الخميس، 6 أكتوبر 2011

الجزء الثالث لمقال - حور إم آخت فى الجيزة منذ عصر الدولة القديمة و حتى نهاية عصر الدولة الحديثة

بسم الله الرحمن الرحيم

( الجزء الثالث لمقال - حور إم آخت فى الجيزة منذ عصر الدولة القديمة و حتى نهاية عصر الدولة الحديثة )

............................ حاول الدارس من خلال المعطيات الأثرية السالف ذكرها فى الجزئين الأول و الثانى من هذا المقال أن يرصد التغيرات الدينية الطارئة على تمثال أبى الهول بداية من عصر الدولة القديمة و حتى عصر الدولة الحديثة منتهيا إلى نتائج هامة و هى : 1 - تحول صخرة الجيزة من رمز ملكى الى معبود شمسى ( حور إم آخت ) . 2 - و جود طقم كهنوتى جديد فى بدايات عصر الدولة الحديثة دفع الملوك إلى تقديس صخرة الجيزة و الإشراف على شعائر المكان . 3 - بداية وجود إرتباط دينى طقسى بين التمثال و المعبد الواقع أمامه فى بدايات عصر الدولة الحديثة و لاسيما بعد تحول التمثال الى رمز شمسى .......................... و عندما إتحد الأسد الملكى بحورس الشمسى فى هذه الصيغة الدينية الجديدة بدأت تظهر هيئة حور إم آخت على اللوحات الملكية فى بدايات عصر الدولة الحديثة بطريقة تخالف الصورة الواقعية للتمثال و هى : الصقر ذو الجسد المغطى بالريش مصحوبا بإسم ( حور إم آخت ) ، و هو مالاعلاقة له بالواقع . و لاريب أن كهنة الشمس فى هليوبوليس هم الذين اعادوا إحياء و تجديد التيار الدينى الشمسى فى بدايات عصر الدولة الحديثة و اختاروا صخرة الجيزة لتحقيق غرضهم فما كان من ملوك الأسرة الثامنة عشرة إلا أن زعموا بنوتهم لهذا المعبود كما عبروا عن ذلك صراحة فى لوحاتهم الملكية و يرى البعض أن الملك ( أمنحتب الثانى ) و ضع تمثاله الملكى بين قدمى أبى الهول لكى يؤكد على الدور الدينى الجديد لأبى الهول بوصفه حاميا للملك و هو مالم يظهر قبل ذلك العصر ثم جاء الملك ( تحتمس الرابع ) و استبدل التمثال بلوحته الشهيرة الموضوعة فى نفس المكان .............. و فى واقع الأمر أن اللوحات الملكية التى وضعها ملوك الأسرة الثامنة عشرة فى هذا المكان كانت على درجة عالية جدا من الأهمية لأنها أماطت اللثام عن وجود إرتباط دينى قوى بين المعبود الكنعانى ( حورون ) و ( حور إم آخت ) مما دفع بعض علماء المصريات أن يتسائلوا عن سبب وجود ( حورون ) فى جبانة الجيزة بل وإتحاده ب (حور إم آخت ) ؟ مما لاشك فيه أن المعبود الكنعانى ( حورون ) إستقر فى البلاد و لأول مرة فى الإقليم المنفى و لاغرابة فى ذلك فلقد دخل مصر عدد كبير من الجاليات الكنعانية و السورية مع حروب ( تحوتمس الثالث ) و ( أمنحوتب الثانى ) واستقروا بصفة خاصة حول منف واصطحب هؤلاء معبودهم معهم ، و مالبث هذا الإله الكنعانى أن تشبه بالإله المصرى ( حور إم آخت ) و من هنا يمكن القول أن ( حورون ) إندمج مع ( حور إم آخت ) حتى فقد كل سماته الخاصة به و استعار صفات ( حور إم آخت ) لدرجة أنه يصعب علينا تبين سمات و وظائف ذلك المعبود الكنعانى لأنه فقد شخصيته الأصلية منذ البداية و لايظهر إلا فى سمات ( حور إم آخت ) ، و لم يكن ذلك سوى تأثير مصرى آخر من كهنة الشمس و كهنة منف لإعطاء صبعة مصرية قوية لذلك المعبود الأجنبى فلا تقبل عبادته إلا فى هيئة و صفات مصرية ............. إلا أنه و منذ عصر ( تحتمس الثالث ) سعى أنصار المعبود الشمسى فى هليوبوليس نحو إدماج ( حور إم آخت ) مع معبود شمسى آخر قديم و هو ( رع حور آختى ) حيث ورد ذكره فى نصوص الأهرام منذ عصر الدولة القديمة و لذلك أصبح إسم ( رع حور آختى ) فى ذلك الموقع يشير دائما إلى أبى الهول إلا أننا يجب أن نذكر بأمر هام و هو : أن هذا الإندماج لايشير إلى إلهين منفصلين و لكن يشكل كينونة إلهية واحدة ، فما هى الدوافع التى جعلت أتباع الشمس فى عصر ( تحتمس الثالث ) أن يقدموا على هذه الخطوة ؟ ...................... تتمثل أهمية ( رع حور آختى ) فى مغزى إسمه الذى يعنى : ( رع ) هو صقر الأفقين الشرقى و الغربى مما يعكس حركة إله الشمس ( رع ) فى هيئة ( الصقر ) من الأفق الشرقى و حتى الأفق الغربى محققا بذلك دورة شمسية كاملة و من هنا يصبح ( حور إم آخت ) بنفس الوظيفة و نفس القدرة و لايكتفى فقط بمفهوم ( الصقر الشمسى الساكن فى الأفق ) و إنما هو أيضا الصقر المتحرك منذ الصباح الباكر و حتى الغروب . ( انتهى الجزء الثالث و يليه الجزء الرابع إن شاء الله قريبا )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق