بسم الله الرحمن الرحيم
- عثر جوزيف إيفنجر على هذه الرأس عام 1982 في الطبقة الخامسة و الأخيرة من قرية مرمدة بني سلامة و هي ترجع للعصر الحجري الحديث ( تم تأريخ الرأس بفترة تمتد من 4800 - 4500 ق.م ) و مصنوعة من التراكوتا ( الطين المحروق ) و تعد هذه الرأس من أقدم المنحوتات الفنية في الحضارة المصرية القديمة فيما نعلم حتى الآن و إتخذت هيئة بيضاوية و قد تعمد الفنان هنا أن يختصر ملامح الوجه فالعينان عبارة عن تجويفين عميقين و الأنف بارزة و رشيقة و الفم نصف مفتوح كما تبين لنا وجود آثار للون الأحمر على رأس المرمدة . من ناحية أخرى وزعت كثير من الثقوب في الجمجمة و حول الوجه فربما كانت بغرض تثبيت الشعر و اللحية ؟ و رغم بساطة الرأس إلا أنها تحمل قدرا من التعبير الفني . تبين لنا وجود ثقب بارز و واسع في أسفل الذقن ربما لتثبيت الرأس في لواء .
إن وجود ذلك التجويف أسفل الذقن فرض تساؤلا هاما : هل عرف مجتمع المرمدة ظاهرة وجود معبودات ذات رأس آدمية تم حملها في مواكب دينية في العصر الحجري الحديث ؟
في واقع الأمر أن مفهوم حمل شعارات أو رموز دينية بعينها هو أمر قد إستقر بشكل واضح في عصر نقادة الثانية ( 3600 - 3300 ق.م ) - المرحلة الحضارية الثانية لعصور ما قبل الأسرات في مصر - كما إستمرت تلك الظاهرة في عصر نقادة الثالثة ( 3300 - 3000 ق.م ) و العصر العتيق و الدولة القديمة الأمر الذي قد يرجح أن رأس المرمدة كانت أداة شعائرية حملت في مواكب و أن مفهوم ظهور شكل ديني مقدس برأس آدمية ( الإرهاصات الأولى لفكرة المعبود ذو الرأس الآدمية ) قد ظهرت منذ حضارة مرمدة بني سلامة
هناك تساؤل هام : هل ظهور الشكل الديني المقدس ذو الرأس الآدمية في مرمدة بني سلامة يعبر عن معتقد ديني يتعلق بمفهوم تقديس الأسلاف أو الزعماء الأسلاف في قرية المرمدة ؟ هل هذه الرأس تعبر عن معتقد يتعلق بمفهوم إستقرار روح الزعيم السلف في الرأس ذاتها ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق