( الآتونية فى منف )
.................................................... كشفت آثار منف و جبانتها سقارة عن وجود عبادة ( آتون ) فيها ، فقد كان هناك معبدا لآتون في منف ، فقد عثرت حفائر هيئة الآثار عام 1986 فى سرابيوم سقارة على كتلة حجرية مستطيلة الشكل تحمل نص هيروغليفى مكون من خمس خراطيش يحتوى كل منها على إسم ( آتون ) : ( عنخ رع - حور - آختى حعى إم آخت ) و ( إم رن إف شو انتى ام إتن ) و تترجم هذه العبارات : حياة رع حور آختى الذى يهلل فى الأفق فى إسمه شو الذى فى قرص الشمس آتون . كما عثرت البعثة الهولندية فى حفائرها فى سقارة فى فبراير 2001 على تمثال من الحجر الجيرى الملون ترجع لعصر الأسرة الثامنة عشرة ( عصر إخناتون أو توت عنخ آمون ؟ ) ظهر عليه كتابات تدل على أن صاحب هذا التمثال يدعى ( مرى رع ) و كان يشغل و ظيفة كاتب معبد آتون فى آخت آتون ( العمارنة ) و فى من نفر ( منف ) . فهل يعنى ذلك أن ( مرى رع ) كان يعمل كاتبا فى معبدين يبعدان عن بعضهما هذه المسافة البعيدة ؟ ........ تناول باسم الشرقاوى هذه القضية و إقترح أن كلمة ( آخت آتون ) لاتعبر هنا عن مدينة تل العمارنة و إنما تشير إلى مسمى معبد ( آتون ) الموجود فى مدينة ( منف ) فقد عرف المعبد من وجهة نظره بإسم ( آخت آتون ) و يرى أنه من غير المنطقى لبعد المسافة بين المدينتين و لإعتبارات أخرى أن يعمل ( مرى رع ) فى ( العمارنة ) و ( منف ) فى وقت واحد و هو يرجح أنه عاش فى منف و دفن فى جبانتها سقارة . إلا أن الدارس لايتفق مع النتائج السابقة للأسباب التالية :
1 - إن ( آخت آتون ) لاتشير إلى إسم المعبد و إنما تشير إلى مدينة العمارنة فالمخصص المصاحب لهذه الكلمة هو قرص الشمس الذى يشرق بين جبلى الأفق ، و لم يعبر هذا المخصص عن موقع معبد لا من قريب و لا من بعيد إنما هو نفس المخصص الذى إستخدمه الملك ( إخناتون ) ليشير إلى إسم مدينته الأثيرة .
2 - عبرت النصوص عن كينونة معبد آتون فى منف أو فى العمارنة بعبارة ( بر إتن ) بمعنى : بيت آتون و أحيانا تستخدم النصوص عبارة أخرى و هى ( تا حوت با إتن ) بمعنى لا يبتعد كثيرا عن المعنى السابق .
3 - لم تكتشف حتى الآن مقبرة ( مرى رع ) فى جبانة سقارة ، و إنما كانت مقبرته فى ( العمارنة ) و من المعروف أن وثائق العمارنة كشفت عن وجود كاهن آخر يحمل نفس الإسم ( مرى رع ) فمن المرجح انه كان يحل محله فى بعض الظروف مما يشير إلى إحتمالية أن ( مرى رع الأول ) كان ينتقل بين الحين و الآخر إلى منف لكى يباشر شعائر عبادة آتون مع الملك فيحل محله ( مرى رع الثانى ) عند غيابه ؟
إن أهم لقب حمله ( مرى رع ) هو ( كبير الرائين لآتون و المشرف على أملاك آتون ) و يرى جاب الله على جاب الله أن وجود كبيرا للكهنة و مشرفا على أملاك آتون دليلا على وجود معبد لآتون فى مدينة ( منف ) ، إما سيتم العثور عليه أو أنه تفكك و أعيد إستخدامه فى بناء معابد و مبانى أخرى و يرجح ( malek ) أن هذا المعبد تم تشييده بعد العام الخامس من حكم الملك إخناتون إلا أن الكشف عن مقبرة الوزير ( عبريا ) فى سقارة كان ذو أهمية كبيرة ، فقد كان هذا الرجل يشغل منصب الخادم الأول لآتون ( = الكاهن الأول لآتون ) فى عصر الملك ( أمنحتب الثالث ) ، و لهذا يرى ( آلان زيفى ) أن العقيدة الآتونية قد تم إرساء قواعدها منذ عهد الملك ( أمنحتب الثالث ) و مما يدعم هذا الرأى ما أشار إليه ( كتشين ) من أن الملك ( أمنحتب الثالث ) قد إستحدث ( صلاة جديدة ) كانت تتلى فى البلاط الملكى لرع رب إيونو ( عين شمس ) بصفته رب الشمس الذى يدل عليه قرص الشمس ( آتون ) .
و أخيرا لم يقتصر وجود معابد ( آتون ) على طيبة أو العمارنة أو منف وحدهم . بل تم الكشف عن أحجار تلاتات فى فى موقع ( سوق الخميس ) بالمطرية من خلال حفائر المجلس الأعلى للآثار عام 2005 أثبتت وجود معبد آخر لآتون فى عين شمس حيث أظهرت هذه الأحجار نقش للملكة ( نفر تيتى ) زوجة ( إخناتون ) ، كما كشفت حفائر مدينة ( أبيدوس ) مؤخرا عن وجود معبد جديد لآتون مدينة المعبود ( أوزير ) ، حيث قام الملك ( رمسيس الثانى ) بتفكيك حجارة ذلك المعبد و أعاد إستخدامها كحشو داخلى لبناء معبده بجوار منطقة كوم السلطان ، الأمر الذى يعنى أن معابد ( آتون ) إنتشرت فى أرض مصر كلها أو على الأقل فى المراكز الدينية الكبرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق