بسم الله الرحمن الرحيم
( المغزى الديني من تمثال الملك خع إف رع ) ...........................................................................................................................لا ريب أن تمثال الملك ( خع إف رع ) و الموجود حاليا بالمتحف المصري ، هو أحد أشهر التماثيل الملكية خلال عصر الأسرة الرابعة بشكل خاص و عصر الدولة القديمة بشكل عام ، و هو منحوت من حجر الديوريت ، و قد عثر عليه فى حفرة بمعبد الوادي بالجيزة . و يمثل هذا التمثال الملك جالسا بالهيئة الملكية ، و يقبع خلف رأسه المعبود الصقري بجسمه و جناحيه المفرودتين حول رأسه . و رأى البعض أن الملك ( خع إف رع ) يمثل فى هذا السياق المعبود حورس على الأرض أما الصقر القابع خلف رأسه فلا يراه أحد فهو حورس السماء الذي يقوم بحماية ممثله الأرضي . و لاشك أن ذلك الوضع يمثل قمة الإلتحام و الإندماج بين الألوهية و الملكية ... و خرج البعض برأى يفيد أن التمثال يعبر عن الثالوث الأوزيري المكون من المعبود ( أوزير ) و زوجته ( إيزيس ) و إبنهما ( حورس ) إعتمادا على المعطيات التالية :
1 - أن الصقر الذي يفرد جناحيه خلف رأس الملك هو المعبود حورس إبن أوزير الذي يقوم بحماية أبيه أوزير
2 - أن الملك هنا فى هذا الصدد يعبر عن المعبود أوزير الميت
3 - أن كرسي العرش الذي يجلس عليه الملك يمثل المنطوق اللفظى لكلمة ( ist ) بمعنى المعبودة إيزيس
4 - عثر على ذلك التمثال فى مجموعة هرمية جنائزية مما يرجح وجود صلة بينه و بين أوزير رب العالم الآخر ، فتوجه له الشعائر الجنائزية بوصفه ملكا على العالم الآخر
هناك مجموعة من الحقائق تحول دون التسليم بالنتائج السابقة و هى :
1 - لا يجسد الملك فى هذا السياق الديني المعبود ( أوزير ) ، فلا نرى الوضع الأوزيري المعروف بتقاطع الذراعين على الصدر
2 - لا وجود لشعائر أوزيرية فى المجموعة الهرمية للملك ( خع إف رع ) ، بوصفها مجموعة إرتبطت فى الواقع بالشعائر الشمسية التى تربط مصير الملك بمعبود الشمس رع
3 - لم تتبلور الأسطورة الأوزيرية خلال عصر الأسرة الرابعة ، فلا وجود لكهنة يحملون لقب كاهن أو خادم أوزير خلال عصر الأسرة الرابعة فى جبانة الجيزة أو أى جبانة أخرى
4 - تجاهل أصحاب هذا الرأى السياق الكلي العام للتمثال و العناصر الأخرى المصاحبة له ، فالملك يجلس بين أسدين أو لبؤتين مما يكشف عن المضمون التقليدي الشمسي الذي يصور الملك كشمس مشرقة بين أسدي الأفق ( أسدي الآقر ) اللذين يقومان بحماية الأفق عند شروق الشمس ، فالتمثال يصور الملك كرع عند الأفق ، و ربما يدلل على ذلك أن الملك يسمى ( خع إف رع ) بمعنى يشرق هو رع !
5 - إختلفت الآراء حول ماهية الصقر الذي يفرد جناحيه خلف رأس الملك و الغرض الدينى منه فالبعض رأى أنه المعبود حورس الذي يقوم بحماية الملك طبقا للتعويذة رقم 538 من متون الأهرام التى تذكر ( إن رأسك فى يد حورس ) أى أن رأس الملك لابد و أن توضع بين يدي حورس أى جناحي حورس . بينما رأى فريق آخر أن الصقر الذي يظهر خلف رأس الملك هو معبود الشمس رع . وقد أسس أصحاب هذا الرأى فكرتهم بناءا على المشط العاجي للملك ( جت ) فى الأسرة الأولى الذي ظهر فيه الصقر مصورا على مركب الشمس ، مما يدل على أن الصقر كان إحدى الهيئات الأولى المعبرة عن إله الشمس رع منذ عصر الأسرة الأولى على أقل تقدير ، بينما رأى فريق ثالث أن الصقر هو ( حور آختى ) أى حورس المنتسب للأفق و المتحد بكيان الملك ( رع ) مما يرجح إحتمالية ظهور الملك هنا بوصفه ( رع حور آختى ) لأول مرة خلال عصر الأسرة الرابعة و هى تسمية لا تخلو من دلالة ، فالملك رع هو الصقر حورس الذي ينتمى للأفق
6 - لا يمكن إغفال النقش البارز الذي ظهر على جانبي كرسي العرش فى تفسير التمثال الملكي دينيا و سياسيا ، فقد صورت شعيرة sma t3wy بمعنى توحيد الأرضين ( أنظر مقال المغزى الحضاري من شعيرة سما تاوي ) و هى الشعيرة التى كانت تؤدى رمزيا عند صعود كل ملك عرش مصر و من هنا يمكن ترجيح حقيقة هامة و هى : أن الملك يظهر هنا فى اللحظة الأولى لصعوده على عرش مصر و هى اللحظة التى شابهتها و قارنتها النصوص المصرية القديمة بإشراقة الشمس فى الصباح الباكر عند الأفق ، فكرسي العرش هو الأفق و الملك هو رع المشرق عند ذلك الأفق و أن شروقه الشمسي كان سببا لإتحاد الأرضين مما يدل على أن شعيرة سما تاوى فى هذا الصدد هى شعيرة ملكية شمسية
يتبين لنا مما تقدم أن التمثال يتضح تفسيره الدينى و السياسي عند ضم كل عناصره مع بعضها البعض ( الملك - كرسي العرش - الصقر - السما تاوي - إسم الملك - أسدي الأفق ) دون فصل عنصر عن الآخر ، مما يكشف عن تأويل أكثر إحكاما و أصدق علما و أن التمثال يجسد شعيرة شمسية داخل معبد الوادي للملك ( خع إف رع ) و لا علاقة له بالهيئة الأوزيرية و قد دلل البعض على ذلك بإعتبار التمثال واحدا من 23 تمثال آخرين كانوا موضوعين داخل معبد الوادى مما يرجح فكرة أن تلك التماثيل تجسد عدد ساعات النهار و الليل و الحركة الكونية للشمس و إرتباط الملك بالمعبود الشمسي طوال اليوم ؟ ....... و هنا ينبغى لنا أن نؤكد على أمر هام و هو : أن التمثال لم يكن مشاعا للرؤية من جانب عامة الشعب بكونه عنصرا موضوعا داخل مجموعة هرمية إقتصر الدخول إليها من جانب كهنة الملك الذين يؤدون له الشعائر الملكية .( المغزى الديني من تمثال الملك خع إف رع ) ...........................................................................................................................لا ريب أن تمثال الملك ( خع إف رع ) و الموجود حاليا بالمتحف المصري ، هو أحد أشهر التماثيل الملكية خلال عصر الأسرة الرابعة بشكل خاص و عصر الدولة القديمة بشكل عام ، و هو منحوت من حجر الديوريت ، و قد عثر عليه فى حفرة بمعبد الوادي بالجيزة . و يمثل هذا التمثال الملك جالسا بالهيئة الملكية ، و يقبع خلف رأسه المعبود الصقري بجسمه و جناحيه المفرودتين حول رأسه . و رأى البعض أن الملك ( خع إف رع ) يمثل فى هذا السياق المعبود حورس على الأرض أما الصقر القابع خلف رأسه فلا يراه أحد فهو حورس السماء الذي يقوم بحماية ممثله الأرضي . و لاشك أن ذلك الوضع يمثل قمة الإلتحام و الإندماج بين الألوهية و الملكية ... و خرج البعض برأى يفيد أن التمثال يعبر عن الثالوث الأوزيري المكون من المعبود ( أوزير ) و زوجته ( إيزيس ) و إبنهما ( حورس ) إعتمادا على المعطيات التالية :
1 - أن الصقر الذي يفرد جناحيه خلف رأس الملك هو المعبود حورس إبن أوزير الذي يقوم بحماية أبيه أوزير
2 - أن الملك هنا فى هذا الصدد يعبر عن المعبود أوزير الميت
3 - أن كرسي العرش الذي يجلس عليه الملك يمثل المنطوق اللفظى لكلمة ( ist ) بمعنى المعبودة إيزيس
4 - عثر على ذلك التمثال فى مجموعة هرمية جنائزية مما يرجح وجود صلة بينه و بين أوزير رب العالم الآخر ، فتوجه له الشعائر الجنائزية بوصفه ملكا على العالم الآخر
هناك مجموعة من الحقائق تحول دون التسليم بالنتائج السابقة و هى :
1 - لا يجسد الملك فى هذا السياق الديني المعبود ( أوزير ) ، فلا نرى الوضع الأوزيري المعروف بتقاطع الذراعين على الصدر
2 - لا وجود لشعائر أوزيرية فى المجموعة الهرمية للملك ( خع إف رع ) ، بوصفها مجموعة إرتبطت فى الواقع بالشعائر الشمسية التى تربط مصير الملك بمعبود الشمس رع
3 - لم تتبلور الأسطورة الأوزيرية خلال عصر الأسرة الرابعة ، فلا وجود لكهنة يحملون لقب كاهن أو خادم أوزير خلال عصر الأسرة الرابعة فى جبانة الجيزة أو أى جبانة أخرى
4 - تجاهل أصحاب هذا الرأى السياق الكلي العام للتمثال و العناصر الأخرى المصاحبة له ، فالملك يجلس بين أسدين أو لبؤتين مما يكشف عن المضمون التقليدي الشمسي الذي يصور الملك كشمس مشرقة بين أسدي الأفق ( أسدي الآقر ) اللذين يقومان بحماية الأفق عند شروق الشمس ، فالتمثال يصور الملك كرع عند الأفق ، و ربما يدلل على ذلك أن الملك يسمى ( خع إف رع ) بمعنى يشرق هو رع !
5 - إختلفت الآراء حول ماهية الصقر الذي يفرد جناحيه خلف رأس الملك و الغرض الدينى منه فالبعض رأى أنه المعبود حورس الذي يقوم بحماية الملك طبقا للتعويذة رقم 538 من متون الأهرام التى تذكر ( إن رأسك فى يد حورس ) أى أن رأس الملك لابد و أن توضع بين يدي حورس أى جناحي حورس . بينما رأى فريق آخر أن الصقر الذي يظهر خلف رأس الملك هو معبود الشمس رع . وقد أسس أصحاب هذا الرأى فكرتهم بناءا على المشط العاجي للملك ( جت ) فى الأسرة الأولى الذي ظهر فيه الصقر مصورا على مركب الشمس ، مما يدل على أن الصقر كان إحدى الهيئات الأولى المعبرة عن إله الشمس رع منذ عصر الأسرة الأولى على أقل تقدير ، بينما رأى فريق ثالث أن الصقر هو ( حور آختى ) أى حورس المنتسب للأفق و المتحد بكيان الملك ( رع ) مما يرجح إحتمالية ظهور الملك هنا بوصفه ( رع حور آختى ) لأول مرة خلال عصر الأسرة الرابعة و هى تسمية لا تخلو من دلالة ، فالملك رع هو الصقر حورس الذي ينتمى للأفق
6 - لا يمكن إغفال النقش البارز الذي ظهر على جانبي كرسي العرش فى تفسير التمثال الملكي دينيا و سياسيا ، فقد صورت شعيرة sma t3wy بمعنى توحيد الأرضين ( أنظر مقال المغزى الحضاري من شعيرة سما تاوي ) و هى الشعيرة التى كانت تؤدى رمزيا عند صعود كل ملك عرش مصر و من هنا يمكن ترجيح حقيقة هامة و هى : أن الملك يظهر هنا فى اللحظة الأولى لصعوده على عرش مصر و هى اللحظة التى شابهتها و قارنتها النصوص المصرية القديمة بإشراقة الشمس فى الصباح الباكر عند الأفق ، فكرسي العرش هو الأفق و الملك هو رع المشرق عند ذلك الأفق و أن شروقه الشمسي كان سببا لإتحاد الأرضين مما يدل على أن شعيرة سما تاوى فى هذا الصدد هى شعيرة ملكية شمسية
يتبين لنا مما تقدم أن التمثال يتضح تفسيره الدينى و السياسي عند ضم كل عناصره مع بعضها البعض ( الملك - كرسي العرش - الصقر - السما تاوي - إسم الملك - أسدي الأفق ) دون فصل عنصر عن الآخر ، مما يكشف عن تأويل أكثر إحكاما و أصدق علما و أن التمثال يجسد شعيرة شمسية داخل معبد الوادي للملك ( خع إف رع ) و لا علاقة له بالهيئة الأوزيرية و قد دلل البعض على ذلك بإعتبار التمثال واحدا من 23 تمثال آخرين كانوا موضوعين داخل معبد الوادى مما يرجح فكرة أن تلك التماثيل تجسد عدد ساعات النهار و الليل و الحركة الكونية للشمس و إرتباط الملك بالمعبود الشمسي طوال اليوم ؟ ....... و هنا ينبغى لنا أن نؤكد على أمر هام و هو : أن التمثال لم يكن مشاعا للرؤية من جانب عامة الشعب بكونه عنصرا موضوعا داخل مجموعة هرمية إقتصر الدخول إليها من جانب كهنة الملك الذين يؤدون له الشعائر الملكية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق