بسم الله الرحمن الرحيم
( حور إم آخت فى الجيزة منذ عصر الدولة القديمة و حتى نهاية عصر الدولة الحديثة - الجزء الأول )
............................. طرأت الحاجة لكتابة هذا المقال لكى نقوم بتصحيح بعض الأفكار الدينية الخاطئة فيما يتعلق بالمفاهيم الفكرية لصخرة ابى الهول عبر العصور و من هنا أقوم بإهداء هذا المقال لأستاذنا القدير ( عمرو الراجح ) أطال الله فى عمره و وفقه و سدد خطاه । لم تترك لنا و ثائق عصر الدولة القديمة معلومات توضح لنا كيف كان ينظر المصرى القديم لأبى الهول عموما و أبى الهول الجيزة على وجه الخصوص ، حيث أن أقدم الشواهد المؤكدة التى كشفت المغزى الدينى لذلك الأثر تعود لعصر الدولة الحديثة و هو الأمر الذى لم ينتبه إليه عدد كبير من دارسى المصريات فى بادىء الأمر مما أدى إلى سوء فهم و خلط بين المغزى الدينى لأبى الهول فى عصر الدولة الحديثة و المعنى التاريخى المحدد سلفا فى عصر الدولة القديمة ، و لاريب أن الدراسة المتعمقة لمجموع مناظر أبى الهول عبر التاريخ المصرى توضح أنه و قبل كل شىء تجسيد للملك فى شكل أسد ، و لذلك يوجد مجال للإعتقاد بأنهم عندما نحتوا صخرة الجيزة فى شكل أبى الهول ، صوروا فيه صورة الملك ( خع إف رع ) - و لامجال هنا لمناقشة النظرية التى نادى بها ( شتادلمان ) عام 2000 عندما طرح فكرة نحت الصخرة فى عصر الملك ( خوفو ) نظرا للنقد الشديد الذى تعرضت له مما أدى إلى بطلانها - إلا أن أقدم تصوير فنى معروف للأسد الرابض يرجع لعصر الأسرة الأولى حيث ظهرت صورة الأسد ذى الرأسين المتدابرين على البطاقات العاجية لتلك الأسرة مما يرجح ان تلك هى أقدم إشارة لفكرة ( الآقر ) حامى بوابة الأفق و عندما نتحدث عن صخرة الجيزة فإن الملك ( خع إف رع ) إستبدل صورة الأسد الكامل برأس آدمية و جسم أسد لكى ينسب لنفسه الدور الدينى للآقر - حامى بوابة الأفق - فهذا هو التفسير الذى نرتضيه للدور الذى قام به أبو الهول على أيام الأسرة الرابعة ، دون تجاوز المعلومات المتاحة لدينا حتى الآن و يبدو من قبيل التخمين أننا نرجع لهذا العصر عبادة لأبى الهول حيث إعتبره البعض معبودا شمسيا تلقى عبادة منتظمة فى ذلك البناء الشهير الذى يقال عنه ( معبد أبى الهول ) أو ( معبد حور إم آخت ) ...... إلا أنه توجد مجموعة من الحقائق تحول دون التسليم المطلق لهذه الرؤية و هى : 1 - لم يرد لقب ( حور إم آخت ) فى آثار الجيزة التى تنتمى لعصر الأسرة الرابعة مما يجعل فكرة الربط بين ابى الهول و ذلك اللقب ضرب من ضروب الإجتهاد الخاطىء . 2 - لا يوجد اى نص كتابى من مقابر الأفراد فى الجيزة يدل على وجود كهنة لإقامة الطقوس لأبى الهول مما يعنى أن الصخرة موضع النقاش لم تكن محل عبادة طوال عصر الدولة القديمة ، فلم يكن ذلك هو الغرض من نحتها فى البداية . 3 - لم يثبت لدينا حتى الآن وجود علاقة دينية مباشرة بين البناء الذى يقال عنه معبد ( حور إم آخت ) و صخرة أبى الهول فى عصر الدولة القديمة بالرغم من تجاورهما مكانيا . 4 - لم يكن المصرى القديم يعتاد على نحت تمثال فى الهواء الطلق و بهذه الضخامة لكى تقام له شعائر دينية و تقدمات قرابين على الأقل خلال عصر الدولة القديمة ، فتماثيل المعبودات كانت توضع فى أماكن مغلقة و مظلمة داخل المعبد مما يؤكد أن هناك تحول دينى طرأ على معنى التمثال فى العصور اللاحقة . 5 - إذا قبلنا الطرح القائل بأن صخرة أبى الهول هى تجسيد للآقر ، فلاوجود لأى برهان على عبادة الآقر طوال عصر الدولة القديمة فلم يكن له أى طقم كهنوتى معروف ................. وعلى الرغم من عدم وجود ربط دينى بين صخرة أبى الهول و المعبد الواقع أمامه إلا أنه لاينبغى لنا أن ننكر وجود عبادة شمسية محتملة فى ذلك المعبد فى عصر الأسرة الرابعة نظرا للإعتبارات التالية : 1 - يحتوى المعبد على قدسى أقداس أحدهما يقع تجاه الشرق و الآخر يقع قبالة الغرب . 2 - وجود فناء مفتوح محاط بعدد من الأعمدة حيث كانت الأفنية المفتوحة هى سمة المعابد و الطقوس الشمسية . 3 - عدد الأعمدة التى تحيط بالفناء المفتوح يبلغ 24 عمود مما يرجح أن هذه الأعمدة تعبر عن عدد ساعات النهار و الليل الأمر الذى قد يربطها بعبادة شمسية منتظمة فى عصر الأسرة الرابعة ........... نستنتج مما سبق أن ذلك البناء هو أقدم معبد شمسى محتمل يرجع لعصر الأسرة الرابعة و لكن لاوجود لأى دليل يربط العبادة الشمسية بالعبادة الملكية فى تلك المنشأة الأمر الذى يعنى أن صخرة الجيزة كانت منفصلة دينيا فى بادىء الأمر عن تلك المنشأة المعمارية مما يشير إلى أن التمثال لم ينحت لكى يمثل إلها موجودا فى نسقه العقائدى طزال عصر الدولة القديمة
( حور إم آخت فى الجيزة منذ عصر الدولة القديمة و حتى نهاية عصر الدولة الحديثة - الجزء الأول )
............................. طرأت الحاجة لكتابة هذا المقال لكى نقوم بتصحيح بعض الأفكار الدينية الخاطئة فيما يتعلق بالمفاهيم الفكرية لصخرة ابى الهول عبر العصور و من هنا أقوم بإهداء هذا المقال لأستاذنا القدير ( عمرو الراجح ) أطال الله فى عمره و وفقه و سدد خطاه । لم تترك لنا و ثائق عصر الدولة القديمة معلومات توضح لنا كيف كان ينظر المصرى القديم لأبى الهول عموما و أبى الهول الجيزة على وجه الخصوص ، حيث أن أقدم الشواهد المؤكدة التى كشفت المغزى الدينى لذلك الأثر تعود لعصر الدولة الحديثة و هو الأمر الذى لم ينتبه إليه عدد كبير من دارسى المصريات فى بادىء الأمر مما أدى إلى سوء فهم و خلط بين المغزى الدينى لأبى الهول فى عصر الدولة الحديثة و المعنى التاريخى المحدد سلفا فى عصر الدولة القديمة ، و لاريب أن الدراسة المتعمقة لمجموع مناظر أبى الهول عبر التاريخ المصرى توضح أنه و قبل كل شىء تجسيد للملك فى شكل أسد ، و لذلك يوجد مجال للإعتقاد بأنهم عندما نحتوا صخرة الجيزة فى شكل أبى الهول ، صوروا فيه صورة الملك ( خع إف رع ) - و لامجال هنا لمناقشة النظرية التى نادى بها ( شتادلمان ) عام 2000 عندما طرح فكرة نحت الصخرة فى عصر الملك ( خوفو ) نظرا للنقد الشديد الذى تعرضت له مما أدى إلى بطلانها - إلا أن أقدم تصوير فنى معروف للأسد الرابض يرجع لعصر الأسرة الأولى حيث ظهرت صورة الأسد ذى الرأسين المتدابرين على البطاقات العاجية لتلك الأسرة مما يرجح ان تلك هى أقدم إشارة لفكرة ( الآقر ) حامى بوابة الأفق و عندما نتحدث عن صخرة الجيزة فإن الملك ( خع إف رع ) إستبدل صورة الأسد الكامل برأس آدمية و جسم أسد لكى ينسب لنفسه الدور الدينى للآقر - حامى بوابة الأفق - فهذا هو التفسير الذى نرتضيه للدور الذى قام به أبو الهول على أيام الأسرة الرابعة ، دون تجاوز المعلومات المتاحة لدينا حتى الآن و يبدو من قبيل التخمين أننا نرجع لهذا العصر عبادة لأبى الهول حيث إعتبره البعض معبودا شمسيا تلقى عبادة منتظمة فى ذلك البناء الشهير الذى يقال عنه ( معبد أبى الهول ) أو ( معبد حور إم آخت ) ...... إلا أنه توجد مجموعة من الحقائق تحول دون التسليم المطلق لهذه الرؤية و هى : 1 - لم يرد لقب ( حور إم آخت ) فى آثار الجيزة التى تنتمى لعصر الأسرة الرابعة مما يجعل فكرة الربط بين ابى الهول و ذلك اللقب ضرب من ضروب الإجتهاد الخاطىء . 2 - لا يوجد اى نص كتابى من مقابر الأفراد فى الجيزة يدل على وجود كهنة لإقامة الطقوس لأبى الهول مما يعنى أن الصخرة موضع النقاش لم تكن محل عبادة طوال عصر الدولة القديمة ، فلم يكن ذلك هو الغرض من نحتها فى البداية . 3 - لم يثبت لدينا حتى الآن وجود علاقة دينية مباشرة بين البناء الذى يقال عنه معبد ( حور إم آخت ) و صخرة أبى الهول فى عصر الدولة القديمة بالرغم من تجاورهما مكانيا . 4 - لم يكن المصرى القديم يعتاد على نحت تمثال فى الهواء الطلق و بهذه الضخامة لكى تقام له شعائر دينية و تقدمات قرابين على الأقل خلال عصر الدولة القديمة ، فتماثيل المعبودات كانت توضع فى أماكن مغلقة و مظلمة داخل المعبد مما يؤكد أن هناك تحول دينى طرأ على معنى التمثال فى العصور اللاحقة . 5 - إذا قبلنا الطرح القائل بأن صخرة أبى الهول هى تجسيد للآقر ، فلاوجود لأى برهان على عبادة الآقر طوال عصر الدولة القديمة فلم يكن له أى طقم كهنوتى معروف ................. وعلى الرغم من عدم وجود ربط دينى بين صخرة أبى الهول و المعبد الواقع أمامه إلا أنه لاينبغى لنا أن ننكر وجود عبادة شمسية محتملة فى ذلك المعبد فى عصر الأسرة الرابعة نظرا للإعتبارات التالية : 1 - يحتوى المعبد على قدسى أقداس أحدهما يقع تجاه الشرق و الآخر يقع قبالة الغرب . 2 - وجود فناء مفتوح محاط بعدد من الأعمدة حيث كانت الأفنية المفتوحة هى سمة المعابد و الطقوس الشمسية . 3 - عدد الأعمدة التى تحيط بالفناء المفتوح يبلغ 24 عمود مما يرجح أن هذه الأعمدة تعبر عن عدد ساعات النهار و الليل الأمر الذى قد يربطها بعبادة شمسية منتظمة فى عصر الأسرة الرابعة ........... نستنتج مما سبق أن ذلك البناء هو أقدم معبد شمسى محتمل يرجع لعصر الأسرة الرابعة و لكن لاوجود لأى دليل يربط العبادة الشمسية بالعبادة الملكية فى تلك المنشأة الأمر الذى يعنى أن صخرة الجيزة كانت منفصلة دينيا فى بادىء الأمر عن تلك المنشأة المعمارية مما يشير إلى أن التمثال لم ينحت لكى يمثل إلها موجودا فى نسقه العقائدى طزال عصر الدولة القديمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق