منظرلصلاية الفحل و هي تنتمي لعصر الأسرة صفر
- مجهولة المصدر و يظهر فيها الزعيم في هيئة ثور على الوجهين و هم يقوم بتوجيه ضربة قوية بقرنيه تجاه العدو كما يطأ بحافره أذرع و سيقان الخصم المناويء و يظهر في الوجه الأول يمينا مجموعة من حملة ألوية المعبودات ممن أطلق عليهم الشمسو حور ( أتباع المعبود حورس ) و هم حكام الأقاليم الذين ساندوا و آزروا حكام الأسرة صفر في كفاحهم تحت راية المعبود حورس لتوحيد البلاد طوال عصر الأسرة صفر و هم يقومون بربط الأعداء من خلال حبل طويل و ذلك لإحضارهم للفحل ( الزعيم ) حتى يقضي عليهم حيث يمتد ذراع كل منهم للإمساك بالحبل أما على الوجه الثاني للصلاية - يسارا فجد نفس مشهد الفحل الذي يدحر العدو و يوجد بأسفله شكل تصويري يمثل مدينة محاطة بأسوار شبه مربعة فضلا عن كتابة إسم المدينة ذاتها داخل الأسوار بعلامة الأسد و آنية النو ؟ و هنا يمكن ملاحظة بعض الحقائق الهامة و تتمثل فيما يلي :
1 - عبر زعماء الأسرة صفر عن أنفسهم و عن سلطتهم من خلال محور فني سياسي دعائي يهدف لإبراز الملكية الناشئة التي تسعى لتوحيد البلاد و القضاء على العدو دون أن يعكس ذلك بالضرورة قيام معركة حربية طاحنة بين فريق و آخر فلاشك أن الصلاية هنا تنتمي لإطار صلايات الأسرة صفر ذات التوجه السياسي الأيدولوجي التي لا تهدف لرواية قائع تاريخية فعلية .
2 - ربما قامت مناوشة عسكرية صغيرة و ليست حرب طاحنة بين أحد زعماء الأسرة صفر و الذي آزره حكام الأقاليم الذين إنتموا للمعبود الصقري حور ضد أحد المناوئين للوحدة السياسية ؟ مع الوضع في الإعتبار أن الوضع الفني لأحداث الصلاية يخرج الواقعة برمتها من إطار التاريخ ( و لاسيما و أن شخصية الزعيم صاحبة الحدث مجهولة حيث تم تصويرها في هيئة فحل فضلا عن عدم تحديد هوية العدو و مكان المعركة بالتحديد ) مما يشير إلى نتيجة هامة و هي : أن الملكية الناشئة في الأسرة صفر لا تهدف لتصوير واقعية الأحداث بل تسعى لتأطير الحدث في دائرة أسطورية خالدة للأبد
3 - لا تنتمي هذه الصلاية لمجموعة صلايات حيوانات الشمس التي تعود لنفس الفترة و هي صلايات عرفت بوجود بؤرة في المنتصف تم تأطيرها في شكل دائري للتعبير عن هيئة قرص الشمس و حولها توجد دائما مجموعة من الحيوانات المدافعة عن الشمس مثل الأسد و إبن آوى و الثور فلا وجود هنا لبؤرة قرص الشمس مما يعني أنه ليس بالضرورة أن يقوم زعماء الأسرة صفر بالتعبير عن سلطتهم في إطار الديانة الشمسية .
4 - تفوق الفنان على نفسه في إبراز كافة التفاصيل الفنية لجميع عناصر الصلاية ببراعة تامة و لا سيما في تصوير عضلات و عظام الثور فضلا عن ملامح وجه الأسرى المنحدرين و ما يتعلق بإرتدائهم لجراب العورة الأمر الذي ربما يشير لمجموعة من ساكني تخوم شمال غرب الدلتا أو تخوم الصحراء الغربية المجاورة لوادي النيل و قد تكرر تصويرهم في أكثر من مرة خلال عصر الأسرة صفر ؟ و لذلك يرى بعض الباحثين أنها ربما كانت معركة عسكرية صغيرة قامت ضد التحنو ساكني تلك التخوم بينما يرى فريق آخر من الباحثين أن هذا المشهد برمته هو مشهد رمزي و لا يعبر عن قيام حدث تاريخي فعلي بل هو تخليد ذكرى حدث قديم في إطار شعائري مقدس و هو ما ينطبق على نفس مشهد ضرب العدو في صلاية نعرمر
5 - تعكس المدينة ذات الأسوار فكرة إنشاء المدن العسكرية المحصنة خلال عصر نقادة الثالثة - الأسرة صفر و هو ملمح حضاري هام و متطور في تلك الفترة فضلا عن وجود شكل محتمل لهيئة الدخلات و الخرجات التي تحيط بأسوار المدينة الأمر الذي يرجح ظهورها منذ عصر نقادة الثالثة - الأسرة صفر على أقل تقدير
6 - لا توجد أي علاقة بين الشكل الكتابي لإسم المدينة ( الأسد و آنية النو ) و بين الشكل الكتابي للعلامات التصويرية الصوتية التي ستظهر و تزداد مع بدايات الأسرة الأولى ، فالشكل التصويري الكتابي الذي نراه في هذه الصلاية يخضع لبرنامج الكتابة لعصر الأسرة صفر و هو آخر مراحل الكتابة المصرية البسيطة التي إندثرت مع قيام الأسرة الملكية الأولى
هناك تساؤل هام : هل الفحل ( الثور ) هنا يعبر عن ملك فعلي بهذا الإسم في عصر الأسرة صفر كما يعتقد العالم الألماني ( جونتر دراير ) و الذي تصور وجود زعيم فعلي بهذا الإسم خلال تلك الأسرة رغم غياب ذلك الإسم تماما من جميع هيئات السرخ ( واجهة القصر الملكي ) التي ترجع لعصر الأسرة صفر ؟ أم أن ذلك الشكل الفني للزعيم هو شكل متفق و متعارف عليه فنيا من جميع أو معظم زعماء الأسرة صفر و لايدل على إسم ملك أو زعيم محدد ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق