الأحد، 10 فبراير 2013

أسطورة النزاع بين حورس و ست في بداية العصر المتأخر


أسطورة النزاع بين حورس و ست في بداية العصر المتأخر

إن أسطورة الصراع بين حورس و ست التي نقشت على نص لوحة الملك شباكا في عصر الأسرة الخامسة و العشرين و تناولت فكرة نشأة الدولة بالمعنى السياسي و الديني فضلا عن مفهوم الملكية المصرية تحت زعامة واحدة هي نتاج ديني متأخر و إن حملت في ثناياها على بعض المعطيات الفكرية القديمة . و لكن و قبل أن خوض في تناول ما ورد فيها ، ينبغي هنا أن نشير لأمر هام و هو :
إن الأسطورة هنا لا تتحدث عن وقائع تاريخية فعلية حدثت في زمن قديم و هو زمن ما قبل ظهور الوحدة المصرية و الكيان السياسي للدولة المصرية ، فقد كان هدف الكاتب أن يشير لزمن ما قبل وحدة مصر السياسية و ما حدث بعد ذلك عند توحدها و لأول مرة ، فلا شأن بما ورد في هذه الأسطورة بما وقع فعليا من الناحية التاريخية حتى و إن إحتوت على ( بذرة ) أو ( نواة ) حقيقية ، فهذه النواة تظل مجرد نواة حيث تراكم حولها معطيات أسطورية متعددة تسعى لوضع أهداف بعينها في إطار أيدولوجي ديني سياسي .
و النص الذي نتحدث عنه هو مقطع لغوي ورد ذكره على لوحة الملك شباكا و هو أحد ملوك الأسرة الخامسة و العشرين و قد زعم هذا الملك أنه قد قام بتجديد محتوى ذلك النص و نسخه من جديد على الحجر بعد أن كاد الدود أن يلتهم نسخة النص القديمة التي سجلت على ورق بردي قديم . أما عن أهم ما ورد في ذلك النص و تناول قصة النزاع بين حورس و ست فنجده في الفقرات التالية :
" أمر جب التاسوع المقدس للإجتماع به ، و لقد عمل على منع حورس و ست من الإستمرار في النزاع و فصل بينهما و قام بتعيين ست كملك على مصر العليا إلى حدود المكان الذي تمت فيه ولادته و هكذا قام بتعيين حورس كملك على مصر السفلى إلى حدود المكان الذي غرق فيه أبوه و هكذا وقف حورس في مكان و وقف ست في مكان آخر و قد إتفقا حول الأرضين في منطقة ( عيان ) و هكذا كانت الحدود بين الأرضين . و كان من رأي جب أنه ليس من الصحيح أن تكون حصة حورس مساوية لست و لذلك أعطى جب المعبود حورس ميراث أبيه أوزير و ذلك لأنه هو إبن إبنه و هو المولود الأول "
ثم قام المعبود جب بمخاطبة التاسوع قائلا لهم :
" أنا قررت أن يكون حورس خليفتكم و له فقط الميراث فهو الوارث الذي يرث ميراثي و هنا يعود إلى ( حورس ) إبن آوى من مصر العليا فهذا هو الإبن الذي تمت ولادته ( حورس ) في يوم ميلاد وب واووت ، و عندما ظهر حورس كملك على الأرضين كان ذلك في المكان الذي إتحدت فيه الأرضين عند منف و هذا يعني : أن حورس و ست قد إنسجما و إتحدا بواسطة تآخيهم و ذلك لكي يتم إنهاء النزاع بينهما و هما يتحدان في بيت بتاح و هو ميزان الأرضين ( منف ) و قد حدث أن تمت طقسة إتحاد الأرضين – سما تاوي – عند بوابتي معبد بتاح في منف "
و هنا يمكن لنا أن نستشف مجموعة من النتائج الهامة و هي :
1 – أراد كاتب النص في بداية العصر المتأخر و من خلال هذه الأسطورة المتأخرة زمنيا أن طبيعة النزاع القائم بين حورس و ست هو نزاع ذو طبيعة قانونية و بالدرجة الأولى ، فلا يتم إتخاذ أي قرار إلا من خلال إستدعاء مجمع تاسوع عين شمس و من هنا يتسم الحكم الذي سيصدر من خلال هذا المجمع بالصفة القانونية و الشرعية أما القرار فيظهرهنا أنه كان في يد الإله جب رب الأرض و المسئول الفعلي عن منح الملكية الإلهية و بشكل شرعي و قانوني للوريث الشرعي المعبود حورس الذي يتم وصفه بأنه إبن إبن جب بمعنى حفيد جب و إبن المعبود أوزير
2 – أن هذا النزاع لم يتم حسمه بينهما على الإطلاق بأي شكل يتسم بالعنف أو القوة و رغم ظهور إرهاصات أولى لفكرة عدم حسم النزاع بالقوة في متون الأهرام و منذ عصر الدولة القديمة إلا أن الجديد هنا هو التأكيد و الإصرار على تثبيت هذا المفهوم حيث تؤكد الأسطورة في بداية العصر المتأخر أن النزاع قد تم حسمه بشكل قانوني و شرعي من خلال حكم المعبود جب الصادر أمام مجمع أو محكمة تاسوع عين شمس .
3 – نلاحظ من ثنايا هذه الأسطورة أن المعبود جب إتخذ قرار في باديء الأمر بتقسيم مصر إلى مملكتين يحكمهما ست في الجنوب و حورس في الشمال ثم حدث أن تراجع جب عن قراره الأول و رأى أنه من غير الصحيح أن لا يعطي حورس كلا المملكتين فما هو السبب عن تراجعه في هذا القرار ؟
4 – إن تراجع المعبود جب عن قراره يكشف عن أمرين هما :
أ – في القرار الأول أراد كاتب النص أن يقول أن مصر في مرحلة ما قبل الوحدة كانت تنقسم إلى مملكتين ( و هو ما آمن به المصري القديم طوال تاريخه و لا يوجد أساس تاريخي صحيح لمفهوم وجود مملكتين قبل الوحدة السياسية و هو ما سبق و أن تناوله الدارس في أكثر من مقال سابق ) فنحن هنا نتحدث عن فكرة السلطة المزدوجة لحورس و ست في زمن ما قبل الوحدة بالمعنى الأسطوري
ب – في القرار الثاني يهدف كاتب النص لكي يبرز فكرة مرحلة الحكم الفردي المطلق و الشرعي للمعبود حورس و من خلال الرفض الحاسم و القاطع للسلطة المزدوجة ، فمصر هنا أصبحت كيان سياسي واحد أو مملكة سياسية واحدة بعد أن كانت مملكتين ، فالحكم المزدوج لم يتم ذكره في النص إلا لكي يشطب بعدها .
5 – يكشف نص الأسطورة في بداية العصر المتأخر عن ثلاث مفاهيم أو أفكار أساسية تتمثل فيما يلي :
أ – مرحلة أولى مفترضة ظهر فيها نزاع بين حورس و ست إلا أن هذا النزاع لم يصل لدرجة العنف .
ب – مرحلة ثانية يظهر فيها تسوية هذا النزاع من خلال المعبود جب رب الملكية القديم و رب الأرض الذي منح حورس مملكة الشمال و ست مملكة الجنوب و من هنا يحدث تصالح بينهما .
ج – مرحلة ثالثة و أخيرة و هي المرحلة التي يظهر فيها السلام النهائي الذي حل في البلاد كلها بإتحاد الأرضين أو المملكتين تحت سلطة و هيمنة و زعامة واحدة ، و هي سلطة حورس الوريث الشرعي لملكية البلاد .
6 – تحوي هذه الأسطورة في ثناياها على فكرة أن الإتحاد بين الأرضين أو المملكتين قد تم على شكل معاهدة للسلام بين الطرفين و بالرغم من إستحواذ حورس على الأرضين إلا أن ست يظهر و كأنه قد رضخ لقرار المحكمة الإلهية فلا وجود لأي إشارة عن تمرد قام به ست ضد هذا القرار بل أنه لا يتم عزله و لا إقصائه حيث يظل مندمجا و متعايشا مع النظام الملكي الجديد .
 7 – بالرغم من أن نص الأسطورة يرجع لبداية العصر المتأخر إلا أنها تحتوي على بعض المعطيات الفكرية و الدينية و الأسطورية القديمة التي ظهرت منذ العصر العتيق و الدولة القديمة . فهي هنا تسعى لتذكير القاريء بأن كل ملك يحكم البلاد يعيد أسطوريا و رمزيا قصة إتحاد الأرضين القديمة و عند إعتلاء كل ملك لعرش البلاد يتجسد في شخصه حورس و ست حيث يتصالحان و يتآخيان عند صعوده للعرش فيحكم البلاد بأكملها بعد أن كانت منقسمة إلى مملكتين و يبدأ في إجراء طقسة سما تاوي – توحيد الأرضين ( أنظر مقال سابق للدارس بعنوان المغزى الحضاري من شعيرة سما تاوي ) مع التذكير بأنه لا شأن بكل ما ورد بالحقيقة التاريخية . فالأسطورة لا تسجل ما حدث فعليا في الماضي الأول ( الماضي الفعلي ) بل تسعى لخلق الماضي الثاني ( الماضي المركب و الذي يتم مونتاجه ) من خلال تأطيره في دائرة أيدولوجية دينية سياسية .
8 – يتحد حورس في نص هذه الأسطورة مع المعبود وبواووت فكلاهما تتم ولادتهما في يوم واحد و قد إعتبرت هذه الفكرة صدى أسطوري قديم ظهر منذ عصر الدولة الوسطى و تحديدا في لوحات الحج لأبيدوس التي ورد فيها أن وبواووت هو الإبن الذي يدافع عن أبيه المعبود أوزير في يوم القتال ، فهنا يظهر وبواووت و كأنه إبن أوزير و الوارث الفعلي و الشرعي لملكية أبيه و بمعنى أدق لم يكن هناك فارق من خلال هذا السياق الأسطوري بين المعبودين حورس و وبواووت .
و هنا يمكن لنا أن نقول أن أسطورة النزاع بين حورس و ست في بداية العصر المتأخر تشكل نواة قديمة إلا أن هذه النواة كانت دائما ما يتم تركها مفتوحة لأي تطوير أو تعديل ، فالأسطورة المصرية تتسم بالديناميكية و ليست متحجرة أو جامدة . فهي تكشف من ناحية عن أن هذا التصالح قد تم في منف ، بإعتبارها الهوية السياسية و الحضارية و التقليدية لمصر منذ العصر العتيق فالكاتب هنا أراد أن يضفي مصداقية على محتوى و مضمون الأسطورة من خلال إبراز حدث التصالح في مدينة لها أهميتها الحضارية القديمة .
كما تشير هذه الأسطورة المتأخرة زمنيا من ناحية أخرى إلى وجود إفتراض بأن الكيان السياسي لمصر كدولة موحدة هو أمرا مقدرا منذ الأزل ثم تسعى لكي تستند على هذا الإفتراض كشيء موروث و مقدس منذ القدم . و قد رأى عدد كبير من علماء المصريات في السابق أنه من الممكن أن نفهم أو ندرك من خلال هذا النص وجود زخرفة أسطورية لحالة أو واقعة تاريخية حدثت في عصور ما قبل الأسرات ، حيث كانت مصر تنقسم إلى مملكتين و إنتهى الأمر في نهاية فترة ما قبل الأسرات بتكوين إتحاد إنتصر فيه أحد الطرفين ، ثم إنسجم الطرف الخاسر مع المنتصر إلا أن هذه النظرية قد بطلت تماما في علم المصريات و بعدما قد تبين لنا من خلال الشواهد الأثرية أنها فكرة قد إختلقت مع بداية العصر العتيق لتناسب المعطيات الأيدولوجية و السياسية و الدينية للنظام الملكي الجديد .
بينما رأى فريق آخر من الباحثين أن نص أسطورة الملك شباكا يمثل صدى قديم لتطاحن و صراع تاريخي فعلي قد وقع بين مملكتي نقادة و هيراكونبوليس ( نخن ) في الجنوب في عصر نقادة الثانية ( في عصور ما قبل الأسرات ) حيث كانت مملكة نقادة تحت هيمنة المعبود ست و كانت مملكة هيراكونبوليس ( نخن ) تحت سيطرة المعبود حورس . إلا أنه لا يمكن لنا أن نقبل بهذا الطرح لأن الشواهد الأثرية التي تعود لعصور ما قبل الأسرات لا تعكس أي نزاع بين مملكتي هيراكونبوليس ( نخن ) و نقادة بأي حال من الأحوال ، فضلا عن ذلك فقد أماطت الإكتشافات الأثرية اللثام عن أن زعماء مملكة نقادة في الجنوب ( و هي المركز الرئيسي لعبادة الإله ست ) كانوا يحملون لقب ( المنتسب للمعبود حورس ) و لا سيما في الفترة التي كانت البلاد تتوحد فيها سياسيا و فيما يعرف بعصر الأسرة صفر و هو ما يعني بعدم وجود علاقة بين مفهوم الصراع و التفسير السابق
هناك حقائق هامة نستشفها من نص أسطورة النزاع بين حورس و ست في بداية العصر المتأخر تتمثل فيما يلي :
1 – إن النص و برغم إنتمائه كتابيا لبداية العصر المتأخر ، إلا أنه يبرز فكرة قديمة في محتوى الأسطورة ذاتها و هي : أن حورس يمثل هنا القانون أو الوريث الشرعي الذي تمكن من خلال القانون أن يستولي على حكم البلاد بمفرده . أما ست فهو يعكس مفهوم القوة و البأس و الشدة و هي كلها صفات قد ألحقت بالمعبود ست منذ العصر العتيق أو حتى في عصور ما قبل الأسرات . و عندما يندمج ست مع حورس و يتعايش معه فذلك يعني أن القوة تتصالح مع القانون .
2 – ست منذ البداية لا يمثل مفهوم سلبي أو شيطاني ، فهو القوة اللازمة لأي ملك حاكم لتنفيذ القانون ، فلا قانون دون وجود قوة و لا قوة بمفردها دون وجود القانون بمعنى أدق ست هنا يظهر كأحد الأوجه الضرورية و اللازمة للحكم الملكي و الذي تتكامل وظيفته مع وظيفة المعبود حورس .
3 – عندما تعود الشرعية لحورس ، فذلك يعني إخضاع القوة لكي تصبح في خدمة القانون ، قالقوة إن ظلت دون وجود قانون ستصبح سلبية و تتحول إلى عنف و بما أن العنف لا يمكن أن يكون قانونيا لذلك سعى الكاتب هنا لإبراز فكرة : أن القوة و بعد إخضاعها تصبح في خدمة و تحت أمر القانون ( الشرعية الملكية ) .
و لكن ما هو السبب الفعلي لإعادة كتابة هذه الأسطورة في بداية العصر المتأخر و لاسيما في عصر الملك شباكا ؟
إن هذا النص يقع في إطار سياق أسطوري يبدأ بفكرة أن المعبود بتاح تاتنن هو الخالق الأول و بالتالي يتم إعلان الملكية المصرية في بدء الزمان بوصفها الإختراع الأول للمعبود بتاح تاتنن ، فهو الذي قام بخلق جميع الآلهة ثم قام بخلق آتوم رب عين شمس الذي ورث ملكية البلاد من بتاح تاتنن ( و يعني هذا الإسم بتاح رب الأرض الأزلية الأولى ) ثم يقفز النص عبر أجيال الآلهة التي ورثت الملكية جيلا بعد جيل حتى ينشأ مفهوم النزاع على هذه الملكية بين حورس وست . فالأسطورة هنا توضح كيف تم تقسيم المملكة المصرية بعدما كانت متحدة في البداية و بعدما كان يحكم البلاد إله وحيد ورث الملكية من الذي سبقه ( بتاح تاتنن في البداية ثم آتوم ثم شو ثم جب ثم أوزير ) و بالتالي فكاتب النص هنا يسعى للخروج بفكرة أنه ينبغي إعادة الوحدة مرة أخرى و مثلما كانت عليه من قبل على يد المعبود حورس و من هنا تبرز لنا أهمية الأسطورة من خلال ما جرى قبل و خلال عصر الملك شباكا . فذلك الملك و قبل أن يتولى مقاليد الحكم في البلاد كانت مصر تواجه حالة إنقسام تاريخي فعلي و لاسيما خلال عصر الإنتقال الثالث و بداية العصر المتأخر فقد كان يحكمها مجموعة من الأمراء المحليين من ذوي الأصل الليبي ، و كان كل حاكم يعتبر نفسه ملكا في إقليمه ، و لم يسعى الملك ( بيعنخي ) أو ( بي ) – و هو الملك الذي تولى مقاليد الأمور سياسيا قبل شباكا – إلى توحيد البلاد مرة أخرى ، بل عمل على تثبيت حالة الإنقسام السياسي الذي عرفته مصر خلال عصر الإنتقال الثالث و دون أي تغيير . و هنا تأتي أهمية إنجاز الملك شباكا الذي قام بالخطوة الحاسمة و أعاد توحيد البلاد مرة أخرى و قضى على سلطات الأمراء المحليين من ذوي الأصل الليبي ، و أنشأ من جديد الحكم الفردي المطلق لمصر . كما سعى هذا الملك من ناحية أخرى لإعادة العصر الذهبي للملكية المصرية القديمة و كان يعتبر وثائق الملوك القدامى الذين حكموا مصر في الماضي العتيق من الوثائق الدينية المقدسة التي ينبغي إعادة نسخها من جديد ، فظهر ميله ناحية عاصمة المجد القديم ( منف ) فعمل على إعادة بناء و توسيع هذه المدينة ذات الماضي التليد و جعلها مقرا للحكم الملكي تماما و مثلما كان هذا هو حالها في السابق و لذلك يمكن التأكيد على الأمور التالية :
1 – إن حالة ظهور مصر في الأسطورة كبلد موحد سياسيا و منذ ملكية المعبود آتوم ترمز إلى حالة مصر السياسية كدولة ذات سلطة سياسية واحدة قبل عصر الإنتقال الثالث .
2 – إن حالة الإنقسام بين مملكة في الشمال و أخرى في الجنوب و كما ظهر في الأسطورة تعكس و بشكل غير مباشر حالة مصر التاريخية خلال عصر الإنتقال الثالث حيث لم يعد يحكمها ملك واحد و لم تعد تعرف السلطة الملكية المركزية .
3 – عندما يحكم الإله جب بإعادة الملكية للمعبود حورس و تثبيت حكمه و بمفرده على البلاد كلها ( كما ورد في الأسطورة ) فذلك يشير و بشكل غير مباشر إعادة السلطة الملكية لحالة الحكم الفردي المطلق و من هنا تبرز أهمية نص الملك شباكا الذي سعى لإستغلال الأسطورة لتثبيت حكمه أيدولوجيا و بوصفه حورس الذي أعاد بذور الحكم الفردي المطلق تماما كما ورد في الأسطورة .
يتبين لنا مما تقدم أن أسطورة النزاع بين حورس و ست في بداية العصر المتأخر لم تنشأ من فراغ ، فلا يمكن فهمها دون ربطها بالواقع السياسي المعاصر لها زمنيا و لذلك يمكن لنا أن ندرك الحقيقة التالية و هي : أن الأسطورة برغم أنها تتحدث عن ( الماضي ) إلا أنه ( ماضي مختلق ) و ( غير بريء ) و بمعنى أدق أن من يصنع ذلك الماضي هو ( إحتياجات الزمن الحاضر ) فالحاضر هو الذي يخلق الماضي و ليس العكس . فالحاضر هنا هو زمن الملك شباكا الذي يتوارى تماما وراء الأسطورة و ذلك لكي يظهر الحاضر و كأنه يسعى لتقليد الماضي و لا سيما و إذا وضعنا في الإعتبار أن الماضي الذي نتحدث عنه هو ماضي الأسلاف المجيد   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق