الجمعة، 7 أكتوبر 2011

الجزء الرابع و الأخير لمقال - حور إم آخت منذ عصر الدولة القديمة و حتى نهاية عصر الدولة الحديثة

بسم الله الرحمن الرحيم

( الجزء الرابع و الأخير لمقال - حور إم آخت منذ عصر الدولة القديمة و حتى نهاية عصر الدولة الحديثة )

................................... إنتهينا فى الجزء الثالث لهذا المقال عند أمر هام وهو : إعطاء صبغة دينية شمسية مباشرة و قوية على صخرة الجيزة بعد إندماج ( حور إم آخت ) مع ( رع حور آختى ) فى كيان التمثال فى عصر الأسرة الثامنة عشرة و إقامة عبادة شمسية واضحة و منتظمة فى الموقع تتمثل فى إقامة معبد شمسى جديد فى الناحية الشمالية الشرقية من الصخرة ( معبد أمنحتب الثانى ) مما زاد من أهمية المكان دينيا و سياسيا الأمر الذى دفع بعض ملوك الأسرة الثامنة عشرة للتقرب تجاه صخرة الجيزة بإعتبارها معبود شمسى يظهر بأكثر من إسم و لقب و وظيفة ، فكشفوا عن ورعهم و تقواهم تجاه ذلك الكيان الشمسى بإقامة لوحات عبادة ، إلا أن البعض يرى أن ذلك الورع لم يبرأ من أهداف سياسية تمثلت فى إضفاء الشرعية على بعضهم ممن كانت تعوزه و لاسيما الملك ( تحتمس الرابع ) الذى أقام لوحته الشهيرة بين قدمى التمثال التى تحكى قصة صعوده على عرش مصر بحلمه المعروف الذى تجلى فيه ذلك الكيان الشمسى واعدا إياه ملكية البلاد إن أزال الرمال التى تغطى جسده بالكامل، إلا أننا لا يجب أن نأخذ بما ورد فى تلك اللوحة على أنه حقيقة تاريخية و ذلك يرجع إلى وجود وثائق أخرى مؤكدة ترجع إلى بدايات الأسرة الثامنة عشرة تكشف عن وجود عمليات إزالة للرمال بشكل متكرر من حول أبى الهول قبل عصر ( تحتمس الرابع ) كما أن وجود معبد شمسى ( معبد أمنحتب الثانى ) أمام الصخرة و إقامة شعائر دينية منتظمة فى المكان قبل عصر ذلك الملك تكشف عن صعوبة تصديق ماورد فى نص اللوحة فلم يكن الموقع مهملا من الملوك الذين تبوءوا العرش قبل تلك الفترة مما يعنى أن الأمر لايعدو كونه دعاية سياسية دينية نسجت لأجل الملك ( تحتمس الرابع ) . و لم يكتفى أتباع الشمس فى هليوبوليس بما أضفوه على التمثال من تركيبة عقائدية متطورة جدا فى بدايات عصر الدولة الحديثة ، فأطلقوا على التمثال لقب ( حور إم آخت خبرى رع آتوم ) . و لم تكن صيغة ( خبرى رع آتوم ) سوى تجليات الشمس المختلفة فى الصباح الباكر و الظهيرة و عند الغروب التى ظهرت فى نصوص الأهرام منذ عصر الدولة القديمة مما يشير إلى إستيعاب ( حور إم آخت ) فى شخصه كل أشكال المعبود الشمسى . و فى عصر الملك ( تحتمس الرابع ) إتجه التيار الشمسى إلى تأكيد مفهوم أزلية و قدم الصخرة فمنحوه لقب ( شسب عنخ إن آتوم ) بمعنى ( الصورة الحية لآتوم ) و لم يكن المعبود آتوم سوى الكيان الأزلى الأول الذى ظهر على الربوة الأولى فى بدء الزمان طبقا لتعاليم هليوبوليس ، الأمر الذى يعنى أن الصخرة هى الشكل الأول لآتوم عندما تجلى على التل الأزلى فى بدء الخليقة .............................. و فى عصر الرعامسة ظهرت و لأول مرة معبد أو مقصورة ( لم يعرف موقعه بالتحديد ) مكرس لعبادة الإله ( أوزير ) بجوار صخرة الجيزة ، فمما لاشك فيه أن دور المعبود ( أوزير ) قد ظهر و تعاظم فى جبانة الجيزة فى ذلك العصر . و رغب كهنة الموقع فى خلق نوع من الوحدة الدينية بين المعبودين ( حور إم آخت ) و ( أوزير ) فاعتبروا ( حور إم آخت ) إبنا ( لأوزبر ) و من هنا أكدت نصوص الرعامسة على فكرة وجود قبر للمعبود ( أوزير ) فى الجبانة فأصبح ( حور إم آخت ) حاميا لقبر أبيه ( أوزير ) و هو مفهوم دينى جديد لم يكن قد ظهر من قبل و استمر هذا الإتجاه خلال العصر المتأخر بل و زادت نصوص الرعامسة فى و صف موقع المقبرة الأوزيرية بإعتبارها موجودة تحت الصخرة ، و لذلك نستشف مما سبق أن الحماية التى يضفيها حور إم آخت لأبيه أوزير كانت بغرض إخفاء مكان دفنه عن أعدائه و لكن مع الوضع فى الإعتبار أن هذه النصوص لم تشير إلى لقب أو وظيفة ( الحارس ) لأبى الهول ، فيجب أن نبقى حذرين فى طرح مفهوم ( الحراسة ) على التمثال لوجود فارق بين فكرتى ( الحماية ) و ( الحراسة ) فى الحضارة المصرية القديمة ، فليس كل من يقوم بوظيفة الحماية يعتبر حارس للإعتبارات التالية : 1 - لم تتصف صخرة الجيزة بلقب ( الحارس ) لا فى نصوص الدولة الحديثة و لا فى نصوص العصر المتأخر . 2 - لا تظهر الآلهة الحارسة إلا و هى تمسك فى يديها أداة قتالية و هو مالايتفق مع وضع و هيئة التمثال . 3 - جميع الآلهة التى وصفت بها صخرة الجيزة : ( حور إم آخت ) - ( رع حور آختى ) - ( حورون ) - ( خبرى رع آتوم ) - ( شسب عنخ ان آتوم ) لم ينسب اليها وظائف الحراسة فى الحضارة المصرية القديمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق