الدولة الحديثة ، و لذلك عندما إستقلت سلطة المعبد عن السلطة المركزية أصبح معبد ( آمون ) بمثابة دولة داخل الدولة و قبل العام التاسع عشر من حكم الملك ( رمسيس الحادى عشر )- آخر ملوك الأسرة عشرين - وقعت ( حرب ) أو ( إخماد ثورة ) إستطاع أثناءها ( أمنحتب ) كبير كهنة آمون أن يجند جيشا خاصا يقف فى وجه الجنرال ( بانحسى ) نائب الملك فى كوش ، الذى أتى على رأس قواته لقمع الفتنة التى أثارها ( أمنحتب ) ضد الملك ( رمسيس الحادى عشر ) الأمر الذى يعكس ضعف السلطة الملكية فى مواجهة مثل ذلك التمرد الخطير و إحتياجها لتدخل القائد النوبى لحسم الأمور . و ليس من قبيل الصدف أن أساس الحكومة الثيوقراطية التى نشأت فى طيبة فى أواخر الأسرة عشرين ، قد إرتبط من الناحية التاريخية بسقوط الإمبراطورية المصرية من جانب ، و إنحلال السلطة المركزية من جانب آخر . و عندما قام الملك رمسيس الحادى عشر بوضع ( حريحور ) على رياسة كهنة آمون بدلا من ( أمنحوتب ) ، لم تتحسن الأحوال السياسية للبلاد ، فقد كان ( حريحور ) ضابط فى الجيش محترف ، وقد عمل هذا الرجل على تأسيس حكم الكهنة الصريح فى طيبة بإسم ( آمون ) و كان يحمل ألقاب ( كبير كهنة آمون و نائب الملك فى كوش و الوزير علاوة على قيادته للجيش ) و سعى إلى وضع لقبه الكهنوتى داخل خرطوش ملكى فى معبد خونسو بالكرنك كما أنه كان يستخدم كل ألقاب الملك التقليدية . و يرى البعض أن هذا النظام الثيوقراطى كان يهدف الى تحقيق أهداف سياسية ، وكان بمثابة قناع يخفى الحكم المطلق لطبقة كهنة آمون .
( ملامح الحكم الدينى فى أواخر عصر الدولة الحديثة ).......................................................................................................................منذ بداية الأسرة عشرين ، بدا واضحا أن عادة العرافة أو إستيحاء الإله و طلب مشورته قد دخلت عليها تغييرات عميقة ، فقد أصبح الفلاحون و العمال و سكان القرى المجاورة فى جبانة طيبة ، و خاصة مستوطنة دير المدينة ، يتقدمون إلى الآلهة الرئيسية فى المناطق المجاورة ، بما فيهم المعبود ( آمون ) ، لطلب مشورتهم و نصائحهم و قرارتهم الشرعية فيما يعرض لهم من هموم و متاعب . و هكذا ارتبط الإله إرتباطا و ثيقا بحياة الناس العاديين . و من الثابت أن معابد آمون المحلية فى قرى جبانة طيبة ، كان الناس يلتجئون إليها للحصول على نبوءات الإله. و مما لاشك فيه أن إنتشار عرافة آمون على هذا المستوى بين الشعب العامل و الفلاحين ، بعد أن كانت مقتصرة فقط على الملوك داخل المعبد قبل عصر الرعامسة ، كان معاصرا لزيادة قوة و نفوذ كهنة آمون فى النصف الثانى لعصر الدولة الحديثة . و كانت ثروات و مؤسسات ( معابد آمون ) منذ الأسرة عشرين ، كانت تتألف أساسا من الأراضى الزراعية و القرى و ترسانات السفن و إمتلاك العبيد ، مما يدل على مدى القوة التى بلغها كبار كهنة آمون فى ذلك الوقت ، و نرى من جانبنا أن ذلك النفوذ الدينى و السياسى لهؤلاء الكهنة كان أشد وطئا على السلطة الملكية منذ النصف الثانى لعصر الأسرة التاسعة عشرة ، حيث نرى فى نهاية تلك الأسرة الكاهن الأعلى لآمون ( روم - روى ) مصورا على جدران الكرنك فى نفس حجم صورة الملك ، و الأهم من ذلك ، ان الضرائب صارت تجبى بواسطة السلطات التنفيذية لمعبد آمون مباشرة ، ودون أى رقابة فعلية من جانب السلطة الملكية على جباية تلك الضرائب مثلما كان يحدث قبل النصف الثانى لعصر الدولة الحديثة ، و لذلك عندما إستقلت سلطة المعبد عن السلطة المركزية أصبح معبد ( آمون ) بمثابة دولة داخل الدولة و قبل العام التاسع عشر من حكم الملك ( رمسيس الحادى عشر )- آخر ملوك الأسرة عشرين - وقعت ( حرب ) أو ( إخماد ثورة ) إستطاع أثناءها ( أمنحتب ) كبير كهنة آمون أن يجند جيشا خاصا يقف فى وجه الجنرال ( بانحسى ) نائب الملك فى كوش ، الذى أتى على رأس قواته لقمع الفتنة التى أثارها ( أمنحتب ) ضد الملك ( رمسيس الحادى عشر ) الأمر الذى يعكس ضعف السلطة الملكية فى مواجهة مثل ذلك التمرد الخطير و إحتياجها لتدخل القائد النوبى لحسم الأمور . و ليس من قبيل الصدف أن أساس الحكومة الثيوقراطية التى نشأت فى طيبة فى أواخر الأسرة عشرين ، قد إرتبط من الناحية التاريخية بسقوط الإمبراطورية المصرية من جانب ، و إنحلال السلطة المركزية من جانب آخر . و عندما قام الملك رمسيس الحادى عشر بوضع ( حريحور ) على رياسة كهنة آمون بدلا من ( أمنحوتب ) ، لم تتحسن الأحوال السياسية للبلاد ، فقد كان ( حريحور ) ضابط فى الجيش محترف ، وقد عمل هذا الرجل على تأسيس حكم الكهنة الصريح فى طيبة بإسم ( آمون ) و كان يحمل ألقاب ( كبير كهنة آمون و نائب الملك فى كوش و الوزير علاوة على قيادته للجيش ) و سعى إلى وضع لقبه الكهنوتى داخل خرطوش ملكى فى معبد خونسو بالكرنك كما أنه كان يستخدم كل ألقاب الملك التقليدية . و يرى البعض أن هذا النظام الثيوقراطى كان يهدف الى تحقيق أهداف سياسية ، وكان بمثابة قناع يخفى الحكم المطلق لطبقة كهنة آمون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق