بسم الله الرحمن الرحيم
شكوك حول بردية وستكار
( شكوك حول بردية وستكار )................................. من الواضح أن بردية وستكار هى قصة يفترض أنها تتم فى حضور الملك ( خوفو ) وهى تحكى أن ( خوفو ) سمع عن ساحر يدعى ( جدى ) له القدرة على الإتيان بالخوارق و الإطلاع على المستقبل و أنه قد إستطاع بسحره أن يربط رقبة أوزة قام هو بقطعها ، إلا أنه رفض أن يقيم هذه التجربة على بشر عندما طلب منه الملك ذلك . ثم تنتقل القصة إلى أهم فقراتها التى تتحدث عن طلب الملك ( خوفو ) الذى وجهه إلى ( جدى ) حول رغبته فى بناء مقبرة ملكية تشابه فى تصميمها المعمارى مقبرة أو معبد الإله ( جحوتى ) ، و انه يريد الوصول إلى حقيقة تخطيطها المعمارى ، و هنا يعتذر الساحر للملك بأن ذلك الطلب لن يتحقق إلا فى عصر ثلاث ملوك ستلدهم إمرأة تدعى ( رود جدت ) هى زوجة كبير كهنة الشمس ( رع ) و انهم سينحدرون من صلب إله الشمس نفسه الذى سيتقمص شخصية زوج ( رود جدت ) و يضع بذرته الإلهية فى رحمها و هنا يقلق ( خوفو ) فيسارع ( جدى ) لكى يطمئنه بأن ذلك لن يحدث بعد وفاته و إنما سيتولى إبن ( خوفو ) العرش ثم يأتى حفيده كحاكم ثم ييتولى زمام الملكية واحد من أبناء إله الشمس ( رع ) . و ينبغى لنا أن نشير إلى مجموعة من الحقائق تحول دون التسليم المطلق لما ورد فى بردية وستكار وهى : 1 - لم تسجل هذه البردية فى عصر الدولة القديمة فأسلوبها اللغوى يشير إلى كتابتها فى عصر الدولة الوسطى إلا أن أقدم نسخة معروفة ترجع لنهاية عصر الإنتقال الثانى ( الأسرة السابعة عشرة ) مما يعنى أنها نقلت من نسخة أقدم زمنيا و ذلك يدل على ضرورة توخى الحذر فى قبول ماورد فيها من إشارات لاترقى لأن تكون حقائق تاريخية. 2 - أكدت حفائر دكتور ( طارق العوضى ) فى أبو صير أن ملوك الأسرة الخامسة كانوا منحدرين من ملوك الأسرة الرابعة و أن ألملك ( شبسسكاف ) - آخر ملوك الأسرة الرابعة كان أخا للملك ( اوسركاف ) - أول ملوك الأسرة الخامسة مما يعنى وجود تواصل عائلى بين الأسرتين الرابعة و الخامسة وهو مايناقض الفكرة التى ورد ذكرها فى بردية وستكار . 3 - لم تظهر أى ملكة فى الأسرة الرابعة أو الخامسة بإسم ( رود جدت ) على الآثار المصرية ، و هى التى أشارت لها البردية كأم لأول ثلاث ملوك من الأسرة الخامسة ، فالملكة المعروفة لدينا من خلال وثائق تلك الفترة هى ( خنت كاوس ) المدفونة فى الجيزة بجوار هرم ( منكاورع ) و لايمكن أن تكون هى ( رود جدت ) التى ورد إسمها فى بردية وستكار ، ف(خنت كاوس ) كانت بنت ملك و زوجة ملك و أم لملكين حكما مصر بينما ( رود جدت ) لم تنحدر من أصل ملكى مثلما تشير البردية . 4 - كبير كهنة الشمس طوال عصر الأسرة الرابعة هو إبن الملك و هو ماأكدته ألقاب الأمراء الملكيين المسجلة على آثارهم و ذلك يخالف ماورد ذكره فى بردية وستكار التى تشير إلى كبير كهنة الشمس بوصفه شخص من منشأ غير ملكى . 5 - جميع أسماء السحرة ( و حتى الساحر جدى ) الذين أشارت إليهم البردية لم تكن سوى أسماء شائعة فى عصر الدولة الوسطى و الحديثة و لم تظهر أبدا مثل هذه الأسماء خلال عصر الدولة القديمة . 6 - يظهر ( خوفو ) فى القصة محاطا بأبنائه حيث يقص كل إبن منهم على ابيه حكاية وقعت فى عصر سالف الأمر الذى يعنى أن ( خوفو ) كان متقدما فى السن و قبل أن يشيد مقبرته الهرمية مما جعل القلق يستولى عليه فكان ذلك هو الدافع وراء بحثه عن تصميم مقبرة الإله ( جحوتى ) لكى يجعل مقبرته مماثلة فى تصميمها لمقبرة ذلك المعبود و هو أمر يتناقض مع هو معروف من وثائق ذلك العصر التى تظهر بوضوح أن الملك فى عصر الدولة القديمة يبدأ فى تشييد هرمه فى العام الأول من حكمه و لا ينتظر كل ذلك الوقت الذى أشارت له البردية . 7 - كل ماورد فى القصة من أفكار حضارية هى من نبت عصر الدولة الوسطى التى أكدت نصوصها على أن إله الشمس ( رع ) يختار الملك و هو فى بطن أمه كإبن له من بين ملايين الناس و انه ليس من الضرورى ان يكون ذلك الملك منحدر من عائلة ملكية مما يعكس أن هذه القصة لاتشير من قريب و لا بعيد لأى أحداث تاريخية و قعت فى عصر الدولة القديمة
شكوك حول بردية وستكار
( شكوك حول بردية وستكار )................................. من الواضح أن بردية وستكار هى قصة يفترض أنها تتم فى حضور الملك ( خوفو ) وهى تحكى أن ( خوفو ) سمع عن ساحر يدعى ( جدى ) له القدرة على الإتيان بالخوارق و الإطلاع على المستقبل و أنه قد إستطاع بسحره أن يربط رقبة أوزة قام هو بقطعها ، إلا أنه رفض أن يقيم هذه التجربة على بشر عندما طلب منه الملك ذلك . ثم تنتقل القصة إلى أهم فقراتها التى تتحدث عن طلب الملك ( خوفو ) الذى وجهه إلى ( جدى ) حول رغبته فى بناء مقبرة ملكية تشابه فى تصميمها المعمارى مقبرة أو معبد الإله ( جحوتى ) ، و انه يريد الوصول إلى حقيقة تخطيطها المعمارى ، و هنا يعتذر الساحر للملك بأن ذلك الطلب لن يتحقق إلا فى عصر ثلاث ملوك ستلدهم إمرأة تدعى ( رود جدت ) هى زوجة كبير كهنة الشمس ( رع ) و انهم سينحدرون من صلب إله الشمس نفسه الذى سيتقمص شخصية زوج ( رود جدت ) و يضع بذرته الإلهية فى رحمها و هنا يقلق ( خوفو ) فيسارع ( جدى ) لكى يطمئنه بأن ذلك لن يحدث بعد وفاته و إنما سيتولى إبن ( خوفو ) العرش ثم يأتى حفيده كحاكم ثم ييتولى زمام الملكية واحد من أبناء إله الشمس ( رع ) . و ينبغى لنا أن نشير إلى مجموعة من الحقائق تحول دون التسليم المطلق لما ورد فى بردية وستكار وهى : 1 - لم تسجل هذه البردية فى عصر الدولة القديمة فأسلوبها اللغوى يشير إلى كتابتها فى عصر الدولة الوسطى إلا أن أقدم نسخة معروفة ترجع لنهاية عصر الإنتقال الثانى ( الأسرة السابعة عشرة ) مما يعنى أنها نقلت من نسخة أقدم زمنيا و ذلك يدل على ضرورة توخى الحذر فى قبول ماورد فيها من إشارات لاترقى لأن تكون حقائق تاريخية. 2 - أكدت حفائر دكتور ( طارق العوضى ) فى أبو صير أن ملوك الأسرة الخامسة كانوا منحدرين من ملوك الأسرة الرابعة و أن ألملك ( شبسسكاف ) - آخر ملوك الأسرة الرابعة كان أخا للملك ( اوسركاف ) - أول ملوك الأسرة الخامسة مما يعنى وجود تواصل عائلى بين الأسرتين الرابعة و الخامسة وهو مايناقض الفكرة التى ورد ذكرها فى بردية وستكار . 3 - لم تظهر أى ملكة فى الأسرة الرابعة أو الخامسة بإسم ( رود جدت ) على الآثار المصرية ، و هى التى أشارت لها البردية كأم لأول ثلاث ملوك من الأسرة الخامسة ، فالملكة المعروفة لدينا من خلال وثائق تلك الفترة هى ( خنت كاوس ) المدفونة فى الجيزة بجوار هرم ( منكاورع ) و لايمكن أن تكون هى ( رود جدت ) التى ورد إسمها فى بردية وستكار ، ف(خنت كاوس ) كانت بنت ملك و زوجة ملك و أم لملكين حكما مصر بينما ( رود جدت ) لم تنحدر من أصل ملكى مثلما تشير البردية . 4 - كبير كهنة الشمس طوال عصر الأسرة الرابعة هو إبن الملك و هو ماأكدته ألقاب الأمراء الملكيين المسجلة على آثارهم و ذلك يخالف ماورد ذكره فى بردية وستكار التى تشير إلى كبير كهنة الشمس بوصفه شخص من منشأ غير ملكى . 5 - جميع أسماء السحرة ( و حتى الساحر جدى ) الذين أشارت إليهم البردية لم تكن سوى أسماء شائعة فى عصر الدولة الوسطى و الحديثة و لم تظهر أبدا مثل هذه الأسماء خلال عصر الدولة القديمة . 6 - يظهر ( خوفو ) فى القصة محاطا بأبنائه حيث يقص كل إبن منهم على ابيه حكاية وقعت فى عصر سالف الأمر الذى يعنى أن ( خوفو ) كان متقدما فى السن و قبل أن يشيد مقبرته الهرمية مما جعل القلق يستولى عليه فكان ذلك هو الدافع وراء بحثه عن تصميم مقبرة الإله ( جحوتى ) لكى يجعل مقبرته مماثلة فى تصميمها لمقبرة ذلك المعبود و هو أمر يتناقض مع هو معروف من وثائق ذلك العصر التى تظهر بوضوح أن الملك فى عصر الدولة القديمة يبدأ فى تشييد هرمه فى العام الأول من حكمه و لا ينتظر كل ذلك الوقت الذى أشارت له البردية . 7 - كل ماورد فى القصة من أفكار حضارية هى من نبت عصر الدولة الوسطى التى أكدت نصوصها على أن إله الشمس ( رع ) يختار الملك و هو فى بطن أمه كإبن له من بين ملايين الناس و انه ليس من الضرورى ان يكون ذلك الملك منحدر من عائلة ملكية مما يعكس أن هذه القصة لاتشير من قريب و لا بعيد لأى أحداث تاريخية و قعت فى عصر الدولة القديمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق