الأحد، 2 أكتوبر 2011

طيبة أم منف ... أيهما عاصمة مصر منذ بداية عصر الدولة الحديثة و حتى عصر الملك امنحتب الثالث .... ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

( طيبة أم منف ... أيهما عاصمة مصر منذ بداية عصر الدولة الحديثة و حتى عصر الملك امنحتب الثالث .... ؟ )


................... تقدم مجموعة كبيرة من المؤلفات فكرة ان طيبة كانت هى العاصمة الفعلية للبلاد منذ بدايات الأسرة الثامنة عشرة و حتى عصر الملك امنحتب الثالث ، و على ذلك ، يتم تفسير بعض الأحداث التاريخية بوجهة خاصة : فإذا كان ( امنحتب الثالث ) قد أمر بتشييد قصر ( ملقطة ) الملكى على البر الغربى لمدينة طيبة ، فقد فعل ذلك لكى يتحرر بعض الشىء من سطوة كهنة آمون بأن يبتعد عن مركز نفوذهم؟ و لنتذكر أن قصر ( ملقطة ) قد نظر اليه البعض لفترة طويلة على أنه المقر الرسمى الدائم لأمنحتب الثالث ! و إذا إتجه أمنحتب الرابع ( إخناتون ) ناحية الشمال ليؤسس ( آخت آتون = تل العمارنة ) ، فمن الواضح أنه كان يرمى إلى زيادة المسافة بين عقيدته الجديدة و السياسة الآمونية المنبوذة !! ........... إلا أن هناك مجموعة من الأمور المثبتة أثريا تحول دون التسليم بالنتيجة السابقة وهى : 1 - تتفق جميع المصادر على أن تعريف واضح و محدد لمفهوم العاصمة حيث يرتبط مكان وجودها بمقر السلطات الإدارية الكبرى للدولة ، و هو ماتوفر لمنف أكثر من نظيرتها طيبة فى ذلك العصر . 2 - بالرغم من عدم وجود نص واضح و مباشر يعلن بوضوح إستقرار الملوك الدائم فى منف ، إلا أن الشواهد الأثرية التى تنتمى لذلك العصر تشير إلى ولادتهم و تنشئتهم فى الصغر فى قصور منف الملكية . 3 - أكدت السيرة الذاتية لكبار رجال الدولة فى طيبة المنقوشة على جدران مقابرهم على ذهاب الملوك إلى مدينة طيبة مرتين فى السنة ، المرة الأولى بمناسبة عيد ( الأوبت ) ، و الثانية فى عيد ( الوادى ) ، بما يعكس أن الملوك كانوا لا ينتقلون إلى طيبة إلا فى مناسبات دينية هامة قصيرة الأجل . 4 - ظهرت فى تلك الفترة الجعارين التذكارية التى سجلت عليها أهم أعمال الملوك و أنشطتهم ، و كانت توضح المآثر الرياضية و فنون الصيد التى كان يقوم بها بعض الملوك . و من هنا نجد جميع نصوص هذه الجعارين تشير إلى إنتقال الملك من قصره و حتى منطقة الصيد فى ( ليلة واحدة ) ، الأمر الذى يعنى انهم لم ينتقلوا من طيبة بكل تأكيد و إلا إستغرقت الرحلة أكثر من ليلة واحدة ................ و لكن ينبغى لنا أن نوضح أمر هام : إن محاولة إعطاء منف حقها من التكريم الذى فقدته فى مؤلفات الكثير من المتخصصين ، لا يقلل شيئا من الأهمية الحقيقية لمدينة طيبة ، فالأعياد و الطقوس الدينية التى كانت تقام فيها ، تفوقت فى شهرتها على نظائرها فى اى مدينة أخرى و لاشك أن الهالة التى كانت تحيط ب( آمون ) طيبة و الهيبة التى أضفاها أنصاره على المدينة ذاتها لعبتا دورا دينيا لا يستهان به ، فالأيدولوجية الآمونية أضفت على طيبة قدر كبير من الإشعاع الدينى البارز مما جعل النظام الملكى يستمد منه مادته الأسطورية ، ألم يقدم كتابى ( الإيمى دوات ) و ( إبتهالات رع ) وعدا للملوك بآخرة طيبة لهم ؟ ألم تقام طقوس فى ( آخ منو معبد الكرنك ) تهدف إلى ( عبادة الملوك الأسلاف ) و إحيائهم عن طريق ( آمون طيبة ) للأبد ؟ و هل إستطاع أتباع المعبود ( بتاح ) فى منف أن ينسبوا لربهم ما نسبه أنصار ( آمون ) لمعبودهم ؟ ألم يكن ذلك سببا كافيا لهؤلاء الملوك لكى يدفنوا فى طيبة ؟ و لذلك ظلت طيبة هى مقر الدفن الفعلى لملوك الدولة الحديثة بينما ظلت منف مقر الإقامة الملكية الدائم قبل عصر العمارنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق