بسم الله الرحمن الرحيم
( ماهية المعتقد الدينى )
........................................... إتجهت آراء علماء الأديان و الأنثروبولوجى فى الآونة الأخيرة نحو تحديد معنى المعتقد الدينى بعد دراسة عميقة فى تاريخ الأديان الإنسانية و أدركوا أن المعتقد الدينى يتكون بعد مواجهة بين ( الإنسان ) و ( كائن علوى مقدس ) يسكن فى ( عالم ماورائى غير منظور ) ، و تتمثل هذه المواجهة فى تأمل الإنسان لما يحدث حوله من ظواهر و أحداث طبيعية و كونية و تاريخية ، و ما أن يتم هذا التأمل و الإدراك لوجود ( كائن فائق متعالى ) فى أعماق النفس الإنسانية ، يتدخل عقل الإنسان من أجل صياغة و تكوين مفاهيم من شأنها أن تضع هذه ( التجربة الداخلية ) فى ( العالم الخارجى ) و يتم تشكيل ( المقدس المطلق ) فى ذلك العالم ، و عند ظهور ذلك المقدس فى عالمنا الخارجى ، يبدأ الإنسان فى الإتجاه نحوه و تتكون الصيغ الأولى للمعتقد الدينى حول ذلك المقدس ، و هنا ندخل نحو ذلك الهيكل الكبير الذى ندعوه بإسم ( الدين ) .
و المعتقد الدينى هو شأن جمعى بالضرورة ، فهو يتشكل من خلال ( عقول الجماعة ) ، فتعمل على صياغته الأولى ، كما تعمل الأجيال اللاحقة على صقله و تطويره ، إلا أن أهل الحضارات القديمة لم يشيروا أبدا إلى هوية الأشخاص الذين أخذوا منهم معتقداتهم ، فشعوب مصر و سومر و كنعان و اليونان لم تذكر لنا شيئا عن صدور معتقداتها الدينية عن كاهن أو عراف أو متنبىء من أى نوع . و لم يفكر أهل هذه الحضارات فى البحث عن مصدر هذه المعتقدات الدينية لأنها تعكس ( حقائق أزلية ) لا يجوز مناقشتها ، فإذا كان لابد من تصور وجود بداية لهذه المعتقدات ، فهنا يتدخل ( عقل الجماعة ) و يضع هذه البدايات فى ( زمن أسطورى أزلى ) سابق لظهور الإنسان نفسه . و كما أوضحنا ، إن المعتقد الدينى ينبغى أن يكون جمعى لسببين : 1 - من غير الممكن أن يقوم كل فرد من أفراد الجماعة بصياغة و تشكيل معتقد خاص به بما يستدعى ذلك من سلوك و أفعال سوف تتضارب حتما مع مايبادر به الآخرون . 2 - أن دوام و إستمرار أى معتقد يتطلب إيمان عدد كبير من الأفراد به و إلا إندثر و فقد تأثيره حتى فى نفس صاحبه ، ومن هنا نفهم لماذا يسعى مؤسسوا الأديان و أصحاب الفلسفات الكبرى إلى التبشير بأفكارهم بين الناس و حثهم على إعتناقها ، ذلك أنهم يجدون فى هذا السعى ضمانتهم الوحيدة لحياة معتقداتهم و إستمرارها .
و هذا مايقودنا إلى إقرار حقيقة ثابتة : و هى أن ( الآلهة ) التى تظهر فى ( المعتقدات الدينية ) للحضارات المختلفة هى فى حاجة إلى البشر تماما كحاجة البشر إليها ، فآلهة الإنسان القديم كانت تستمد حياتها من الناس الذين يحملون أفكارهم عنها ، كما كان الناس يستمدون منها طاقة روحية تعينهم على الإستمرار فى الحياة ، فما تحتاجه الآلهة أولا من الناس هو الأفكار ، أى أفكار البشر عنها ، ثم تأتى العبادات و الطقوس فى المرتبة الثانية لكى تؤكد كل الأفكار و المفاهيم التى تخص هذه الآلهة التى تظهر من خلالها .
يتألف المعتقد الدينى من عدد من الأفكار الواضحة المباشرة و تعمل هذه الأفكار على رسم ( صورة ذهنية لعالم المقدسات ) و توضح الصلة بينه و بين ( عالم الإنسان ) و غالبا ماتصاغ هذه الأفكار فى شكل تراتيل و صلوات و أناشيد تعكس الصورة الحقيقية لذلك ( المقدس ) و يعمل أصحابه على نشره و ذيوعه بين الجميع حتى يجتذب أكبر عدد ممكن الأتباع . ( المقال القادم عن ماهية الطقس الدينى )
( ماهية المعتقد الدينى )
........................................... إتجهت آراء علماء الأديان و الأنثروبولوجى فى الآونة الأخيرة نحو تحديد معنى المعتقد الدينى بعد دراسة عميقة فى تاريخ الأديان الإنسانية و أدركوا أن المعتقد الدينى يتكون بعد مواجهة بين ( الإنسان ) و ( كائن علوى مقدس ) يسكن فى ( عالم ماورائى غير منظور ) ، و تتمثل هذه المواجهة فى تأمل الإنسان لما يحدث حوله من ظواهر و أحداث طبيعية و كونية و تاريخية ، و ما أن يتم هذا التأمل و الإدراك لوجود ( كائن فائق متعالى ) فى أعماق النفس الإنسانية ، يتدخل عقل الإنسان من أجل صياغة و تكوين مفاهيم من شأنها أن تضع هذه ( التجربة الداخلية ) فى ( العالم الخارجى ) و يتم تشكيل ( المقدس المطلق ) فى ذلك العالم ، و عند ظهور ذلك المقدس فى عالمنا الخارجى ، يبدأ الإنسان فى الإتجاه نحوه و تتكون الصيغ الأولى للمعتقد الدينى حول ذلك المقدس ، و هنا ندخل نحو ذلك الهيكل الكبير الذى ندعوه بإسم ( الدين ) .
و المعتقد الدينى هو شأن جمعى بالضرورة ، فهو يتشكل من خلال ( عقول الجماعة ) ، فتعمل على صياغته الأولى ، كما تعمل الأجيال اللاحقة على صقله و تطويره ، إلا أن أهل الحضارات القديمة لم يشيروا أبدا إلى هوية الأشخاص الذين أخذوا منهم معتقداتهم ، فشعوب مصر و سومر و كنعان و اليونان لم تذكر لنا شيئا عن صدور معتقداتها الدينية عن كاهن أو عراف أو متنبىء من أى نوع . و لم يفكر أهل هذه الحضارات فى البحث عن مصدر هذه المعتقدات الدينية لأنها تعكس ( حقائق أزلية ) لا يجوز مناقشتها ، فإذا كان لابد من تصور وجود بداية لهذه المعتقدات ، فهنا يتدخل ( عقل الجماعة ) و يضع هذه البدايات فى ( زمن أسطورى أزلى ) سابق لظهور الإنسان نفسه . و كما أوضحنا ، إن المعتقد الدينى ينبغى أن يكون جمعى لسببين : 1 - من غير الممكن أن يقوم كل فرد من أفراد الجماعة بصياغة و تشكيل معتقد خاص به بما يستدعى ذلك من سلوك و أفعال سوف تتضارب حتما مع مايبادر به الآخرون . 2 - أن دوام و إستمرار أى معتقد يتطلب إيمان عدد كبير من الأفراد به و إلا إندثر و فقد تأثيره حتى فى نفس صاحبه ، ومن هنا نفهم لماذا يسعى مؤسسوا الأديان و أصحاب الفلسفات الكبرى إلى التبشير بأفكارهم بين الناس و حثهم على إعتناقها ، ذلك أنهم يجدون فى هذا السعى ضمانتهم الوحيدة لحياة معتقداتهم و إستمرارها .
و هذا مايقودنا إلى إقرار حقيقة ثابتة : و هى أن ( الآلهة ) التى تظهر فى ( المعتقدات الدينية ) للحضارات المختلفة هى فى حاجة إلى البشر تماما كحاجة البشر إليها ، فآلهة الإنسان القديم كانت تستمد حياتها من الناس الذين يحملون أفكارهم عنها ، كما كان الناس يستمدون منها طاقة روحية تعينهم على الإستمرار فى الحياة ، فما تحتاجه الآلهة أولا من الناس هو الأفكار ، أى أفكار البشر عنها ، ثم تأتى العبادات و الطقوس فى المرتبة الثانية لكى تؤكد كل الأفكار و المفاهيم التى تخص هذه الآلهة التى تظهر من خلالها .
يتألف المعتقد الدينى من عدد من الأفكار الواضحة المباشرة و تعمل هذه الأفكار على رسم ( صورة ذهنية لعالم المقدسات ) و توضح الصلة بينه و بين ( عالم الإنسان ) و غالبا ماتصاغ هذه الأفكار فى شكل تراتيل و صلوات و أناشيد تعكس الصورة الحقيقية لذلك ( المقدس ) و يعمل أصحابه على نشره و ذيوعه بين الجميع حتى يجتذب أكبر عدد ممكن الأتباع . ( المقال القادم عن ماهية الطقس الدينى )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق