الأحد، 2 أكتوبر 2011

الصراع بين العسكريين و كهنة طيبة قبل عصر العمارنة

بسم الله الرحمن الرحيم

-الصراع بين العسكريين و كهنة طيبة قبل عصر العمارنة- ........................................................................................................................من المسلم به لدى كثير من المؤرخين ، حدوث صراع بين كبار كهنة الإله آمون و بين بعض ملوك النصف الأول لعصر الأسرة الثامنة عشرة أى قبل عصر العمارنة . غير أننا لانسلم بهذه الفكرة الشائعة ، و نرى أنها لاتستقيم و لاتتناسب مع الروح التى كانت سائدة فى عصر هذه الأسرة ، فالأمر يستقيم أكثر عندما نعي أن ذلك الصراع لم يكن بين ملوك طيبة و كهنة آمون قبل عصر العمارنة ، بل كان صراعا بين كهنة آمون و ضباط الجيش المصرى ، حيث ترجح البراهين الحالية أن بوادر ظهور و تطور الطبقة العسكرية الجديدة ، إنما يرجع الى بدايات عصر الأسرة الثامنة عشرة ، بعد أن أصبحت لتلك الطبقة مصالح إقتصادية و سياسية جديدة يحتمل تعارضها مع مصالح الطبقات الأخرى ، و خاصة كهنة آمون . و مما لاشك فيه أن ضباط الجيش المصرى اعتبروا قيام الإمبراطورية المصرية قد تكون بفضلهم و مجهوداتهم العسكرية فى حين رأى كهنة آمون أن تلك الإنتصارات لم تكن لتتحقق لولا تأييد و مؤازرة ربهم لحملات الملوك العسكرية مما جعل هناك خصومة أيدولوجية بين الجانبين تخفى وراءها الصراع الحقيقى بينهما ، و الذى يتمثل فى الحصول على الحظوة لدى ملوك تلك الفترة ، و التمتع بالمراكز الرئيسية فى إدارة الدولة و المعابد ، مما كان يعنى السيطرة على الحياة الإقتصادية و السياسية و الدينية فى مصر و هو الصراع الذى انتهى لصالح طبقة العسكريين بوصول الضابط ( حور محب ) الى عرش البلاد بعد أزمة العمارنة و كذلك فى بداية عصر الرعامسة . ومن هنا نرى أنه ينبغى لنا أن نشير الى أن تحول الملك ( إخناتون ) للديانة الآتونية الشمسية إنما يعود لأسباب أخرى ليس لها صلة بمفهوم الخصومة بين الملك و أسلافه وبين أنصار المعبود آمون و إنما ينبغى لنا أن نبحث عن دوافع أخرى لهذا التحول تجاه الديانة الآتونية على حساب عقيدة آمون بعيدا عن مناقشة فكرة الإتجاه المتزايد لنفوذ هؤلاء الكهنة و الذى كان يمثل تهديد للبيت المالك ، و البراهين التى تدعم هذه الحقيقة هى 1- كل واردات معابد آمون لم تكن منفصلة عن إدارة القصر الملكى قبل عصر العمارنة و انما كانت تخضع لرقابة كبار ضباط الجيش المصرى 2- لم يكن لكهنة آمون حق التصرف الحر فى هذه المخصصات إلا فى حدود ماأقرته السلطة الملكية تجاههم 3- لم تكن واردات و هبات معابد آمون تتعدى خمسة بالمائة من خزينة القصر الملكى قبل عصر العمارنة 4- لم يكن لكبير كهنة آمون الحق فى تفسير وحى الإله آمون فى حضور الملك داخل المعبد و انما كان ذلك حكرا على السلطة الملكية و فى حالة غيابه يحل محله كبير كهنة آمون الذى يفسر و حى المعبود بما لايتعارض مع الرغبة الملكية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق