بسم الله الرحمن الرحيم
متى تمكن كهنة المعبود ( ست ) من إيجاد مركز عبادة له فى مدينة ( منف ) لأول مرة ؟ و ما هو دلالة ذلك ؟
ظهرت عبادة المعبود ( ست ) لأول مرة فى ( منف ) فى نهايات عصر نقادة الثانية ( و هى المرحلة الحضارية الثانية لعصور ما قبل الأسرات فى مصر حوالى 3300 ق.م و حتى 3200 ق. ) حيث كشفت الحفائر عن مايلي : وجود 4 مقابر بهم فخار و بطاقات عاجية مصور عليها رمز و شكل المعبود ( ست ) الخرافية فى جبانة ( حلوان ) و تم تصوير المعبود ( ست ) فى ( مقاصير ) مما يؤكد وجود عبادة له و أنها مقابر لكهنته فى ذلك الوقت و ذلك يعنى أن منف كمركز تجاري و إداري هى مدينة موجودة على أقل تقدير منذ نهايات عصر نقادة الثانية و لا سيما و أن حلوان كانت هى الحد و الإمتداد الشرقى لها ( أنظر مقال الوضع الحضاري لمنف فى العصر العتيق ) و ذلك يعنى مايلي :1 - تمكن كهنة ( ست ) من الإنتقال من مركز عبادته الرئيسي فى نقادة فى الجنوب إلى أهم و أكبر مركز تجاري و سياسي فى ذلك العصر و هى مدينة منف فى الشمال 2 - وجود عبادة ( ست ) فى منف فى نهايات عصر نقادة الثانية قبل ظهور عبادة ( بتاح ) فى ذات المدينة ، حيث كان أقدم ظهور مثبت له أثريا حتى هذه اللحظة يعود إلى نهايات عصر نقادة الثالثة و خلال عصر الأسرة صفر ( حوالى 3100 ق.م و حتى 3050 ق.م ) ، فقد تم تصويره على آنية طرخان التى كانت تعبر الحد و الإمتداد الجنوبي لمنف فى تلك الفترة 3 - وجود ( ست ) فى منف يكشف عن قوة كهنته السياسية و الدينية فى تلك الفترة كما 4 - تجاورت عبادة ( ست ) مع ( حورس ) فى عصر نقادة الثانية و الثالثة فى معظم أقاليم و ممالك مصر العليا و السفلى و منف و هو ما أثبتته الحفائر و الإكتشافات مما يدل على عدم وجود صراع بين أنصار المعبودين و أن أسطورتهما لم تكن قد تكونت بعد طوال عصور ما قبل الأسرات و ذلك على النقيض من المدرسة التى حاولت أن ترجع ذلك الصراع لفترات ما قبل الأسرات إعتمادا على قرائن أسطورية وردت فى العصور التاريخية و لكن البراهين الأثرية جاءت لتكشف عكس ما هو ذلك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق