بسم الله الرحمن الرحيم
هل تعلم أن الحضارة المصرية القديمة تميزت بظاهرة تذكر الموتى فى بعدي الماضي و المستقبل ؟
إن الرابط الذي يجمع بين المتوفى و بين إحياء شعائره و تذكر سيرته من جانب الأحياء هو ظاهرة فريدة فى الحضارة المصرية فهذا الرابط لم يكن يتم فقط لمجرد أن الفرد كان يقوم ببناء مقبرة لنفسه فى اللحظة التى يتولى فيها منصبا رفيعا فى الدولة ، و بالرغم من أن تشييد المقبرة يمكن الإنسان من وضع النواة المسقبلية لخلق ذكراه فى المستقبل من جانب الأحياء إلا أن الأمر كان له مغزى آخر و هو : من حق الفرد بعد موته أن ينتظر من جماعة الأحياء ( برا و إحسانا ) تجاهه بالقدر نفسه الذي يقدم به ذلك الفرد هذا البر و الإحسان لأسلافه ، فنحن هنا أمام شبكة إجتماعية لعلاقات إجتماعية إنسانية متبادلة بين الفرد و الجماعة ، فالسيرة الذاتية النموذجية لصاحب المقبرة تصوره إنسانا عاش طبقا لتعاليم و أخلاق مثالية سادت فى عصره و تصبح هذه الفضائل التى عاش بها فى دنياه هى موجه أخلاقى للإنسان فى عالم الدنيا و قبل الإنتقال للعالم الآخر كما تصبح من جانب آخر سببا لكى يظل صاحب المقبرة فى قيد الذاكرة الحضارية المستقبلية بالرغم من إنتمائه لعالم الماضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق