بسم الله الرحمن الرحيم
( جبانة الجيزة منذ نهاية عصر الدولة القديمة و حتى نهاية عصر الإنتقال الثانى )
......مما لاشك فيه أن الجيزة لم تعد جبانة ملكية بعد عصر الملك ( منكاورع ) حتى و إن إستمر كبار رجال الدولة و ا لكهنة المكلفون بإقامة الطقوس الجنزية لصالح ملوكها يدفنون فيها خلال عصر الأسرتين الخامسة و السادسة ، و مع انهيار السلطة الملكية و بداية عصر الإنتقال الأول تعرضت هذه الجبانة للنهب و الإعتداء ، فهناك مقابر تؤرخ بعصر الدولة القديمة أعيد إستخدامها فى عصر الإنتقال الأول ، و انتشرت المدافن الفقيرة فى الجبانة حيث لم يتردد أصحاب هذه المدافن فى نزع كتل حجرية من مقابر أقدم زمنيا ، كما شيد البعض الآخر مقابر فقيرة فى مقتنياتها فوق مقابر أخرى تنتمى للدولة القديمة إستخدم فيها كذلك عناصر من تلك المدافن القديمة ، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد ، بل أن الشواهد الأثرية ترجح سرقة المقابر الملكية نفسها خلال عصر الإنتقال الأول و كذلك إنتزاع بعض أحجار الكساء الهرمى و سرقة المعابد الهرمية و تماثيل الملوك ...... و لا ينبغى أن نتجاهل حقيقة أن الوقائع السالف ذكرها جاءت كنتاج طبيعى لبداية هجر الموقع من جانب الكهنة الجنزيين مع نهاية عصر الأسرة السادسة ، الأمر الذى يعنى أن الدولة لم تعد قادرة دينيا على إتمام مفهوم ( عبادة الأسلاف ) و ذلك لعجزها الإقتصادى الواضح المتمثل فى عدم سيطرتها على مواردها الإقتصادية فى تلك الفترة । و لم تشهد جبانة الجيزة أى تغيير إيجابى خلال عصر الدولة الوسطى ، بل أصبحت جبانة ( ميتة ) فلم نعثر فيها على أى شواهد مادية تشير لإعادة إستخدامها كموضع دفن عند إعادة توحيد مصر و إستباب الأمن فى البلاد مما يشير إلى أنها لم تكن مسرحا لأى عبادة دينية فى ذلك العصر । ومن جانب آخر يرى البعض من الدارسين أن ملوك الدولة الوسطى ساهموا فى تدمير الجبانة بعدما قاموا بإستخدام منشآت الجيزة كمحاجر و كمصدر غنى بالأحجار الجاهزة للبناء ، و خاصة بعدما عثرنا على بعض أحجار من هرمى و معبدى الملكين ( خوفو ) و ( خع إف رع ) فى حشو هرم الملك ( أمنمحات الأول ) فى اللشت ، مما يعكس قلة ورع و تقوى من جانب ملوك الأسرة الثانية عشرة تجاه أسلافهم المدفونين فى الجيزة ، حيث إتجهوا إلى جبانة دهشور و أعادوا الإهتمام بها فرمموا المعبد الجنزى للهرم الشمالى للملك ( سنفرو ) و أقاموا أهرامات أو أضرحة تذكارية بجوار هرمه ، و لاغرابة فى ذلك ، فهم عندما بحثوا عن ملك يجعلونه القدوة و المثل الطيب الذى يستمدون منه شرعيتهم ، لم يكن هذا الملك هو ( خوفو ) أو ( خع إف رع ) ، بل إتجهت الأنظار إلى ملك كان لايزال يتمتع بسمعة طيبة بين الشعب و هو الملك ( سنفرو ) و خاصة إذا ماوضعنا فى الإعتبار أن الصورة الشعبية التى نسجت حول ملوك الجيزة - و بالتحديد خوفو - فى عصرى الإنتقال الأول و الدولة الوسطى كانت سلبية الى حد كبير ، وهو مانعكس بشكل واضح فى بردية و ستكار التى يظهر فيها الملك ( خوفو ) غير مبالى بقيمة الإنسان و ذلك عندما رفض الساحر ( جدى ) بأدب طلب الملك الذى كان يريد قطع رأس أسير من أجل إظهار قدرات ( جدى ) السحرية ، كما أن البردية ذاتها توضح أن نسل الملك خوفو سينقطع و يتلاشى و أن الملوك الذين سيحكمون مصر فيما بعد منحدرون من نسل إله الشمس ( رع ) مباشرة و جدير بالذكر اننا تناولنا حقائق هذه البردية فى مقالة سابقة ( راجع شكوك حول بردية وستكار ) । و عندما تعثرت مصر مرة أخرى فى عصر الإنتقال الثانى تدهورت جبانة الجيزة أكثر مما سبق و من جهة أخرى نجد أدبيات عصر الإنتقال الثانى إستمرت فى نشر الفكرة الشعبية القديمة حول ( خوفو ) مما زاد من تجاهل المصريين تجاه الجبانة
( جبانة الجيزة منذ نهاية عصر الدولة القديمة و حتى نهاية عصر الإنتقال الثانى )
......مما لاشك فيه أن الجيزة لم تعد جبانة ملكية بعد عصر الملك ( منكاورع ) حتى و إن إستمر كبار رجال الدولة و ا لكهنة المكلفون بإقامة الطقوس الجنزية لصالح ملوكها يدفنون فيها خلال عصر الأسرتين الخامسة و السادسة ، و مع انهيار السلطة الملكية و بداية عصر الإنتقال الأول تعرضت هذه الجبانة للنهب و الإعتداء ، فهناك مقابر تؤرخ بعصر الدولة القديمة أعيد إستخدامها فى عصر الإنتقال الأول ، و انتشرت المدافن الفقيرة فى الجبانة حيث لم يتردد أصحاب هذه المدافن فى نزع كتل حجرية من مقابر أقدم زمنيا ، كما شيد البعض الآخر مقابر فقيرة فى مقتنياتها فوق مقابر أخرى تنتمى للدولة القديمة إستخدم فيها كذلك عناصر من تلك المدافن القديمة ، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد ، بل أن الشواهد الأثرية ترجح سرقة المقابر الملكية نفسها خلال عصر الإنتقال الأول و كذلك إنتزاع بعض أحجار الكساء الهرمى و سرقة المعابد الهرمية و تماثيل الملوك ...... و لا ينبغى أن نتجاهل حقيقة أن الوقائع السالف ذكرها جاءت كنتاج طبيعى لبداية هجر الموقع من جانب الكهنة الجنزيين مع نهاية عصر الأسرة السادسة ، الأمر الذى يعنى أن الدولة لم تعد قادرة دينيا على إتمام مفهوم ( عبادة الأسلاف ) و ذلك لعجزها الإقتصادى الواضح المتمثل فى عدم سيطرتها على مواردها الإقتصادية فى تلك الفترة । و لم تشهد جبانة الجيزة أى تغيير إيجابى خلال عصر الدولة الوسطى ، بل أصبحت جبانة ( ميتة ) فلم نعثر فيها على أى شواهد مادية تشير لإعادة إستخدامها كموضع دفن عند إعادة توحيد مصر و إستباب الأمن فى البلاد مما يشير إلى أنها لم تكن مسرحا لأى عبادة دينية فى ذلك العصر । ومن جانب آخر يرى البعض من الدارسين أن ملوك الدولة الوسطى ساهموا فى تدمير الجبانة بعدما قاموا بإستخدام منشآت الجيزة كمحاجر و كمصدر غنى بالأحجار الجاهزة للبناء ، و خاصة بعدما عثرنا على بعض أحجار من هرمى و معبدى الملكين ( خوفو ) و ( خع إف رع ) فى حشو هرم الملك ( أمنمحات الأول ) فى اللشت ، مما يعكس قلة ورع و تقوى من جانب ملوك الأسرة الثانية عشرة تجاه أسلافهم المدفونين فى الجيزة ، حيث إتجهوا إلى جبانة دهشور و أعادوا الإهتمام بها فرمموا المعبد الجنزى للهرم الشمالى للملك ( سنفرو ) و أقاموا أهرامات أو أضرحة تذكارية بجوار هرمه ، و لاغرابة فى ذلك ، فهم عندما بحثوا عن ملك يجعلونه القدوة و المثل الطيب الذى يستمدون منه شرعيتهم ، لم يكن هذا الملك هو ( خوفو ) أو ( خع إف رع ) ، بل إتجهت الأنظار إلى ملك كان لايزال يتمتع بسمعة طيبة بين الشعب و هو الملك ( سنفرو ) و خاصة إذا ماوضعنا فى الإعتبار أن الصورة الشعبية التى نسجت حول ملوك الجيزة - و بالتحديد خوفو - فى عصرى الإنتقال الأول و الدولة الوسطى كانت سلبية الى حد كبير ، وهو مانعكس بشكل واضح فى بردية و ستكار التى يظهر فيها الملك ( خوفو ) غير مبالى بقيمة الإنسان و ذلك عندما رفض الساحر ( جدى ) بأدب طلب الملك الذى كان يريد قطع رأس أسير من أجل إظهار قدرات ( جدى ) السحرية ، كما أن البردية ذاتها توضح أن نسل الملك خوفو سينقطع و يتلاشى و أن الملوك الذين سيحكمون مصر فيما بعد منحدرون من نسل إله الشمس ( رع ) مباشرة و جدير بالذكر اننا تناولنا حقائق هذه البردية فى مقالة سابقة ( راجع شكوك حول بردية وستكار ) । و عندما تعثرت مصر مرة أخرى فى عصر الإنتقال الثانى تدهورت جبانة الجيزة أكثر مما سبق و من جهة أخرى نجد أدبيات عصر الإنتقال الثانى إستمرت فى نشر الفكرة الشعبية القديمة حول ( خوفو ) مما زاد من تجاهل المصريين تجاه الجبانة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق